ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[01 - 05 - 2004, 10:46 ص]ـ
لا خلاف في
مجيء "ما" لصفات العقلاء كما ذكرت الأستاذة أنوار الأمل.
وقول الله تعالى "ولا أنتم عبدون ما أعبد "
فهل جاء هنا على هذا الوجه؟
قد يكون الأمر من قبيل الإيمان برسالة سيدنا محمد وما أُنزل عليه من كتاب معجز لكفار مكة، ومن تصديق برسالته، وما جاء به صلوات الله عليه من أوامر ونواهٍ، ولا سبيل للكفار
للإيمان به، فهو كفر.
فالعبادة هنا قد يُتوسّع فيها لتكون بمعنى التصديق، والإيمان
بالرسالة، والنبوّة و. و.؛فكفار مكة لا يجهلون عبادة الله ولكنهم يعبدون أصنامهم تقرّبا إليه حسب زعمهم، فجاءت والله أعلم هذه الاّيات توكيداً على أن الإيمان إخلاص العبادة لله وترك عبادة غيره وإن كانت تقرباً كما يزعمون
فإذن فهم غير عابدين "ما" يوصلهم لعبادة الله أي غير مصدقين ولا مؤمنين بكل ذلك، فلذا
جاءت ما هنا، وهي أعم من "من" التي للعقلاء، فاستخدامها في هذه السورة جاء والله أعلم
لشمول أمرين:
1 - عبادة الله عبادة مخلَصة بجميع صفاته، فالاستخدام ل"ما" من هذه الجهة.
2 - رسالة سيدنا محمد صلوات الله عليه، ونبوّته، والقران الذي أُنزل عليه، وما يدخل هنا من وجوب التصديق والإيمان قبل توحيد الله.
لذا فاستخدام ما هنا مكان "من موافق يتناسب مع الدعوة المحمدية والتي فيها تدرّج من اقتناع العقل ثم الإيمان ثم. إلى الوصول إلى الإيمان بالله.
أما "من" التي للعاقل فلم يأتِ استخدامها هنا، لأن استخدامها في هذه الاّية يعني أنهم قد اّمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتركوا ما يعبدون من دون الله من أصنام وأوثان "لغير العقلاء" وبالتالي لم يبق إلا أن يُعبدوا الله عبادة خالصة بجميع صفاته، وهذا هو غير المعقول.
وهم أصلاً غير مؤمنين برسالة محمد وبنبوته وبدعوته فكيف يُراد منهم الإيمان بالله إن "استُعملت "من"؟
هذا اجتهاد مني في المسألة، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
ـ[الفراء]ــــــــ[03 - 05 - 2004, 11:19 م]ـ
أيها الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله ...
ذكر السمين الحلبي رحمه الله في الدر المصون ثلاثة آراء في (ما) الواردة في هذه السورة هي:
1 ـ أن (ما) موصولة بمعنى الذي، والمراد بها الأصنام في الآيتين الأولى والثالثة، وهذا لا إشكال فيه لأن الأصل في (ما) أن تكون لغير العاقل، والمراد بها الباري عزوجل في الثانية والرابعة، وهذا دليل على مجيء (ما) للعاقل ولغيره، وإن كان الغالب مجيئها لغير العاقل.
2 ـ أن (ما) مصدرية، والتقدير: لا أعبد عبادتكم ــــ ولا أنتم عابدون عبادتي (أي: مثل عبادتي).
3 ـ أن (ما) في الأوليين موصولة بمعنى الذي، والمقصود المعبود، و (ما) في الأخريين مصدرية، أي: لا أعبد عبادتكم المبنية على الشك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون مثل عبادتي المبنية على اليقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الطائي]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 07:51 ص]ـ
إلى جميع الإخوة الذين تفضلوا بالمشاركة
جزاكم الله خير الجزاء على اهتمامكم بكتاب الله وجعل ذلك في موازين حسناتكم
وتقبلوا شكري وتقديري،،،