تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ الخنّاس: صفة من (الخنوس) وهو الاختفاء، وهي أيضا صيغة مبالغة، وتدل على أن الخنوس صار نوعا من حرفة يداوم عليها

عندما يكون للمرء عدو فإنه يحرص على أن يعرف مقدار عدائه ومدى قوته والأساليب التي تمكنه من التغلب عليه أو النجاة منه، وقد أخبرنا الله تعالى عن عدونا أن قصارى ما نستطيع فعله هو أن نخنس وسوسته، لأن الشيطان باق إلى يوم الدين ولا يمكننا قتله أو التخلص منه بطريقة أخرى غير الاستعاذة بالله منه فيخنس الشيطان، أو أن نغفل وننسى فنقع في الوسوسة.

كما جاء في الحديث: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم إن ذكر الله خنس، وإن نسي وسوس)

ـ الذي يوسوس في صدور الناس

ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب.

ـ من الجِنّة والناس:

ـ لوسواس قسمان، فقد يكون من الجِنّة وقد يكون من الناس

والناس هم المعتدى عليهم، ولذا جاء في الآية (رب الناس) ولم يقل رب الجِنّة والناس

لأن الناس لما وقع عليهم الأذى استعاذوا أو أمروا أن يستعيذوا بربهم ليخلصهم من شر ما أصابهم

ـ وقدم الجنة على الناس لأنهم هم الأصل في الوسوسة، والناس تَبَع، وهم المعتدون على الناس، ووسوسة الإنسي قد تكون من وسوسة الجني

والجِنّة هم الأصل في الوسوسة، ولا تقع الوسوسة في صدورهم بل في صدور الإنس.

ـ وقد وردت في القرآن آية أخرى بتقديم شياطين الإنس على الجنّ وذلك لأن السياق كان عن كفَرة الإنس الذين يشاركون الجن الوسوسة لذا تقدّم ذكرهم على الجنّ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) سورة الأنعام آية 112.

** الدكتور فاضل السامرائي: برنامج قول معروف، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل بتاريخ 1 ـ 6 ـ 2001 م

http://lamasaat.8m.com/annaas.htm

ــــــــــــــــــــ

كاتب الرسالة الأصلية: عبد القادر يثرب

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير المعوذتين:

أولا- ما ورد في المعوذتين من الأحاديث: روى مسلم في صحيحه من حديث بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله:" ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط: أعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس "0 وفي لفظ آخر من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن عقبة أن رسول الله قال له:" ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قلت: بلى! قال: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس " 0

وفي الترمذي حدثنا قتيبة بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة0 إسناده فيه ضعف، وهو صحيح0 لغيره قال: هذا حديث غريب0

وفي الترمذي والنسائي وسنن أبي داود عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة، نطلب النبي؛ ليصلي بنا، فأدركناه فقال:" قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 قلت يا رسول الله! ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء صحيح "0 قال الترمذي حديث حسن صحيح0

وفي الترمذي أيضا من حديث الجريري، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان0 فلما نزلتا أخذهما، وترك ما سواهما "0 قال: حسن0

ثانيًا- والمقصود: الكلام على هاتين السورتين، وبيان عظيم منفعتهما وشدة الحاجة، بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيرا خاصا في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير