[افتراءات على القرآن (نصب الفاعل)]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 02:39 ص]ـ
نص سؤالهم
جاء في سورة البقرة 2: 124 لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ. وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون
وهذا تعليقهم: "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
وقد حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون.
ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول [نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964] وليس الشيء هو الذي ينال الإنسان!!!! فمثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! بل الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة" فكيف أن العهد وهو شيء هو الذي ينال الظالم وهو إنسان. هذا كلام غير مقنع، ونحن نريد أن نفهم رداً منطقياً مقنعاً.
وهذا جوابي
جاءت كلمة الظالمين منصوبة في الآية لأنها مفعول به، وليست فاعلا فيحتاج إلى الرفع
وهذا هو الإعراب بالتفصيل:
عهدي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء
الظالمين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والكلام جاء بالترتيب الطبيعي للكلام العربي حيث يسبق الفاعل مفعوله
وبالتالي فإن قول القائل إن القرآن نصب الفاعل ليس له أي أساس بل ولا احتمال من الصحة
فالعهد هو الفاعل، وهو الذي لا ينال الظالمين، كما نصت الآية الكريمة
هذا ويجوز أن يقال: لا ينال الظالمون عهدي ... ولكنها جاءت في الآية بفاعلية العهد .. أي لا يصلون إليه ولا يمكنون منه .. فإن ما نالنا فقد نلناه، وما نلناه فقد نالنا
والعرب تقول: نلت خيرك، كما تقول: نالني خيرك
ولكن لم اختارت الآية ألا ينال العهد الظالمين؟
لأن في هذا التركيب مزيدا من الإبعاد لهم، وامتناعا من نيلهم العهد، فإن العهد نفسه يأنف أن ينالهم وكأنه ينفر منه
والنتيجة أن الظالمين لا يمكنون من العهد، بل يحرمون منه تأكيدا، وهذا غاية الوعيد
أما قولهم إن المعجم الوسيط يقول كذا فهل صارت اللغة تؤخذ من المعجم الوسيط؟
إن اللغة تؤخذ من مصادرها الأصلية، ومن شواهد عصر الاحتجاج (سيكون هناك موضوع قريب عنه بإذن الله)
ومن مصادر اللغة المعجات القديمة التي جمعها (لسان العرب) كأفضل ما يكون، وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/ 685
إذن: يجوز في لغة العرب أن يقال نالنا المعروف ويجوز أن يقال نلنا المعروف ... وسؤالكم باطل، لأن المنطق يقول إن الحكم هو لغة العرب واستعمال العرب
هذا ما هداني الله إليه، وكما قلت لكم سأبدأ بالأسئلة السهلة التي يستطيع طالب الإعدادية أن يجيب عنها، ثم سنصل بإذن الله إلى مسائل أعلى .. أسأل الله العون والتوفيق
وأنا في انتظار تعليقاتكم وإضافاتكم، وتعديلاتكم، وشواهدكم .. فإن كسر كلامي لا يجبر إلا بعونكم وعلمكم .. بارك الله فيكم
ـ[الأحمر]ــــــــ[19 - 10 - 2002, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعبر لكِ عن شكري وامتناني العظيمين لكِ أيتها الأنوار فلقد أنرتِ المنتدى بموضوعاتك الجميلة وآرائك السديدة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 05:06 م]ـ
جاء في التحرير والتنوير لإبن عاشور
((و {ينال} مضارع نال نيلاً بالياء إذا أصاب شيئاً والتحق به أي لا يصيب عهدي الظالمين أي لا يشملهم، فالعهد هنا بمعنى الوعد المؤكد.))
ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 07:45 ص]ـ
ايه الاخوة ينال هنا ليست بمعنى ياخذ انما بمعنى يصل وللتاكد انظر سورة الحج اذ قال الله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها برفع لحومها ونصب الله اي لن يصل الله لحومها والله اعغلم
ـ[أبوأنس]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 11:40 م]ـ
الأخت أنوار الأمل
¥