[سؤال حول آيتين]
ـ[ابن خروف]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود التكرم بإجابة سؤالي
قال تعالى
(وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين)
1 - لماذا في بداية الآية قُدمت التجارة على اللهو وفي آخرها قُدم اللهو على التجارة؟
2 - لماذا أتت الكلمتان نكرتين في البداية ومعرفتين في آخرها؟
3 - لماذا عاد الضمير (إليها) للتجارة فقط دون اللهو ولم يكن الضمير (إليهما)؟
سورة الجمعة
قال تعالى
(يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام)
لماذا لم تكن الكلمة (فيؤخذون) حيث الكلام لجماعة الذكور؟
سورة الرحمن
ولكم جزيل الشكر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 11 - 2003, 11:13 م]ـ
أخي الكريم .. أما سؤالك الأول فقد كنت قد كتبت موضوعا عن التقديم والتأخير في المنتدى
ولكني لم أجده الآن بسبب التغييرات الجديدة
لذلك قمت بنسخ الجزء المتعلق بالسؤال
وها أنا أدرجه هنا فاقرأ فيه ثم اسأل إن بدا لك سؤال جديد
* من مواضع التقديم والتأخير في القرآن الكريم ما ورد في آية واحدة من سورة الجمعة، وهي قوله تعالى:
" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين "
ففي البدء قدم التجارة على اللهو، لأن التجارة هي السبب الحقيقي في انفضاضهم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فالآية نزلت في واقعة حدثت عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب الجمعة، فقدمت عير للتجارة إلى المدينة، فانصرف الناس إليها، وتركوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا
وكان من عاداتهم أن يتقدم الدف والطبل تلك العير فهو من اللهو، ولكنه لليس مقصودا لذاته، بل هو تبع للتجارة التي هي مقصدهم الأصلي
ولعل هذا هو السبب أيضا في إفراد الضمير وعودته على التجارة في قوله " انفضوا إليها " ولم يقل إليهما، وأعيد الضمير على التجارة أيضا للتأكيد على ذم الانفضاض عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لو كان لتجارة وهي ذات منفعة لهم لا سيما وأنهم كانوا في فترة جوع وغلاء سعر، فكيف بغيرها من توافه الأمور، فأنت إن خصصت النافع بذم أو نهي، فما دونه أولى في الترك، وأدخل في الذم
أما في الجزء الثاني من الآية فقد قدم اللهو، لأنه يتحدث عن أمر عام بأن ما كان عند الله خير، فناسب تقديم اللهو لأنه أعم، فاللهو يفعله أكثر الناس حتى الفقراء منهم /، أما التجارة فهي لبعض الناس
ولأن المعتاد أن نبدأ بالأدنى عند المفاضلة واللهو أدنى من التجارة، ففي الأخيرة شيء من كسب ونفع لا يوجدان في اللهو، ثم إن المقام مقام ذم، ولا شك أن اللهو أظهر في المذمة
وناسب تأخير التجارة لتكون ألصق بخاتمة الآية " والله خير الرازقين " فهي مصدر الرزق
لطيفة تفسيرية:
قد يخطر على الذهن سؤال: لم أعاد حرف الجر (من) في قوله: " خير من اللهو ومن التجارة "؟
والجواب أن الإعادة للتأكيد على أن الذم واقع على كل واحد منهما منفردا، إضافة إلى اشتراكهما، فلا يظنن ظان أن ما عند الله خير منهما في حالة واحدة هي اجتماعهما، أما لو انفرد أحدهما كالتجارة مثلا فقد يختلف الحكم.
فالواو كما نعلم تفيد الجمع والاشتراك، فقد يفهم منها ذلك، أما مع إعادة الجار فالأمر واضح بشمول الذم لاجتماعهما، ولكل منهما منفردا، وبخيرية ما عند الله وأفضليته على اللهو منفردا وعلى التجارة منفردة وعليهما مجتمعين
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 11 - 2003, 11:24 م]ـ
استكمالا للرد علىالسؤال الأول
تنكير التجارة واللهو في الجزء الأول من الآية قد يكون للتحقير والتقليل من قيمتها
فإن رأوا أي تجارة وأي لهو لا يستحق لالتفات إليه اهتموا به وتركوك
وفي المقابل عرفها في الجزء الثاني للدلالة على أنها مهما بلغت من الفخامة والقيمة والمنفة فإن ما عند الله خير منها
أما السؤال الثاني فلم يعد الفعل بالضمير لكيلا يخص المجرمين المتحدث عنهم فقط
بل للتخويف من ذلك اليوم وهو تخويف للجميع
ففيه تكون المعاملة أن يؤخذ بالنواصي والأقدام فهذا تهويل للحدث فكأن الشأن في ذلك اليوم هو الأخذ بهذه الطريقة
والله تعالى أعلم
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[26 - 11 - 2003, 07:47 م]ـ
الاستاذة الفاضلة
أرسلت عبر الخاص برسالة فأخبرني أن صندوق الرسائل ممتلئ، فهل لك أن تزيلي بعض الرسائل ليصلك استفسار
أرسلته، وجزاك الله خيرا