تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 08:05 م]ـ

يقول أحدهم:

خيالك حين أرقد نصب عيني ... غلى وقت انتباهي لايزول

وليس يزورني صلة ولكن ... حديث النفس عنك بالوصول

هذا عاشق حقيقي شاعر حقيقي

ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 08:08 م]ـ

أختنا ربا

يجوز عند البعض في شهر محرم

بل الصدى

أهلا بأستاذتنا، أهلا وسهلا والله بالعلا والمكارم

أستاذي محمدا

جميل أن نجد من يميز بين العشق الحقيقي والشعر الحقيقي في آن واحد مع نقيضيهما.

هذه نتيجة نادرة وحقيقة فاخرة بين المشاعر والذوق العلمي لا تقبل أكثر العقول هضمها، لله درك من رجل محنك.

تكملة:

رياح الشمال خفيفة، ورياح الجنوب ثقيلة، ورياح الغرب مخيفة، ورياح الشرق جافة، وريح الصبا لطيفة، والنكباء غير ذلك، أتساءل دائما عن سر الاختلاف في مهابها ولم لم يجعلها الله تعالى في مهب واحد ولهذا الخلق في سلوك الإنسان توافق عجيب، إنها مادة يعسر على بعض الأفهام تحريرها، سبحان المدبر ما أروع تدبيره.

البعض يقول لا يوجد حب حقيقي

وهذا كلام نسمعه كثيرا وخصوصا عند من لا يعرف من الحب إلا اسمه

مختصر الحب أنه براءة تامة من كل القيود والقيم المحسوسة والملموسة، لأنه شعور يسبح في فضاء مفتوح لايدرك له ساحل ولا يعرف له حد وليس له نهاية، فهو في هذا الوصف أقرب ما يكون إلى الميتافيزيقيا، لأنه شيء وراء الطبيعة في الوصف، لصيق بالقلب والروح حكما وشعورا، آثاره تظهر على أجزاء الجسد، ومظاهره حياته تسري مع الأنفاس، إنه شيء غريب قريب، أكيد بعيد، الإحساس به أمتع من كل المحسوسات، ووجوده أوكد من خفائه، وحقيقته أروع من أسطوريته.

له تهاويل عجيبة غريبة، منها أنه يقلب الصحة مرضا حين الابتعاد، والمرض صحة حين الاقتراب، يقلب الحزن فرحة والشجن إلى ابتسامة، يدخل إلى صحراء الروح فيجعلها خضراء يانعة تحتفي بكل الألوان المبهجة، عالمه صغير في حدوده كبير في خياله.

ومن أهول تهاويله، أنه لا يدركه كل طالب، ولايتهيأ لكل عاشق ومحب، له معان خافية لا تعلم إلا عند الصادقين المخلصين.

كثير من الناس يتحدث عنه وهو لا يعرفه، ويظنه موجود في كل محب ومحبوبته، وليس الأمر كذلك.

عناصر الحب هي الصدق والإخلاص والوفاء.

أما الصدق، فهو أمر لا يحتاج إلى شهادة شهود أو توثيق محكمة أو تنفيذ أمر محدد، لأن يدرك بين العاشِقِيْنِ بالحس الخفي.

أما الإخلاص، فلا يعرف بقسم أو إثبات عملي، إذ هو مطموس على الحقيقة محسوس بالمشاعر بين الطرفين.

أما الوفاء، فهو ترجمة حية لما تقدم من الشعورين معا لأنه متولد منهما فهو إطارهما المؤطر بطمأنينة القلب والروح معا.

بعض الرجال، يصبر على أقسى وأصعب الظروف والملمات بجنان ثابت،وعقل واع وقرار غير متزعزع.

لكنه لا يستطيع الصمود أمام دمعة تتدحرج بين زوايا أجفانه، أو عبرة مختنقة بين انحناءات إضلاعه أو رعشة تنتشر في جسمه كانتشار النار في الهشيم.

الأصل في المحب والعاشق أنه ذليل متفهم أسباب ذلته، رحب مدرك سعة رحابته، حذر لا يعلم نهايات حذره، ومهما رأى من التجاوزات من محبوبته فإنه ينظر إلى تلك التجاوزات بعين الرضا الكليلة.

حتى أن اللسان ينعقد إحيانا ولا يستطيع الكلام وتحل محله نظرات الأحاسيس، يقول أحدهم:

ومودّعٍ يوم الفراق بلحظه ... شَرِقٍ من العَبَراتِ مايتكلم

وهذا آخر استن كفارة لا أعلم على أي المذاهب وجدها:

لعمري إني ماصبوت ولا صبت ... وإني إليها من صبا لحليم

سوى قبلة استغفر الله ذنبها ... وأطعم مسكينا بها وأصوم

لكن وضاح اليمن أفقه منه حينما قال:

إذا قلت هاتي نوّليني تبسّمت ... وقالت معاذ الله من فعل ما حَرُمْ

فما ناولت حتى تضرعت عندها ... وأنبأتها مارخّص الله في اللمم

وما أعذب قول ذي الرمة في اللقاء:

ولما تلاقينا جرت من عيوننا ... دموع كففنا ماءها بالأصابع

ونلنا سقاطا من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجا بماء الوقائع

الوقيعة مجمع ماء الغيث.

لايختلف اثنان أن قلب المرأة أكثر اتساعا بعاطفته من قلب الرجل الذي غالبا ما تشوبه الغلظة والشطط في العاطفة، ولاغرو أن نقول أن عاطفة قلب المرأة هي سر بقاء العاطفة في قلب الرجل، وقلب الرجل في هذا الأخذ كحال القمر حينما يأخذ النور من أشعة الشمس، ولولا الشمس لما عرفنا القمر ولا رأيناه أصلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير