تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعبر القران عن القوة العاقلة في الانسان بالفاظ منها واللب والقلب واستخدام القرآنى يراد به تللك الالة التي منحها الله الانسان ليفكر بها ولذا كانت مما سوف يسال المرء عن مدى انتفاعه بها يوم القيامة كالسمع والبصر قال تعالى {وان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا} وتجد هذا واضحا فيما وردت فيه تللك الكلمة من الايات واستمع الى قوله تعالى {قل هو الذى انشاكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا مانشكرون} وقوله تعالى {ماكذب الفؤاد ماراى} وقوله تعالى {ولتصغى اليه افئدة الذين لايؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون} وقوله تعالى {نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة} وقوله تعالى {مهطعين مقنعي رؤسهم لايرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء} ....

أمّا اللب ولم يستخدم في القرآن الا مجموعا فيراد به التفكر الذي هو من عمل تلك الالة تجد هذا المعنى في قوله تعالى {ولكم في قصاص حياة يأولى الالباب

لعلكم تتقون} _ (2: 179) وقوله تعالى (إنّ في خلق السموات والارض واختلاف اليل والنهار لايات لاولى الالباب) (3 - 190) وقولة تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب) (12 - 111) وقولة تعالى (وما يذكر الا أولو الالباب) (2 - 269)

أمّا القلب وهو اكثر هذه الكلمات دورانا في الاستخدام القرآني فهو بمعنى اداة

التفكر في قوله تعالى (لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها) (7 - 179) وقوله تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها) (22 - 46) وقوله تعالى (ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة (3 - 8) وقوله تعالى (فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وهو اداة الوجدان كما تشعر بذلك في قوله تعالى (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ((8 - 2) وقوله تعالى (واذا زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر (33 - 10) وقوله تعالى يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة يومئذ واجفة (79_ 8) وقوله تعالى (هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا) (48 - 4 - ) وقوله تعالى (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة) (75 - 27)

- وهو اداة الارادة كما يبدو ذلك في قوله تعالى (الابذكر الله تطمئن القلوب) (13 - 28) وهو اداة الارادة كما يبدو ذلك في قولة تعالى {أن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) (28 - 10) وقوله تعالى (وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) (8 - 11) وقوله تعالى (وليس عليكم جناح فيما اخطاتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) (33 - 5)

فالقران يستخدم القلب فيما نطلق عليه اليوم كلمة العقل وجعله في الجوف حينا في قوله تعالى (ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه) (33 - 4) وفي صدر حينا في قوله (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) تعبير عما يشعر به الإنسان عند

ما يلم به وجدان او تملؤه همه وارادة ....

.....

من كتاب من بلاغة القرآن للمؤلف أحمد أحمد بدوي

دار نهضة مصر للطبع والنشر - القاهرة

الى اللقاء في موضوع آخر ... بإذن الله

ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 09 - 2004, 12:48 ص]ـ

شكرا لك يا دكتور عبدالحميد على هذا الموضوع الماتع، ونتطلع منك إلى المزيد من هذه الموضوعات المفيدة، ولك مني الشكر الأجزل0

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير