ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 09:24 م]ـ
الاعجاز السردي فى حبكة قصة يوسف-عليه السلام-
عندما نصل الى الآية19 (وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون.)
تكون الأحداث على النحو التالي:
*يوسف-عليه السلام- ينفصل عن ذويه ... ويسير الى مصير مجهول .. فى بلد مجهول ....
*اخوة يوسف يعودون الى ابيهم .. بعد نهاية المؤامرة ... ولا علم لهم بما وقع ليوسف ..
بعد بضع وثلاثين آية وبالضبط مع الآية 58 (وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون)
يكون لقاء الاخوة ....
وهنا يمكن للقرآن ان يتحدى الانس والجن .. ان يفتريا احداثا .. (من بنات الخيال لا من التاريخ) لكي يجعل اخوة يوسف يلتقون باخيهم الضائع ... ولكن بشرطين:
1 - ان تكون الاحداث مترابطة منطقيا. بلا صدف عشوائية.
2 - ان تكون الاحداث مترابطة طبيعيا. دون خوارق او معجزات ..
القصة القرآنية المعجزة تحقق الشرطين السالفين وتزيد اليهما .. الاختصار المذهل .. والاختزال المعجز:
-يباع يوسف لعزيز مصر
-يسجن بعد فضيحة اخلاقية ومؤامرة نسوة
-يتعرف فى السجن على غلام الملك ... ويظهر قدرته على تعبير الرؤى
-يرى الملك رؤيا فيفسرها يوسف ويكافؤ بتعيينه مشرفا على خزائن الدولة.
-تصاب المنطقة بقحط شديد ..
-ياتي اخوة يوسف من البدوطلبا للقوت
-يتم اللقاء
احداث متلاحقة منطقيا وطبيعيا .. وتتجه نحو اللقاء المحتوم ..
فياأيها الروائيون ... القصاصون ... السينمائيون ... الحكواتيون .. الصادقون. والمفترون ..
تخيلوا ما شئتم وافتروا ما طاب لكم وهاتوا بأحداث مختلقة ليصل اخوة يوسف الى اخيهم وقارنوا ذلك بمسار الاحداث القرآنية .. والله لن تستطيعوا-
لاحظوا فى القصة القرآنية ان اخوة يوسف هم الذين يذهبون الى اللقاء ... لا العكس .. فليس يوسف من يعود الى ابيه معتمدا على الذاكرة .. والاستخبار ... هذا هين جدا .. ولكن الاخوة هم الذين يذهبون الى اخيهم الذي لا يعرفون عنه شيئا .. اهو حي ام ميت .. اهو هنا ام هنالك .. وهذا منتهى الاعجاز ... من شك فى هذا الامر فليحاول ونحن منتظرون ..
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[14 - 12 - 2003, 03:49 ص]ـ
وهذا فصل جليل من (صيد الخاطر) أي خاطر ابن الجوزي, وأنا أسميه (صيد النفوس) أي نفوسنا, فخواطره رحمه الله تصطاد نفوسنا:
" فصل بين ادم ويوسف
قرات سورة يوسف عليه السلام فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره بترك ما ترك.
فتاملت خبيئة الامر فاذا هي مخالفة للهوى المكروه.
فقلت: واعجباً لو وافق هواه من كان يكون.
ولما خالفه لقد صار امراً عظيماً تضرب الامثال بصبره ويفتخر على الخلق باجتهاده.
وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزاً وفخراً ان تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب.
وبالعكس منه حالة ادم في موافقته هواه لقد عادت نقيصة في حقه ابداً لولا التدارك فتاب عليه.
فالعاقل من ميز بين الامرين.
الحلوين والمرين.
فان من عدل ميزانه ولم تمل به كفة الهوى راى كل الارباح في الصبر وكل الخسران في موافقة النفس.
وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لاهل النهى والله الموفق "