15 - عندما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم شاباً في سن الخامسة والعشرين، شارك مرة أخرى في رحلة مع قافلة تجارية إلى بلاد الشام لصالح خديجة رضي الله عنها. لو كان يعرف مسبقاً أن أهل تلك البلاد يُكنون له العداوة، وأنهم بمجرد رؤيته سيتعرفون عليه من خلال علامات نبوته الواضحة لما قام أبداً بتلك الرحلة. لكنه لم يُبد أي تردد في قبول عرض خديجة له في الاتجار لصالحها، ولم يقم أحد بإيذائه وعاد سالماً معافاً بعد قيامه بعمليات تجارية رابحة.
16 - من الغريب ملاحظته في هذا الحديث الذي وبالرغم من أنه كله ملفق، إلا أنه أقوى من جميع الأحاديث التي تناولت حادثة بحيرى، لكن الراهب لم يخاطب نبي المستقبل مباشرة في أي وقت من الأوقات، وبإمكان الشخص ملاحظة ذلك من خلال قراءته للحديث ليرى بنفسه تلك الظاهرة الغريبة. لا يوجد في الحديث ضمير غائب بديلاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، لقد استعمل الراهب في كل مرة شخصاً ثالثاً أو ضمير إشارة بدلاً من الصبي. هذا يدل على أن الراهب لم يعتبر أن صبياً أمياً يمكنه أن يفهم ما يقول عنه. ومن الملاحظ أيضاً أن أحداً من رواة ذلك الحديث لم يكن من السخف لدرجة أن يُظهر الراهب وهو يخاطب الصبي بشكل مباشر. لأنهم من الطبيعي أن لا يتصورا أن صبياً في مثل عمره يستحق تلك المحادثة.
17 - لم يعاصر بحيرى التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم فكيف يكون القرآن الكريم من عنده؟
18 - في القرآن الكريم آيات لا توافق عقيدة المسيحية بل تبطل التثليث بشكل واضح فكيف يكتبها بحيرى؟
19 - هل يجوز لراهب أن يكذب؟ كيف يقول بحيرى أن القرآن من عند الله نزل على قلب محمد وهو من عنده؟؟؟ كيف يرضى أصحاب الشبهة هذه أن يكون عالم دينهم كذاب؟
وخلاصة القول: إن من المفيد إلقاء نظرة على الملاحظات الحيادية لبعض المستشرقين. يقول جون ب. نوس وديفيد س. نوس في كتابهم الشهير " أديان الرجل": ( .... إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشرة، والثانية عندما كان عمره 25 عاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد، على أنه حديث غير مقبول).
ويقول توماس كارلايل:-
لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس [بحيرى أو بحيرى، مهما كان اللفظ، وقد أُطلق عليه أيضاً اسم سرجيوس]، الراهب النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم صبياً في مثل تلك السن، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير، فقد كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم 14 عاماً [كان عمره إما 9 أو 12 عاماً على أكثر تقدير] ولم يعرف لغةً غير لغته، وكان معظم ما في الشام غريباً وغير مفهوم بالنسبة له.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 12:50 ص]ـ
شكرا لك يا أختاه على هذا المجهود العظيم الذي تبذلينه للرد على افتراءات المفترين رد الله كيدهم في نحورهم وزادهم كبتا وغيظا إن لم يعودوا إلى الحق
أسأل الله أن يجعلها مضاعفة في موازين حسناتك وأن يجزيك من الخير بما هو أهله
وهذه إضافة يسيرة تتضمن تعريفا للحديث الغريب وأقوال العلماء فيه:
الحديث الغريب هو ما رواه راو منفردا بروايته بحيث لم يروه غيره، أو انفرد بزيادة في متنه أو إسناده
وسمي غريبا لانفراد راويه به عن غيره كالغريب الذي شأنه الانفراد عن وطنه
والحديث الغريب يكون ضعيفا في الغالب، ولذا قال الإمام أحمد: لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها من الضعفاء
وقال أبوحنيفة: من طلبها ـ أي الغرائب ـ كذّب
ـ[مسلمة]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 05:53 م]ـ
أختي العزيزة
أثابك الله على إضافتك القيمة
أدعوه سبحانه أن يجعلها في ميزان حسناتك
وأن يشركك فيما دعوت لي به
والسلام على الجميع