تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القَسَمُ في القرآن الكريم

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 06 - 2003, 01:52 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[القسم في القرآن الكريم]

من أساليب اللغة العربية إدخال لا النافية للجنس علي فعل القسم: لا أقسم، أو قبل الأداة

وورد في أشعارهم كقول قائلهم

فلا وأبي أعدائها لا أخونها

وقال غوية بن سلمى:

ألا نادت أمامة باحتمال ** لتحزنني فلا بك ما أبالي

وقال امرؤ القيس: لا وأبيك ابنة العامري لا يدعى القوم أني أفر

مجمل أقوال العلماء في (لا) الواردة في القسم

في نحو قوله عز وجل: (لا أقسم بمواقع النجوم)، و (لا أقسم بيوم القيامة)

ـ (لا) زائدة للتوكيد والمعنى (فأقسم .. )

ودخلت القسم من أجل المبالغة في توكيده، كأنهم ينفون ما سوي المقسم عليه فيفيد تأكيد القسم به

وحرف الزيادة في العربية له دور في إثبات الكلام وتأكيده، وإن فقد هذا الحرف تأثر المعنى بفقد معنى التوكيد منه فصار أقل درجة

ومن هنا نفهم أن حرف الزيادة ليس عبئا إضافيا أو شيئا مهملا يمكننا أن نتخلص منه بسهولة

بل لا يمكن التخلص منه إلا أن نحتمل عواقب طرحه والتخلي عنه وهي فقدان درجة من درجات الأمر الذي نتحدث عنه أي التأثير في المعنى الذي نريد

وأحرف الزيادة في العربية متعددة، منها: (الباء) في خبر ليس وفي التعجب، و (من) في الجملة المنفية وبعدها نكرة، و (لا) في مثل قول الشاعر:

تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ... وكاد نياط القلب لا يتقطع

وفي مثل قول الشاعر:

لا لا أبوح بحب بثنة إنها أخذت علي مواثقا وعهودا

فلو لم نعتبر لا زائدة لانقلب المعنى من النفي إلى الإثبات لأن نفي النفي إثبات، فصار قصد الشاعر إنه سيبوح، والمعنى الأصلي لا أبوح وهو المراد، و (لا) زائدة

ـ لام الابتداء مشبعةً (لأقسم = لا أقسم)

هي لام الابتداء أشبعت فتحتها فتولدت عنها ألف كقول الشاعر: أعوذ بالله من العقراب

أشبعت فتحة الراء فيها فتولد عنها ألف وإنما هي العقرب

ولام الابتداء لا تدخل على الفعل ودخولها في الآية على جملة من مبتدأ وخبر، والتقدير: فلأنا أقسم ثم حذف المبتدأ

ورده الزمخشري بأن اللام في هذه القراءة لا تصح أن تكون لام القسم لأمرين

أحدهما أن حفقها أن يقرن بها النون المؤكدة والإخلال بها ضعيف قبيح

والثاني أن سياق الآية يرشد إلى أن القسم بمواقع النجوم واقع ومقتضى جعلها جوابا لقسم محذوف أن تكون للاستقبال وفعل القسم يجب أن يكون للحاال

_ (ألا) الافتتاحية

وسهلت الهمزة تخفيفا لكثرة دورانها في الكلام

والتقدير: ألا

_ (لا) نافية

* (لا) نافية ردا على كلام سابق، فهي نافية لما قبلها تابعة لكلام سابق

ويقدر المحذوف بكلام مناسب مفهوم مما تقدم

ثم يستأنَف بالقسم (أقسم بـ …)

* بمعنى: إّي لا أعظمه بأقسامي به حقّ إعظامه، فهو عظيم في نفسه

وهو حقيق بأكثر من هذا

* نفي القسم: بمعني لا أقسم به إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلي قسم أصلا فضلا عن هذا القسم العظيم

فيقال في آية القيامة: " لا أقسم عليك بذلك اليوم وتلك النفس ولكني أسألك غير مقسم أتحسب أنا لا نجمع عظامك إذا تفرقت بالموت؟ " فإن الأمر من الظهور بحيث لا يحتاج إلى القسم //مناع القطان//

* نفي الحاجة للقسم وذلك يكون في مواضع الثقة و اليقين ويهدف إلى التأكيد والتقرير

وهذه بعض أقوال العلماء في توضيح ذلك

ـ "والسر البياني لهذا الأسلوب يعتمد في قوة اللفت على ما يبدو بين النفي والقسم من مفارقة مثيرة لأقصى الانتباه

وما نزال بسليقتنا اللغوية نؤكد الثقة بنفي الحاجة معها إلى القسم فتقول لمن تثق فيه: لا تقسم، أو: من غير يمين. مقررا بذلك أنه موضع ثقتك فلست بحاجة إلى أن يقسم لك كما تقول لصاحبك: لا أوصيك بكذا تأكيدا للوصية بنفي الحاجة إليها

والتأكيد عن طريق النفي ليس بغريب عن مألوف استعمالنا، فأنت تقول لصاحبك: لاأوصيك بفلان تأكيدا للوصية ومبالغة في الاهتمام بها، كما تقول: لن ألح عليك في زيارتنا، فتبلغ بالنفي ما لا تبلغه بالطلب المباشر الصريح // بنت الشاطئ //

ـ "هو لون من ألوان الأساليب في العربية تخبر صاحبك عن أمر يجهله أو ينكره وقد يحتاج إلى قسم لتوكيده، لكنك تقول له: لا داعي أحلف لك على هذا، أو لا أريد أن أحلف لك أن الأمر على هذه الحال، ونحوه مستعمل في الدارجة عندنا، نقول: ما أحلف لك أن الأمر كيت وكيت. أو ما أحلف لك بالله لأن الحلف بالله عظيم إن الأمر على غير ما تظن .. فأنت تخبره بالأمر وتقول له: لا داعي للحلف بالمعظمات على هذا الأمر" // السامرائي //

ـ الفخر الرازي: (لا) نافية باقية على معناها ..

وأن في الكلام مجازا تركيبيا وخلاصة المعنى أن نقول: لا حاجة إلى القسم لأن الأمر أظهر وأوضح من أن يقسم عليه، وهذا الرأي جميل لأنه لا يراد به نفي القسم حقيقة بل الإشارة إلى أنه من الجلاء والوضوح بحيث لا يحتاج إلى قسم

ـ وهذا كلام الشيخ محمد عبده: لا أقسم عبارة من عبارات العرب في القسم يراد بها تأكيد الخبر كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم. ويقال إنه يؤتى بها في القسم إذا أريد تعظيم المقسم به كأن القائل يقول: إني لا أعظمه بالقسم لأنه عظيم في نفسه. والمعنى في كل حال على القسم

ـ وهذا تعليق لطيف من الأستاذ صلاح عبدالتواب في كتاب النقد الأدبي: تلويح بالقسم مع العدول عنه مما يزيد المقسم عليه تأكيدا، كما إنه أوقع في الحس من القسم المباشر، وهذا الواقع هو المقصود من العبارة، وهو يتم أحسن تمام بهذا الأسلوب الخاص

** والخلاصة أن هذا أسلوب في القسم وهو مستعمل في العربية بل وفي لهجاتنا العامية كما تم الاستشهاد من قبل العلماء الأفاضل سواء في أسلوب الوصية أو أسلوب القسم نفسه كقولنا: لا والله ما فعلت

ومهما كان تفسيره أو تخريجه نحويا فالمعنى واضح مقبول لغويا ونفسيا، مفهوم عقليا

والنحو ليس حجة على كلام العرب بل كلام العرب هو الحجة على النحو لأنه أساس النحو ومادته**

http://www.wtv-zone.com/aylana/bringontheglitter/glitterlines/glitterline-041.gif

ملاحظة: كان هذا ردا على سؤال للأخت مسلمة في هذا المنتدى

ولكني فضلت أن أكتبه مستقلا لينال نصيبه من القراءة

وليكون عنوانه واضحا لكل زائر جديد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير