[العتاب في القرآن الكريم]
ـ[أحلام]ــــــــ[27 - 10 - 2004, 11:36 م]ـ
العتاب في القرآن
من أوضح ما جاء من العتاب في القرآن قوله تعالى يعاتب رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاءه أحد المسلمين يسأله في أمور الدين {الصحابي عبدالله بن أم مكتوم} وكان الرسول ساعتئذ في حديث مع طائفة من المشركين مؤملا أن يفضى به الحديث إلى إيمانهم فلم يعن بأمر هذا المسلم السائل بل اعرض عنه عابسا فنزل قوله سبحانه {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فآنت له تصدى وما عليك ألا يزكى و أما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى}
- بدأ هذا العتاب متحدثا عن الغائب وكأنه بذلك يريد أن يرسم الصورة لرسوله على لوحة يراها أمام عينيه على وجه غير وجهه، لتكون الصورة واضحة القسمات، بينة المعالم، فالمرء لا يرى وجه نفسه، - ثم اتجه العتاب إلى الخطاب في رفق قريب من العنف مبينا ما لعله يرجى من الخير من هذا الأعمى السائل ثم عقد موازنة بين من عنى به النبي ومن أعراض عنه، فهذا مستغن لا يعنيه أن يصغي إلى الدعوة أو يطيعها، والآخر مقبل تملأ قلبه الخشية ويدفعه الإيمان وقد سجل القرآن معاملة الرسول لهما هذا العتاب يحمل في ثناياه عذر الرسول فهو ما تصدى لمن استغنى إلا أملا في هدايته وارشاده
- وقد يقسو القران في العتاب، بعد أن يكون قد استخدم الرفق واللين وذلك في الأمور التي يترتب على التهاون فيها ما يودى بالدعوة كما ترى ذلك في قوله سبحانه {ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ارضيتهم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذ بكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شي قدير}
- ولعله بعد رفقه بهم وبيانه لهم أن متاع الحياة الدنيا قليل إذا قيس بمتاع الآخرة رأى ألا يقف عند هذا الحد من الموازنة بل مضى محذرا منذرا ومن العتاب القاسي لانه يمس اساسا من أسس نشر الدعوة لتأخذ طريقا إلى النصر والنجاح كما في قوله تعالى:
- {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم* لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}
- أما إذا لم يتصل العتاب بمثل ذلك من مهمات الأمور فان العتاب يرق ويلين كما ترى ذلك في قوله تعالى {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين}
- وقوله سبحانه {ياأيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم}
- فمعرفة الصادق والكاذب إذا كانت قد ضاعت في فرصة فمن الممكن أن يتوصل إليها في فرصة أخرى، وتحريم النبي لما احل الله له مسالة شخصية ليس لها من الأثر ما للجهاد من آثار ..
:=
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 09:34 م]ـ
الاخت العزيزة احلام ..
موضوع ممتاز .. مليء بالفائدة .. لكن لدي اعتراض واحد .. ان الذي نزلت فيه هذه الاية ليس الرسول الاعظم بل احد الصحابة لان الرسول الاعظم هو سيد الكائنات خلقا ومنطقا نطق بذلك البارئ عز وجل عندما قال (وانك لعلى خلق عظيم) كما شهد الرسول وهو اصدق الصادقين على نفسه بقوله (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) فمن المحال ان يقوم النبي الكريم بفعل لا يتناسب مع الاخلاق التي يتمتع بها انسان عادي ناهيك عن كونه نبي عظيم وهو معلم البشرية .. اختي العزيزة ليس كل ما ورد في كتب التفسير صحيحا .. ارجو ان لا نرسل بعض الروايات التي ترد ارسال المسلمات فالتفسير على هذا النحو فيه تجني على مقام النبي الاعظم .. مع العلم ان هناك روايات كثيرة تشير الى ان هذه الاية لم يكن المقصود بها الرسول الكريم بل احد الصحابة الذي عبس وتولى وتكبر .. علينا ان ناخذ بها ..
اكرر شكري واعتزازي مرة اخرى اختي العزيزة ,, والله من وراء القصد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 10:33 م]ـ
.. اختي العزيزة ليس كل ما ورد في كتب التفسير صحيحا .. ارجو ان لا نرسل بعض الروايات التي ترد ارسال المسلمات فالتفسير على هذا النحو فيه تجني على مقام النبي الاعظم .. مع العلم ان هناك روايات كثيرة تشير الى ان هذه الاية لم يكن المقصود بها الرسول الكريم بل احد الصحابة الذي عبس وتولى وتكبر .. علينا ان ناخذ بها ..
إسمح لي
رواية كون الرسول:= قد عبس لمجيء الأعمى لا يتناقض ولا يتعارض مع مقام النبوة العالي فقد ظنّ:= أن استقبال صناديد قريش أفضل لمصلحة الدعوة من استقبال الصحابي الجليل الأعمى--فنزلت هذه الآيات في عتابه:= على فعله عكس الأولى