[سؤال عن أفعل المنزوعة التفضيل]
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 06:07 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم:
في قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى): الحسنى: صفة للأسماء، كما لا يخفى عليكم، ولكن هل هي صيغة تفضيل لا تعمل، بحيث يقال بأنها حسنى على وزن: فعلى منزوعة التفضيل، لأن مقارنة أي اسم آخر باسم من أسماء الله، عز وجل، لا وجه له للتفاوت الكبير بينهما في الدلالة على الذات المسماة والصفة التي يدل عليها الاسم، وعليه يكون القول في هذه الآية كالقول في قوله تعالى: (اقرأ وربك الأكرم)، فالأكرم صيغة أفعل منزوعة التفضيل، فمن ينافس، الله عز وجل، في كرمه، حتى يقال بأن الله عز وجل أكرم منه، وهل يكون معنى الحسنى في الآية بناء على هذا القول: الحسنة، والأكرم في الآية الأخرى: الكريم، وأعتذر عن الإطالة وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[03 - 02 - 2006, 06:09 م]ـ
أخي مهاجر
اسم التفضيل يأتي دائما على صيغة أفعل (حذفت همزته سماعا في ثلاثة مواضع هي خير، شر، حب)، ولا يأتي على صيغة فعلى، وقد يستخدم وصفا محضا عاريا عن معنى التفضيل كما أشرتَ، كما في الآية الكريمة: " ربكم أعلم بكم " بمعنى عالم، فلا وجه للتفضيل كما يقول محمد الأنطاكي لعدم وجود الشريك في العلم، فالذي خرج عن معنى التفضيل عند العرب أفعل وليست فعلى، وهو أمر سماعي يحفظ ولا يقاس عليه، إما مفرد:
كقول القرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ..... بيتا دعائمه أعز وأطول
وإما مضاف إلى معرفة كما قالت العرب:
الناقص والأشج أعدلا بني مروان
جاء في تفسير فتح القدير:
وكان أصل الكلام: أيا ما تدعوا فهو حسن، فوضع موضعه فله الأسماء الحسنى للمبالغة، وللدلالة على أنها إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الإسمان، ومعنى حسن الأسماء: استقلالها بنعوت الجلال والإكرام، ذكر معنى هذا النيسابوري وتبعه أبو السعود
وجاء في تفسير الألوسي:
هذه الأسماء لله تعالى لا لغيره كما زعم المشركون إلا أن يقال أو للتخيير وهو غير مسلم بل يتعين كونها للإباحة لأنها كما قال الرضي وغيره يجوز الجمع فيها بين المتعاطفين والاقتصار على أحدهما وفي التخيير لا يجوز الجمع وهو هنا جائز. ودفع بأن المعنى لله تعالى أسماء متفقة في الحسن لأنها لا تختلف مدلولاتها بالذات بخلاف غيره سبحانه
فليس في الآية تفضيل لا يعمل، لأن الصيغة ليست من صيغ التفضيل، إضافة إلى قولك:
لأن مقارنة أي اسم آخر باسم من أسماء الله، عز وجل، لا وجه له للتفاوت الكبير بينهما في الدلالة على الذات المسماة والصفة التي يدل عليها الاسم
ولا أقول التفاوت الكبير إنما أقول عدم المقارنة على الإطلاق في الدلالة، ومعنى الحسنى كما قلتَ أخي الكريم: الحسنة، أي كل اسم من أسماء الله فهو حسن كمالا وجلالا.
أما الآية الكريمة: "اقرأ وربك الأكرم " فهي للوصف المحض العاري عن التفضيل بمعنى الكريم، كما قلتَ في مشاركتك.
والله أعلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 02 - 2006, 05:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشامي الفصيح
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 02 - 2006, 05:45 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وقد وجدت دليل استعمال خير وشر بمعنى "أخير وأشر" من ألفية ابن مالك، رحمه الله، وهو قوله:
وغالبا أغناهموا خير وشر ******* عن قولهم أخير منه وأشر
ولكني لم أجد شاهدا من اللغة للكلمة الثالثة، (حب)، فهلا ذكرته أيها الكريم، وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[07 - 02 - 2006, 07:24 م]ـ
قال الأحوص الأنصاري:
وَزادَني كَلَفاً في الحُبِّ أَن مُنِعَت
وَحَبُّ شَيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا
أي أحَبُّ
مع التحية
ـ[أبومصعب]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 01:13 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وقد وجدت دليل استعمال خير وشر بمعنى "أخير وأشر" من ألفية ابن مالك، رحمه الله، وهو قوله:
وغالبا أغناهموا خير وشر ******* عن قولهم أخير منه وأشر
ولكني لم أجد شاهدا من اللغة للكلمة الثالثة، (حب)، فهلا ذكرته أيها الكريم، وجزاك الله خيرا
أخي مهاجر، في أي باب من أبواب الألفية ذكر ابن مالك رحمه الله هذا البيت؟
مع التحية الطيبة
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 02 - 2006, 05:54 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
أخي محمد
جزاك الله خيرا، وجعل ما سطرته في موازين أعمالك في يوم تعز فيه الصالحات
لا عدمت الفضل أيها الشامي الكريم
أخي مصعب
أعتذر عن إبطائي في الجواب، وما ذاك رغبة عن لقياك، ولو عبر صفحات المنتدى، ولكم أسعدتني مداخلتك أيها المغربي الحبيب، فقد كان آخر العهد بك في شهر سبتمبر من العام الماضي، أي قبل حوالي 5 أشهر، فيالله ما أسرع الأيام والليالي، وبالنسبة لهذا البيت، فأصارحك بأنني لم أنقله من الألفية، وإنما نقلته من مصدر غير أصلي، وهو كتاب مذكرة في أصول الفقه للشيخ العلامة محمد الشنقيطي، رحمه الله، في معرض منا قشته ابن حزم، رحمه الله، في مسألة إنكار الظاهرية للقياس، وابن حزم، رحمه الله، حامل لوائهم، كما قد علم.
وسلامي إلى الأهل والإخوان في المغرب الحبيب
ملحوظة: جزاك الله خيرا على إجابة الاستفسار الخاص ببيت الألفية المتعلق بأل الموصولة، ولا عدمت الخير أيها الكريم
¥