[سؤال عن بناء الفعل المضارع]
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 02 - 2006, 05:33 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
في قوله تعالى: (وليحلفن إن أردنا)، من المعلوم أن من أسباب بناء الفعل المضارع بناءا عارضا، اتصاله بإحدى نوني التوكيد، المشددة أو المخففة، كقوله تعالى: (ليسجنن وليكونا من الصاغرين)، فالأول متصل بنون التوكيد الثقيلة، والثاني بنون التوكيد الخفيفة، فبني كلاهما على الفتح، بناء عارضا، وفي قوله تعالى: (وليحلفن) الفعل من الأفعال الخمسة، فأصله: يحلفون، وهو متصل بنون التوكيد الثقيلة، فكيف يخرج حذف النون في هذا الفعل، وعلى أي شيء يبنى الفعل في هذه الحالة، وجزاكم الله خيرا.
وللفائدة: في قوله تعالى: (ليسجنن وليكونا من الصاغرين)، قال العلماء بأن زوجة العزيز جاءت بنون التوكيد الثقيلة، في التهديد، لتظهر إصرارها على سجن يوسف عليه الصلاة والسلام، إن لم يستجب لها، وجاءت بنون التوكيد المخففة، في وصفه بالصغار، لأنها تعلم جيدا عفته وطهارته وعلوه، صلى الله عليه وسلم، فلن يزيده السجن في ذات الله، عز وجل، إلا رفعة وعزا لا ذلة وصغارا، والله أعلم
ـ[الأحمر]ــــــــ[23 - 02 - 2006, 10:06 ص]ـ
السلام عليكم
يبنى الفعل المضارع في حالتبن
1 / إذا اتصلت به نون النسوة
2 / إذا اتصلت به نون التوكيد اتصالًا مباشرًا (لم يكن الفعل حينئذ من الأفعال الخمسة)
أما إذا كان الفعل من الأفعال الخمسة واتصلت به نون التوكيد فهو حينئذ معرب لا مبني وتحذف نون الرفع لتوالي الأمثال (نون الرفع والنون الأولى الساكنة من نون التوكيد الثقيلة والنون الثانية من ون التوكيد الثقيلة)
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 02 - 2006, 04:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الكريم، معنى هذا أن الفعل: (وليحلفن) مرفوع وعلامة رفعه نون محذوفة لتوالي 3 أمثال من حرف النون؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 05:09 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وإتماما للفائدة:
فقد استمعت إلى تفصيل جيد، للفظة: ""ترين"، في قوله تعالى: (فإما ترين من البشر أحدا)، من أحد مشايخ النحو الكرام، عندنا في مصر، وهو الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، وملخصه:
أن أصل الكلمة: (تريينن)، بياءين ونون مخففة متبوعة بنون التوكيد المشددة، وعليه فإن الحذف هنا يحصل مرتين:
المرة الأولى: وفيها تحذف النون المخففة، كراهية توالي 3 أمثال، لأن نون التوكيد المشددة في حقيقتها نونان، كما قد علم، فيصبح اللفظ: (تريين)، بياءين إحداهما متحركة مكسورة، والأخرى ياء المد الساكنة، التي تناسب كسر ما قبلها.
والمرة الثانية: تحذف فيها ياء المد، "الياء الساكنة"، لأن نون التوكيد المشددة هي، كما تقدم، نونان: نون ساكنة متبوعة بنون متحركة، أدغمتا، فكأن اللفظ، في حقيقته، هو: (تريينن)، بالتقاء ساكنين: ياء المد الساكنة والنون الساكنة الأولى من نون التوكيد المشددة، فحذف أول الساكنين، وهو الياء، كراهية التقاء ساكنين في كلمة واحدة، وأصبح اللفظ: (ترين).
وجدير بالذكر أن التقاء الساكنين، يجتنب بعدة أمور منها:
تحريك الأول منهما، تحريكا عارضا، إذا كانا بكلمتين، كقوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا)، فكسر نون "يكن"، كسر عارض لأن أصلها نون ساكنة، لجزم الفعل بـ: "لم"، وهي متبوعة بألف الوصل الساكنة، أيضا، في: "الذين"، فساغ تحريك الأول تحريكا عارضا بالكسر لتلافي التقاء الساكنين، وقد أشار الحريري، رحمه الله، في ملحة الإعراب، إلى هذه المسألة بقوله:
وإن تلاه ألف ولام ******* فاكسر وقل: ليقم الغلام
أي إن تلا الفعل الأمر، (المبني على السكون)، ألف ولام، (والألف، هي ألف الوصل، الساكنة، التي تأتي ملازمة للام التعريف دوما)، فاكسر آخر حرف من حروف الفعل كراهية التقاء ساكنين، وهما: (آخر حرف من حروف الفعل، وألف الوصل الساكنة).
والله أعلم.
ومنها: حذف أولهما، إن وقعا في كلمة واحدة، وقد وقع هذا في نفس المثال السابق: (لم يكن الذين كفروا)، فأصل الفعل: يكون، فلما جزم، سكن آخره، وما قبله ساكن، أيضا، لأن واو المد، التي يضم ما قبلها، ساكنة دائما، فالتقى ساكنان في كلمة واحدة، فحذف أولهما، وهو الواو، وبقي الآخر وهو النون.
ومن فوائد هذه المسألة: أنه يجب التفريق بين حذف حرف من وسط الكلمة، وبالتحديد من الموضع قبل الأخير، وحذف حرف من آخر الكلمة، فالأول يكون لعلة صرفية، كمنع التقاء ساكنين، كما تقدم، والثاني يكون لعلة إعرابية، كالفعل المضارع المعتل الآخر، فإنه يجزم بحذف آخره، كقولك: لم يخش المؤمن أحدا إلا الله، فحذفت الألف من الفعل: "يخشى"، وبقيت الفتحة في "يخش" دالة عليها، والله أعلم.
ومنها، أيضا، وهو يتعلق بعلم التجويد ابتداء، المد اللازم في مثل قوله تعالى: (الحاقة)، فألف المد ساكنة، وهي متبوعة بحرف مشدد، (والحرف المشدد في حقيقته حرفان: ساكن ومتحرك)، فكأن ألف المد الساكنة أتبعت بقاف ساكنة، فقاف متحركة، فيكون أصل الكلمة: الحاققة، بتوالي ساكنين، فجيء بالمد اللازم، تلافيا لهذا الأمر، والله أعلم.
وجزاكم الله خيرا