تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما الحقيقة العلمية الثالثة في هذه الآية فهي الأمواج الداخلية، فالمعروف أن الأمواج تكون على السطح، ولكن لم يعرف الإنسان أن هناك أمواجا داخلية إلا في القرن العشرين، حيث تبين أن هناك بحرا أسفل البحر الذي نراه، فالبحار ليست متجاورة فحسب، بل هي متطابقة بعضها فوق بعض، وبالتالي فالظلمات أيضا متطابقة. وهذه الأمواج يمكن أن تعتبر فاصلا بين منطقة البحر السطحي، ومنطقة البحر العميق حيث الظلمة التامة، وفوقها ظلمات متدرجة للألوان، وفوقها ظلمة الأمواج السطحية التي تعكس الضوء فتسبب الظلمة، وفوقها ظلمة السحاب، فالسحاب له ظل يؤدي إلى إظلام، فهي ظلمات متطابقة تشبه حال الكافر في ظلمة حياته مهما ظن أنها سعيدة مشرقة

** وقال عز وجل: "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" (النمل:88)

نراها بعظمتها وضخامتها فنظنها ثابتة جامدة، لكن القرآن يقول إنما ذاك ما تحسبونه، لكن الحقيقة مختلفة، فهي متحركة كحركة السحاب، وإن تأملنا في هذا التشبيه وجدنا أن السحاب لا يتحرك بنفسه، بل تحركه الرياح، وكذلك الجبال فهي ليست ذاتية الحركة، بل حركتها ناجمة عن حركة الأرض، فالآية إذن تثبت الحركة للجبال وللأرض أيضا، وتؤكد دورانها حول نفسها بإشارة لطيفة عن حركة الجبال التي نحسبها ثابتة لأن الأرض بما عليها تدور بسرعة واحدة، (ولتقريب الصورة يكفي أن نتصور قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة، فالراكب في واحد منهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر يظنه جامدا لا يتحرك)

** ولنتأمل في الآيات التي تتحدث عن الصعود في السماء: "تعرج الملائكة والروح إليه"، و" وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ"، وفي وصف السماء قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ"

السماء ذات حبك أي ذات طرق، والسير في السماء يكون بحركة العروج التي عبر عنها القرآن بهذا الوصف في أكثر من موضع، ولم يصفها بالصعود أو السير، فهناك ممرات خاصة في الغلاف الجوي يمكن عن طريقها الصعود في السماء، ضمن مسارات معينة تحددها الآن أجهزة إلكترونية بدقة لتضبط حركة المركبات الفضائية في صعودها للفضاء ونزولها إلى الأرض، ولا بد من الالتزام بهذه الممرات والأبواب وإلا احترقت قبل وصولها للأرض أو بقيت في الفضاء الخارجي. ومن هذه الطرائق في السماء طرائق تمنع الإشعاعات الكونية القاتلة من الوصول إلى الأرض لتحميها من آثارها الضارة. فسبحان الله منزل القرآن معلم البيان

ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 11:14 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[الأحمر]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 11:29 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أيتها المشرفة العزيزة (أنوار الأمل)

تحية طيبة وبعد

أشكر لك هذا الموضوع الرائع الذي يدل على إعجاز القرآن العلمي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير