[مع المفردة القرآنية]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 01:38 ص]ـ
ذكرنا فيما سبق من مقالات أن إعجاز القرآن يكمن في نظمه، وعلو فصاحته، وسمو بيانه، إنها اللغة الساحرة حين تتجلى في أروع صورها في كلام الله
وإعجاز القرآن نستطيع أن نلمسه في السياق كله .. في الجملة .. في النظم .. في الكلمة الواحدة
تتحول الكلمة بحسن وضعها في مكانها إلى صورة كاملة تنقل لنا المهد بجزئياته فنقترب من الحدث أيا كان .. فيرجف قلبنا من هوله، أو يخفق خشية لجلاله، أو يطير شوقا من محبته، فيتحقق لنا شيء من تدبر الآيات ولو لم نعمد إلى ذلك
فلننتقل إلى مثال عملي في القرآن الكريم
انظر إلى تلك الكلمة التي تتولى وحدها رسم صورة متناسقة لموقف كامل بالبيئة والشخوص والحركة والأحاسيس
اسمع قوله تعالى:
فأصبح في المدينة خائفا يترقب
ألا تحملك كلمة يترقب إلى ذلك الجو الذي كان فيه سيدنا موسى عليه السلام؟
ألا تتخيل مشهد تلك المدينة النائمة الهادئة؟
ألا تتسلل إلى قلبك مشاعر الخوف والقلق والتوتر؟
ألا تشعر بذلك النبي العظيم وقد أرهفت كل حاسة من حواسه؟
ألا تشعر بالتفاته في كل لحظة يمينا وشملا وخلفا حذرا مما قد يحيق به؟
ألا تسمع وقع خطواته الرقيقة خشية أن يشعر به أحد ممن يطلبه؟
لو قال: يتحين أو يتوجس أو يرقب أو يراقب هل كانت تلك الكلمة مؤدية لشيء مما حملته هذه الكلمة الموحية في هذا السياق؟
إنها الدقة المتناهية في انتقاء اللفظ المشع في الموقف المناسب .. إنها روعة انتظام الدرر في عقد البلاغة العليا
إنها بلاغة القرآن .. إنها عظمة القرآن .. إنه بيان القرآن .. إنه إعجاز القرآن
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 -
استلهمته من مباحث في كتاب: الإعجاز في نظم القرآن لمحمود شيخون
ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[17 - 10 - 2002, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الغالية؛؛
بلى وربي تنقلنا إلى كل ما قلتِه ..
دقة لا متناهية فعلاً،
وكيف تنتهي وهي من ربّ البشر؟!،
فهو كتابه الذي لا يتوقف إعجازه ............
جزاكِ الله كل خير ..
تحياتي،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2002, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك أختاه على القراءة والتذوق والإحساس بجمال النص القرآني والمفردة القرآنية
فتح الله عليك بالخير وهداك للحق بإذنه
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 08 - 2003, 02:36 ص]ـ
... نتابع بإذن الله ... وقفاتنا مع بعض كلمات القرآن التي تتميز بنقلها معاني كثيرة بحسن وضعها وملاءمة الصيغة المختارة للمقام
اقرأ هذه الآية:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُور. وهمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
هل لاحظت كلمة يصطرخون؟ هل شعرت بانبعاث الأصوات الصارخة من كل مكان؟ ألم تشعر أن بعضها يبدو كأنه يجاوب بعضا؟ ألا يوحي لك ذلك بأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم أن يفعلوه ردا على ما يحدث لهم؟ والأهم ألا توحي لك تلك الكلمة في ذلك الموضع أن هؤلاء قد أهملوا ولم يعد أحد يرد عليهم؟
واقرأ هذه أيضا: باأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض
هل لاحظت ثقل كلمة اثاقلتم؟ هل رأيت الشدة على حرف الثاء منها؟ هل شعرت بأنك تقرؤها ببطء فرضه عليك تركيبها وحركات حروفها وأصواتها؟ هل اقترن في ذهنك نطق الكلمة بصورة أولئك المثاقلين الذين يركنون إلى الدنيا ويتشبثون بها ويلتصقون بالأرض، وإن خرجوا للجهاد خرجوا وقد شدتهم الدنيا بأسبابها فظهر ذلك عليهم بطئا في الحركة وثقلا في المشي وسقوطا على الأرض؟
ترى لو كانت الكلمة المستعملة هي تثاقلتم فهل كان المعنى باقيا على هذه الصورة؟ إن إضافة الثاء يؤدي إلى فك التشديد والإدغام مما يمنح الكلمة سهولة في النطق لا تناسب طبيعة المعنى المقصود، بل إنها توحي بشيء أعلى من السرعة في الحركة وتضفي على حركتهم نشاطا أكبر
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 08 - 2003, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
فعلا شرحك هذا جعلنا نعي "عقليا" مانحس به بالفطرة عند قراءة القرآن وأتمنى أن تستمري في بيان أوجه الاعجاز البلاغي للقرآن على هذا النهج.
وأتمنى أيضا أن تهدينا على موقع يتحدث عن الموضوع ذاته لاستقاء المزيد من العلم في هذا المجال وجزاك الله خير مايجزي به عباده الصالحين.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 12:43 ص]ـ
الأخ الفاضل تأبط خيرا
جزاك الله خيرا على الاهتمام بكتابه العظيم والتأمل في آياته المبهرة
بحثت ووجدت لك هذا الموقع .. أتمنى أن يفيدك
http://www.qassim.net/pages/islamic_page/ejaz_alquraan/alloghawi.htm