[القصر (2)]
ـ[الأحمر]ــــــــ[12 - 10 - 2002, 05:05 م]ـ
والإضافي يكون في كون النفي عن شخصين أو ثلاثة فأكثر معينين وهذا يرجع لقصد الكلام.
وهو ثلاثة أقسام:-
1 - قصر الإفراد: وهذا يخاطب به من يعتقد الشركة أي باشتراك صفتين أو أكثر في موصوف واحد في قصر الموصوف على الصفة مثل قولنا ما محمد إلا كاتب. لمن يعتقد اتصافه بالكتابة والشعر والسفر، أو اشتراك موصوفين أو أكثر في صفة واحدة في قصر الصفة على الموصوف مثل قولنا ما طبيب إلا محمد لمن اعتقد اشتراك محمد وخالد وعلى في مهنه الطب. وسمي إفراداً لأنه قطع الاشتراك المذكور في المثالين ولأنه أفرد الموصوف بصفة وأفرد الصفة بموصوف. ومن البلاغيين من اشترط في قصر الموصوف على الصفة إفرادا عدم التنافي بين الوصفين ليصح اجتماعهما في الموصوف في اعتقاد المخاطب ليكون المنفي في قولنا ما زيد إلا شاعر. كونه كاتباً أو منجماً لا كونه مفحماً لا يقول الشعر.
2 - قصر التعيين ويخاطب به من تساوى الأمران عنده دون ترجيح لأحدهما على لآخر مثل قولنا ما محمد إلا مدرس ولا يعرف على التعيين وظيفته وذلك في قصر الموصوف على الصفة. ومثل قولنا " ما مزارع إلا إبراهيم وذلك في قصر الصفة على الموصوف لمن ظن أن المزارع إما إبراهيم أو أحمد من غير أن يعرفه على التعيين. وسمي قصر تعيين لأنك عينت له إحدى الصفتين وأبقيت الأخرى أو أحد الوصفين وأبقيت الآخر.
3 - قصر القلب ويخاطب به من يعتقد عكس الحكم الذي أثبته المتكلم مثل ما محمد إلا قائم في الموصوف على الصفة لمن يعتقد اتصافه بالقعود دون القيام ومثل قولنا ما تاجر إلا محمد في قصر الصفة على الموصوف لمن يعتقد أن التاجر عبد الله. وسمى قصر قلب لأنه يقلب " يعكس " حكم المخاطب الذي كان معتقداً إياه ويثبت له غيره.
واشترط بعض البلاغيين في قصر الموصوف على الصفة قصر قلب تحقق تنافي الوصفين ليكون إثبات إحدى الصفتين مشعراً بانتقاء الأخرى ومن شواهده. قال تعالى " وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم " لأنهم لا يعتقدون أنهم يهلكون أنفسهم وإنما يعتقدون أنهم يقضون على القرآن بصرف الناس عنه.
وقال تعالى " إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون "
فقد نفى عنهم الهداية المنبثقة عن نور الحقيقة والعلم وأثبت لهم أنهم ينطلقون وراء الخيال والجهل. إن هم إلا يخرصون " قصر لهم صفة الخرص وهو التخمين لأن التخمين لا يجتمع معه التحقيق والصدق فالصفة المثبتة منافية للصفة المنفية لأنه لا يتصور اجتماعها في آن واحد.
" قال تعالى " ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل "
لأن النصارى اتخذوه وأمه إلهين. فنفى القرآن عنه الألوهية وأثبت له الرسالة. والرسول يموت والإله
لا يكون رسولاً.
قال تعالى " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم "
لأن المنفي فيها ضد المثبت ولا يجتمعان في شخص واحد لأنهم يثبتون له كونه إلهاً أو اتخاذه وأمه إلهين فنفت الآية ذلك و أثبتت له العبودية والعبودية تناقض الألوهية أي قلت لهم ذلك ولم أتجاوزه إلى غيره وهو طلب الألوهية وهم مخاطبون هنا بخطاب غير مباشر دل عليه سياق الكلام.
وقال الشاعر:-
وكنت امرأ ألقى الزمان مسالماً
### فآليت لا ألقاه إلا مجاريا
فأثبت الشاعر صفة ضد التي كان يعتقدها.
وقال شاعر آخر:-
وهل كنت إلا مذنباً يوم انتحى
### سواك بآمال فأقبلت تائبا
فقصر نفسه على الذنب ونفى عن نفسه الرشد
وقال أبو تمام:-
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
### متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعة
### بين الخميسين لا في السبعة الشهب
فكلها قصر قلب لان الصفة المنفية بعد " لا " تقابل الصفة المثبتة قبلها ومن أمثلة قصر الإفراد وشواهده قوله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " لأنه لما شيع أن النبي مات في إحدى غزواته أذهل ذلك بعض المسلمين لأنهم كانوا يظنون فيه الرسالة وأنه سيظل بينهم فهم يظنون فيه وجود الصفتين فجاء أسلوب القصر فقصره على كونه رسولاً ونفى بقاءه وهذا من قصر الإفراد. قال تعالى " وما أنت بمسمع من في القبور، إن أنت إلا نذير " لأنه يحرص على هدايتهم وتحمل العناء في ذلك كان بمنزلة من يعتقد أنه مع الإنذار يستطيع الهداية فقصره على كونه نذيراً وليس نذيراً وهادياً معاً.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 10 - 2002, 12:18 م]ـ
أخي الكريم: ما رأيك بعد أن انتهيت من عرض الدرس أن نقدم بعض الأمثلة ليقوم السادة الأعضاء بالتطبيق عليها
هل أبدأ الآن؟
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا
في انتظار الأعضاء، ثم في انتظار أمثلة من عندك
وفقكم الله
ـ[عصماء]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 01:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كان المخاطب يعتقد أن الأنعامَ أضلُّ فهو قصر قلب.
وإن كان يعتقد أنهما يشتركان في الضلال فهو قصر إفراد.
وإن كان لا يدري من الأضل فهو قصر تعيين.
أرجو أن تكون الإجابة صحيحة، والله الموفق ...
وعلى كل حال جزاكم الله خيرا،،، وزادكم من فضله ...