تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحمد لله ... أسرار وإعجاز ــ1]

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[06 - 09 - 2002, 11:59 م]ـ

يسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القرآن الكريم. . كتاب الله. . ومعجزته الخالدة. . تحدى به الثقلين من الإنس والجن أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله، فعجزوا وما استطاعوا وما استحقوا على عجزهم لوما ولا عتابا

فأنى لهم أن يأتوا بكلام كالقرآن. . كلام حف بالهيبة، وامتاز بالسمو، وتكامل فيه الشكل والمضمون وتآلفا فكل منهما يخدم الآخر ويقويه. . فكان ذلك إعجازاما بعده إعجاز. .

وواضح لنا جميعا أن التحدي بالإتيان بمثل القرآن لم يكن المقصود به الإعجاز العلمي أو نحوه، وإنما قصد به إعجاز اللغة والبيان والبلاغة، والعرب الأوائل هم أهل ذلك، لكنهم أمام القرآن وقفوا عاجزين يقلبون أكفهم من الحيرة

وكلمة حق لا بد أن تسجل في حقهم. . لم يدعوا القدرة على ذلك أبدا. . بل كانوا يقولون ما هذا بكلام بشر

وعندما تجرأ مسيلمة الكذاب على التأليف

لم يتمسكوا بما قال بل لم يعيروه أدنى اهتمام، لأنهم يعلمون أنه ليس بشيء ولم يكونوا في هذا الأمر من المكابرين

من ذلك الإعجاز اللغوي الدقة في اختيار المفردات، فكل كلمة تأتي في مكانها المناسب لها، فلو غير موضعها بتقديم أو تأخير أوجمع أو تثنية أو إفراد لتأثر المعنى ولم يؤد ما أريد منه، وكذلك لو جيء مكانه بكلمة خرى ترادفه لم تقم بالمطلوب أبدا

سنرى اليوم جملة مؤلفة من كلمتين إنها (الحمد لله) في سورة االفاتحة، هل

كان من الممكن استعمال كلمات أخرى أو التغيير في وضعها؟

في الظاهر. . نعم. . هناك كلمات و أساليب تحمل المعنى نفسه، ولكن هل تفي بالمراد؟

كان بالإمكان قول (المدح لله أو الشكر لله)

ولكن ماذا عن المعنى العام؟

(المدح لله)

ـ المدح هو الثناء وذكر المحاسن من الصفات والأعمال

أما الحمد فهو الثناء وذكر المحاسن مع التعظيم والمحبة. أيهما أقوى إذن؟

ـ المدح قد يكون للحي ولغير الحي، و للعاقل وغير العاقل، فقد يتوجه للجماد أو الحيوان كالذهب والديك

أما الحمد فيخلص للحي العاقل

ـ المدح قد يكون قبل الإحسان وقد يكون بعده، فقد يمدح من لم يفعل شيئا، ولم يتصف بحسن

أما الحمد فلا يكون إلا بعد الإحسان، فيحمد من قدم جميل الأعمال أو اتصف بجميل الصفات

يظهر لنا مما تقد أننا عندما نقول (الحمد لله) فإننا نحمد الله الحي القائم الذي اتصف بصفات تستحق الحمد، ونعترف له بالتفضل والتكرم

فقدأسبغ علينامن إحسانه ظاهرا وباطنا ما لا يعد ولا يحصى مع إظهار تعظيمنا وإجلالنا له وتأكيد توجه محبتنا إليه

(الشكر لله)

ـ يكون الشكر على ما وصل للشخص من النعم، أما الحمد فعلى ما وصل إليه وإلى غيره

ـ الشكر يختص بالنعم ولا يوجه للصفات، فنحن لا نشكر فلانا لأنه يتصف بصفة العلم أو الرحمة أو غيرها من الصفات الذاتية له،

أما الحمد فيكون ثناء على النعم وعلى الصفات الذاتية وإن لم يتعلق شيء منها بنا

فالشكر إذن أضيق نطاقا، إذ يختص بالنعم الواصلة إلى الشخص الذي يشكر فحسب

مما تقدم يتضح لنا أن المدح أعم ممن الحمد، وأن الحمد أعم من الشكر

وفي الأول تعميم لا يناسب المقام، وفي الأخير تخصيص غير مناسب أيضا

-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 -

انظر: كتاب " لمسات بيانية " للدكتور فاضل السامرائي

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:04 م]ـ

أظن أن الشكر يكون بالقلب أو باللسان أو بالجوارح أو بهم جميعا---أما الحمد فلا يكون إلا باللسان---فهل هذه إضافة ذات قيمة بنظرك يا أخت أنوار

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:13 م]ـ

الحمد يكون باللسان فقط

ألا يجوز أن يكون قلبيا أيضا؟

مشاركاتك ذات قيمة بالتأكيد يا أستاذ ودليل ذلك أنها تفتح باب المشاركة والتفاعل مما يعني أنها تثير شيئا في الذهن فتدفعه للبحث والنظر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير