[وفي استعمال الضمير دقة]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 12 - 2002, 12:26 ص]ـ
إن في القرآن الكريم آيات تتشابه كلماتها وتتحد ألفاظها، لكننا نرى خلافا بسيطا بين حرف وحرف أوكلمة وكلمة، وإن لكل منها بالطبع هدفا معينا تشير إليه، وحكمة تناسب المقام الذي تأتي الألفاظ للتعبير عنه
من ذلك مثلا قول الله عزوجل
" وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين " النحل
فإنه يشبه الجزء الأول من قوله تعالى:
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون. وعليها وعلى الفلك تحملون " المؤمنون
ونلاحظ اختلافا واحدا هو في الضمير المتصل بكلمة بطون
فهو في الأولى ضمير مذكر، وفي الثانية ضمير مؤنث
وتفسير ذلك أن الكلام في الآية الأولى على إسقاء اللبن من بطون الأنعام وتوضيح خروجه منها من بين فرث ودم، واللبن لا يخرج من جميع الأنعام، لكنه يخرج من الإناث، أي أن الموضع يناسبه التقليل
أما آية المؤمنون فإنها تتحدث عن منافع الأنعام من لبن وغيره كما هو واضح في الآية، وهذه المنافع تكون عامة من الذكور والإناث والصغار والكبار، أي أن الموضع يناسبه التكثير
من هنا رأينا الأآية تستعمل ضمير المذكر في الآية الأولى حيث مناسبة التقليل تتطلب التذكير الذي لا يدل على الكثرة
أما الآية الثانية فإنها جاءت بضمير التأنيث الدال على الكثرة التي يتطلبها سياق الآية
وهذا هو قول الخطيب الإسكافي في بيان هذا في كتابه الموسوم بدرة التنزيل وغرة التأويل
" .. أن الأنعام في سورة النحل وإن أطلق لفظ جمعها فإن المراد به بعضها، ألا ترى أن الدَّر لا يكون لجميعها وأن اللبن لبعض إناثها … وليس كذلك ذكرها في سورة المؤمنين لأنه قال: " نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون. وعليها وعلى الفلك تحملون " فأخبر عن النعم التي في أصناف النعم إناثها وذكورها فلم يحتمل أن يراد بها البعض كما كان في الأول ذلك
www.wrdfm.8m.com/goodst.gif
انظر مبحث التشابه والاختلاف من كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل صالح السامرائي
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:49 ص]ـ
والله ان هذا الكلام فيه شيء من التكلف والصنعة ولوي عنق النص بما لايحتمل والجزم بما تفضلتم به لا يقيد الآية بهذا المعنى فقد يكون الوجه غير ماذكرتم ولاسيما ان التوضيح كان مرهقا وشعرنا انه متكلف