تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اختلاف أداة التعليل في (تقر عينها ـ تعلم)]

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 11:56 م]ـ

:::

جاء هذا السؤال في منتديات حفاظ الوحيين

لماذا اختلفت ا أداة التعليل للفعلين في قوله تعالى:

" فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" القصص:13

فعلل بكي (تقر عينها)

وعلل باللام (تعلم أن وعد الله حق)؟

وهذا الرد

------

التعليل بكي واللام

قد يرد سؤال على الذهن يحتاج إلى إنعام نظر وهو: ما الفرق بين اللام وكي؟، وهل التعليل بهما متطابق؟

الحقيقة أنه لا يبدو هناك فرق واضح بينهما في التعليل، فهما متقاربان جدا، غير أن الذي يبدو أن الأصل في (كي) أن تستعمل لبيان الغرض الحقيقي، واللام تستعمل له ولغيره، فاللام أوسع استعمالا من (كي)، وهذا ما نراه في الاستعمال القرآني

...

...

...

والظاهر من الاستعمال القرآني أن (كي) تستعمل للغرض المؤكد والمطلوب الأول، يدل على ذلك قوله تعالى: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق" القصص 13، فقد جعل التعليل الأول بـ (كي) "كي تقر عينها" والثاني باللام " ولتعلم أن وعد الله حق" والأول هو المطلوب الأول، والمقصود الذي تلح عليه الأم بدليل اقتصاره عليه في آية طه، قال تعالى: "فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن"

فالمطلوب الأول للأم هو رد ابنها إليها في الحال، أما جعله نبيا مرسلا، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: "ولتعلم أن وعد الله حق" فهو غرض بعيد، إذ هي محترقة لرد ابنها الرضيع إليها

وهذا غرض كل أم سُلب منها ابنها، أعني أن يعاد إليها أولا، سواء كانت الأم مؤمنة، أم كافرة، بل هو مطلوب للأمات من الحيوان، ولذا عللها في الموطنين بـ (كي) ولم يعلله باللام

ثم إن أم موسى تعلم أن وعد الله حق لا يتخلف، وقد وعدها ربها بأنه سيرده إليها ويجعله من المرسلين: "إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين:

فقوله تعالى: "ولتعلم أن وعد الله حق" معناه الاطمئنان، لا مجرد العلم، ولو قال (كي تعلم أن وعد الله حق) لكان المعنى أنها تجهل أن وعد الله حق، وأنه رده إليها لتعلم هذا الأمر

ونظير هذا قوله تعالى: "وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها" الكهف 21، وهذا في أصحاب الكهف وهم يعلمون أن وعد الله حق ولا شك، وكيف لا وهم فارقوا قومهم لإيمانهم بالله تعالى؟ فلو قال (كي يعلموا) لكان المعنى أن هذا هو الغرض الحقيقي وقد كانوا يجهلون ذاك

وأما قوله "كي تقر عينها ولا تحزن" فهذا غرض حقيقي لا يتحقق إلا برد طفلها إليها

...

...

...

يتبين مما مر أن (كي) تستعمل للغرض الحقيقي، أما اللام فهي أوسع استعمالا منها، وأن الجمع بينهما يفيد التوكيد والله أعلم

-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0

مبحث (حروف النصب) في كتاب معاني النحو ـ د. فاضل السامرائي ـ الجزء الأول ـ ص 307 إلى ص 310

ـ[نبراس]ــــــــ[14 - 05 - 2004, 05:55 ص]ـ

جزاك الله كل الخير.

ونفع بعلمك ...

يا أنوار المنتدى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير