[وقفة قرآنية]
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 12 - 2003, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت على إشارات لطيفة، أحببت أن أنقلها لكم لتعم الفائدة0
قال ابن القيم في كتابه روضة المحبين:
قال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن000) الآية
فلما كان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره ولما كان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم إذا خيف منه الفساد ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة لم يأمر سبحانه بغضه مطلقا بل أمر بالغض منه وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لا يباح إلا بحقه فلذلك عم الأمر بحفظه
وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته وفي الصحيح أن الفضل بن عباس رضي الله عنهما كان رديف رسول الله يوم النحر من مزدلفة إلى منى فمرت ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فحول رسول الله رأسه إلى الشق الآخر وهذا منع وإنكار بالفعل فلو كان النظر جائزا لأقره عليه وفي الصحيح عنه أنه قال إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى اهـ
قال صاحب الإيجاز في آيات الإعجاز بعد ذكر الآية:
أمر الله بالغض من الأبصار إشارة إلى جوازه عند الحاجة، فانظر لهذه الإشارة بـ (مِنْ) المفيدة لبعض الأحوال، واله عليم بكل حال 0
ثم انظر إلىا قوله تعالى: (ويحفظوا فروجهم) حيث لم تدخل (مِنْ) هنا إشارة للفروق بين الفروج وغيرها، حيث لايباح النظر إليها إلا عند الضرورة المُلِحّة والحاجة القصوى، من خوف أو هلاك أو مرض لادواء له إلا الملمس والمعالجة، بخلاف النظر المذكور فإن مبيحاته أكثر وأمره أيسر، والله أعلم اهـ
فسبحان الله
روضة المحبين ( http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=63&ID=91)
والسلام
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 12 - 2003, 09:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شكراً اخي العزيز
ابو سارة
على الموضوع الشيق .. الذي يدل ويدلل على إعجاز الكتاب العظيم ..
السراج