تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال عن الواو]

ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 05:41 ص]ـ

السلام عليكم

ما الفرق بين واو العطف وواو الحال وواو المعية والواو الواقعة في جواب الشرط، ومتى يجب اقتران جواب الشرط بها ومتى يجوز، وأعتذر عن طول السؤال

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 05:54 ص]ـ

واو الاستِئْناف:

وهي نحو {لِنُبَيّنَ لَكُمْ ونُقِرّ في الأرْحَامِ ما نَشَاء} (الآية "5" من سورة الحج "22")، ولوكانتْ وَاو العطفِ لانْتصبَ "نُقِرُّ" وصريح في ذلكَ قولُ أبي اللحام التَّغلِبي:

عَلَى الحكمِ المَأْتِيّ يوماً إذا قَضَى * قضيّتهُ أنْ لا يَجُورَ ويَقصِدُ

(يقصد: يعدل)

وهذا مُتعيّنٌ للاستئناف، لأنّ العطفَ يجعلُه شريكاً في النّفي فيلزمُ التناقض.

* واو الحال:

وتدخلُ على الجملة الإسميّةِ نحو "أَقْبَلَ خالدٌ وَهوَ غَضْيان" وعلى الجملةِ الفعليّة نحو قول الفرزدق:

بأيدي رجالٍ لم يَشيموا سيوفَهم * ولم تكثرِ القَتلى بها حيَنَ سلّتِ

ولو قدّرتَ العَطفَ بالواو في: "ولَمْ تكثُر" لانَقَلبَ المدحُ ذمّاً، والمعْنى: لم يَغمُدوا سِيوفهمُ حالَ عَدَم كَثْرة القَتلى منهم بها.

* واو القسم:

مِنْ حُرُوفِ الجَرِّ، وهي من أكثَر أدوَاتِ القسَم اسَتِعْمالاً، تدْخُل على كلِّ مَحْلُوفٍ به. ولا تَجُرُّ إلاَّ الظَّاهِرَ، ولا تَتَعَلَّق إلاَّ بمَحْذوفٍ نحو {وَالعَادِيَاتِ ضَبْحَاً} (الآية "1" من سورة العاديات"100") فإنْ تَلَتْها واوٌ أخرى نحو: {وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ} (الآية "1" من سورة التين"95").

فالتالية واو عطفٍ، وإلاَّ لاحْتَاجَ كلٌّ مِنَ الاسمين إلى جَوابٍ.

* الوَاوُ المَسْبُوقَةُ باسمٍ صَرِيحٍ:

وهي الدَّاخِلَةُ على المُضارِع المَنْصُوبِ بأنْ مُضمَرةً جوازاً لِعَطفِهِ على اسمٍ صرِيحٍ، وذلكَ كقَولِ نَيْسُون بنت بَحدَل زَوج مُعَاوية:

وَلُبْسُ عَبَاءَةٍ وتَقَرَّ عَيني * أَحَبُّ إليَّ مِن لُبسِ الشُّفُوفِ

* وَاوُ المَعِيَّة:

جَعْلُ ما بَعْدَ وَاوِ المَعَيَّةَ جَواباً لِمَا قَبْلَه، لَيْسَ لهُ في الكلام إلا مَعْنىً واحِدٌ، وهو الجمعُ بينَ الشيئين، وهو مَعْنى المَعِيَّةِ، فإذا قُلنا: "لا تَأْكلِ السَّمَكَ وتَشرَبَ اللبَنَ" فالمراد: لا يَكُن منك جَمعٌ بَين السَمَكِ واللَّبنَ. فإن أدْخَلنا السَّمكَ واللَّبن في النَّهي قُلنا "لا تَأكُلِ السمكَ وتَشربِ اللبَنَ" فقَد نَهاهُ عن كليهما، وهذا على العطف، لأنك أدْخَلَتَ مَا بَعْدَ واوِ العَطفِ فيما دَخَل فيه المَعطُوف عليها. ولا تَكونُ وَاوُ المَعِيَّةِ في الخبر مُطلقاً، بل لا بُدَّ أن يَتَقَدَّمها نَفيٌ أو طَلَبٌ كالفاء السببية وقد تقدم، (= فاء السببية). وعلى هذا تقولُ مثلاً: "لا يَسَعُني شيءٌ ويعجُزَ عنك" فليسَ هنا يُخبِر أنَّ الأشياءَ كلَّها لا تَسَعُهُ، وأن الأشياءَ كلَّها لا تَعجز عنه، فيكون الرفعُ والعطفُ، وإنَّما المرادُ: لا يَسَعُني شيء إلاَّ لَم يَعْجُز عنك، ولو قُلنا "لا يَسعُني شَيءٌ فَيَعْجُزَ عَنْك" كان جِيِّداً. قال سيبويه: ومِن النَّصب في هذا الباب قوله تعالى: {أم حَسِبتُم أن تَدخُلوا الجَنَّةَ ولمَّا يَعلم اللَّهُ الذين جاهَدُوا مِنْكم ويَعْلم الصَّابرين} والشاهد: ويَعْلمَ وهناك قِراءَة شَاذَّة بالجزم عطفٌ على "ولمَّا يَعْلمَ".

ومِثال الأمر قولُ الأعشى:

فقلتُ ادْعِي وأَدعُوَ إنَّ أنْدَى * لصوتٍ أنْ يُنادِيَ دَاعِيانِ

أي اجمعي بين دعائي ودعائك.

والنَّهي نحو قولِ أبي الأسود:

لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأتيَ مِثلَهُ * عَارٌ عَلَيْكَ إذا فَعَلْتَ عَظيمُ

أي لا تَجتَمع أن تَنْهى وتتأتي مِثلَه وهكذا. والنَّفي نحو "لم يَأمُر بالصِّدقِ ويكذبَ"، والتَّمَني نحو "لَيْتَ خَالِداً يقُولُ ويَعْملَ فيما يَقول"، والاستِفهام نحو قولِ الشاعر:

أَتَبيتُ رَيَّانَ الجُفُونِ مِنَ الكَرَى * وأَبيتُ مِنكَ بلَيْلَةِ المَلْسُوعِ

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 05:57 ص]ـ

* واو العَطْف:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير