تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإنشاء والخبر]

ـ[الأحمر]ــــــــ[27 - 10 - 2002, 11:22 م]ـ

[الإنشاء والخبر]

الإنشاء هو ما لم يحتمل الصدق والكذب،

الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب

وللإنشاء نوعان:-

1 - غير طلبي: وهو ما لا يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب كالترجي وأفعال المدح والذم والتعجب وصيغ العقود مثل اشتريت، بعت. وربّ وكم الخبرية وأفعال المقاربة والرجاء والشروع القسم.

2 - طلبي: وهو ما يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب لامتناع تحصيل الحاصل فمثلاً قبل النطق بفعل الأمر لم يكن هناك شيء حاصل أو يطلب حصوله فإذا قلت: اكتب الدرس فقد طلبت القيام بعمل لم يكن حاصلاً وإنما يتم حصوله بعد إصدار الأمر بكتابته فالقيام بالكتابة نشأ عن طلبها بقولنا اكتب الدرس أما قبل ذلك فالكتابة غير حاصلة وهكذا في بقية أساليب الإنشاء ولم ينظر البلاغيون في الإنشاء غير الطلبي لقلة مباحثه ولأن أكثر أنواعه في الأصل أخبار نقلت إلى معنى الإنشاء وكانت دراستهم في الطلبي لكثرة أنواعه التي يندرج تحتها الكثير من الأغراض البلاغية.

أنواع الطلبي خمسة:

1 - الاستفهام 2 - الأمر 3 - التمني 4 - النداء 5 - النهي

وانحصاره في الخمسة يرجع إلى أنه أما أن يكون مطلوباً ممكناً أو لا يكون مطلوباً ممكناً. فالذي لا يكون مطلوباً ممكناً هو التمني، والذي يكون مطلوباً ممكناً إن كان المطلوب به حصول أمر في ذهن الطالب فهو الاستفهام وإن كان المطلوب به حصول أمر في الخارج فإن كان ذلك الأمر الخارجي انتفاء فعل فهو النهي وإن كان ثبوته فهو إما بحروف النداء فهو النداء وأما إن كان بغير حروف النداء فهو الأمر.

الاستفهام

الاستفهام هو طلب حصول صورة الشيء في الذهن فإن كان المطلوب وقوع النسبة أو ليس وقوعها فحصولها هو التصديق وإن لم يكن المطلوب بها وقوع النسبة بل إدراك المفرد فهذا هو التصور.

أدوات الاستفهام

1 - الهمزة: ويسأل بها عن كل شي في الجملة.

2 - "هل":ويسال بها عن التصديق.

3 - "من":ويسأل بها عن العاقل أو العالم من الذي حضر."فمن ربكما يا موسى"

4 - "ما":ويسال بها عن غير العاقل. " فما خطبكم أيها المرسلون "

5 - "أي" ويسأل بها عن التمييز بين شيئين في أمر يعمهما " أي الفريقين خير مقاماً "

6 - "كم" ويسأل بها عن العدد " كم لبثتم في الأرض عدد سنين "

7 - "كيف" ويسأل بها عن الحال " كيف تكفرون بالله "

8 - "أين" ويسأل بها عن المكان " يقول الإنسان يومئذ أين المفر "

9 - "متي" ويسأل بها عن الزمان " متي نصر الله " والمسؤول عنه الذي وقع فيه الشك يقع بعدها

10 - "أنى" ويسأل بها عن الحال فتكون مثل كيف ويجب أن يقع بعدها المسؤول عنه " فائتوا حرثكم أنى شئتم "

11 - "أيان" ويسأل بها عن الزمان مثل متي " أيان يوم الدين "

وتكون الهمزة للتصديق وللتصور فإذا كانت للتصديق فهي لإدراك وقوع النسبة أو عدم وقوعها كقولك أقام زيد؟ أو أزيد قائم؟ فأنت عالم بأن بينهما نسبة إما بالإيجاب أوبالسلب وتطلب تعيينها ويكون الجواب بنعم أو لا.

وتكون للتصور يعني إدراك غير النسبة فتقول في طلب تصور المسند إليه أمحمد في الفصل أم علي فأنت تعلم أن في الفصل رجلاً لكنك تريد معرفته وفي طلب تصور المسند أفي البيت علي أم في الفصل فأنت تعلم أن علي محكوماً عليه بالوجود في البيت أو في الفصل والمطلوب هو معرفة وجوده وإذا كانت الهمزة للتصديق لا يذكر معها شيء يعادله وإذا جاءت أم بعدها فتكون أم بمعني بل كقول الشاعر:

ولست أبالي بعد فقدي مالك

### أموتي ناء أم هو الآن واقع

ولهذا لم يقبح في تصور الفاعل في أزيد قام وفي تصور المفعول به في أمحمداً أكرمت؟ كما قبح في هل زيد قام؟ وهل محمداً عرفت؟ وذلك بأن "هل" للتصديق وهي هنا لتصور الفاعل والمفعول به

كذلك إذا دلت قرينة حالية كقولك هل تضرب زيداً وهو أخوك؟ بناءً على أن الإنكار منصب على أن الضرب الواقع في الحال بمعنى أنه لا ينبغي أن يقع كما يفهم ذلك عرفاً من تقييده بالأخوّة لأنها حالية غير مستقبلية فقد جاء التعارض هنا من دلالة " هل " على الاستقبال ودلالة القرينة على الحال فإذا دخلت الهمزة على ذلك المثال فيصح فتقول أتضرب زيداً وهو أخوك؟ وهكذا لا يصح دخول " هل " على كل فعل يدل على الحال وإنما يصح دخول الهمزة عليه " أتقولون على الله ما لا تعلمون " " أتعبدون ما تنحتون " ولاختصاص "هل " بالتصديق وتخصيصها المضارع بالاستقبال كان لها مزيد اختصاص بما كونه زمانياً أظهر وحاجتها إلى الفعل بتخصيصها المضارع بالاستقبال ظاهر لأن المضارع لا يكون إلا فعلاً وأما اقتضاؤها الزمانية لاختصاصها بالتصديق فلأن الفعل لا يكون إلا صفة والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء والنفي والإثبات إنما يتوجهان إلى الصفات لا إلى الذوات ولهذا تكون لها مزيد اختصاص بالفعل " فهل أنتم شاكرون " لأنه يدل على طلب الشكر في المستقبل وهو أدل على الشكر من قولنا فهل تشكرون أو فهل أنتم تشكرون لأنه يفهم منه أن الشكر يقع منكم أو من غيركم مع أنه مؤكد بالتكرار الحاصل من تقدير أن وأنتم فاعل لفعل محذوف وكان مثال " هل " أقوى لأنه أبرز ما سيتجدد في معرض الثابت أدل على كمال العناية بحصوله مع بقائه على أصله وكذا أدل على طلب الشكر من قولنا أفأنتم شاكرون وإن كانت صيغته تدل على الثبوت كما في مثال " هل " وكانت الدلالة في مثال "هل " أقوى لأن هل أدعى للفعل من الهمزة فتركها مع الفعل أدل على كمال العناية بحصوله ومثال الهمزة لا يحقق ذلك لأن الهمزة لا اختصاص لها بالفعل فدخولها على الاسم هنا أمر طبعي مع كون المراد منها التصور أي أأنتم الشاكرون أم غيركم ولهذا لا يحسن أن يقال هل زيد منطلق إلا من البليغ الذي يعرف دقائق الكلام ومطابقته لمقتضى الحال وهل هنا دخلت على جملة اسمية بقصد الدلالة على تأكيد إثبات الانطلاق لزيد وهو غرض بلاغي جاء من ترك هل للفعل والدخول على الجملة الاسمية وغير البليغ لا يدرك ذلك.

من مذكراتي عندما كنت طالباً 1408 هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير