تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف (ومتى) يكون الظن مرادفا لليقين؟]

ـ[بوحمد]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 08:35 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت (أظن) أن "الظن" هو مرادف "للشك" ..

أما أن يكون "الظن" مرادف "لليقين" فهذا مالم أعرفه!!

وكأني لم أقرأ قوله تعالى:

((يظنون أنهم مُلاقوا ربهم)) البقرة 46

((وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه)) التوبة 118

فراجعت معنى (وظنوا) الوارد بسورة التوبة في الكشاف للخوارزمي ووجدته بمعنى "علموا"

وراجعت كلمة "الظن" بصفة عامة في كتاب العين فوجدتها تأتي بمعنى الشك واليقين!

الذي دفعني لهذا التساؤل هو تفسير الدينوري في "الشعر والشعراء" لبيت أوس بن حجر:

[/ poet]

فقومي وأعدائي يظُنُونَ أنني=متى يُحْدِثوا أمثالها أتكلَّمِ

ففسر "يظنون" بـ "يوقنون" وقال:"وليس من ظن الشك"

والحق أقول أنه لم يرد علي قبل بيت أوس هذا أي بيت تأتي به الظنون بمعنى اليقين!

يقول النابغة:

[/ poet]

أتيتك عارياً خلقاً ثيابي=على خوفٍ تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ

ملاحظة: في كتاب العين وردت كلمة"دهشاً" بدلاً من "خوفٍ"

ويقول من لا أعرفه (بالمناسبة من قائل هذا البيت؟؟):

[/ poet]

عصفت بي الظنون من كل صوبٍ=وسقاني العذول مُرّ المذاقِ

فهل من يزيل الشك من نفس بوحمد نحو حقيقة الترادف بين الظن واليقين؟

كما راجعت فصلي الشك واليقين والظن في نجعة الرائد (وجزى الله خيراً معلمتي الفاضلة أنوار الأمل وأخي (ابو سارة)، فلم أجد به ما يثبت أن اليقين مرادف للظن (بل على العكس فهو يثبت الظن للشك).

وأورد هذا الجزء من نجعة الرائد للتحقق

فصل في الشك واليقين

يقال شككت في الامر، وارتبت فيه، واستربت، وتريبت، وامتريت، وتماريت، وخامرني فيك شك، وداخلني فيه ريب، وتنازعتني فيه الشكوك، وتجاذبتني فيه الظنون، وحك في صدري منه شيء، واحتك، وتخالج في صدري منه اشياء. ويقال تخالج هذا الشيء في صدري، واختلج، اذا نازعك فيه شك، وقد رابني الامر، وأرابني، ورابني فيه شك، وهو امر مريب، وفلان من هذا الامر في شك مريب، وهو في ليل من الشك مظلم. وفي المثل كفى بالشك جهلا. وتقول قد ترددت في صحة هذا الامر، وتوقفت، وتثبت، وهذا امر لست منه على يقين، وامر لا أثبته، ولا أحقه، ولا أوقنه، ولا أقطع به، ولا أجزم بوقوعه، ولم يثبت عندي، ولم تتحقق لي صحته، وقد شككت فيه بعض الشك، وعندي في هذا كل الشك، وهذا امر لا يطمأن اليه بثقة، ولا تناط به ثقة، ولا يخلد اليه بيقين، واني لعلى مرية منه، وعلى غير بينة منه، وعلى غير يقين. ويقال فلان يؤامر نفسيه، اذا اتجه له في الامر رأيان. ورأيت فلانا فجعلت عيني تعجمه، اذا شككت في معرفته كأنك تعرفه ولا تثبته.

ويقال في ضد ذلك قد ايقنت الامر، وتيقنته، واستيقنته، وحققته، وتحققته، وأثبته، وعلمته، يقينا، وعلمته علم اليقين، وهو امر لا شك فيه، ولا مرية، ولا امتراء، ولا يعتريني فيه شك، ولا تعترضني فيه شبهة، وأمر لا ظل عليه للريب، ولا غبار عليه للشك، وهو امر بعيد عن معترك الظنون، وهو بنجوة عن الشك، وبمعزل عن الشك، وقد تجافى عن مواطن الريب، وخرج من سترة الريب الى صحن اليقين. وتقول قد انجلى الشك، وانتفى الريب، ونسخ اليقين آية الشك، وانجلت ظلمات الشكوك، وانحسر لثام الشبهات، وأسفر وجه اليقين، وأشرق نور اليقين، ولاحت غرة اليقين، وظهر صبح اليقين. وقد وقفت على جلية الامر، واطلعت على حقيقته، وانا على بينة من هذا الامر، وانا منه على يقين جازم، وقد علمته عن يقين عيان. وهذا امر لا يعقل ان يكون الا كذا، وقد ثبت بالبينات الواضحة، والحجج الدامغة، وثبت بالدليل المقنع، وشهدت بصحته التجربة، وقامت عليه أدلة الوجدان، وأيده شاهد العقل والنقل، وتناصرت عليه أدلة الطبع والسمع.

فصل في الظن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير