تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم بدأت المفاوضات بين غزة ورام الله برعاية غير منصفة من الحكومة المصرية باشرت فيها ضغوطا على حكومة غزة ولا تزال لإجبارها على التوقيع على معاهدة هدفها الوحيد الانتخابات القادمة بعد أن اتخذ القوم التدابير الوقائية لئلا تتكرر غلطة 2006 التي أتت بالمقاومة الإسلامية إلى سدة الحكم، واستمر الضغط حتى أقسم مدير المخابرات المصرية مؤخرا بأنه سيستقيل إن لم توقع حكومة غزة الاتفاقية كما هي بعد أن تم العبث ببنود هامة فيها تضمن لرام الله ما تريده، فالهدف هو إزاحة المقاومة بشكل دبلوماسي أنيق بعد فشل الحل العسكري الوحشي.

وخلال هذه السنة نصب السيرك السياسي فساركوزي يحاول إنشاء منطقة عازلة من قياديي حماس المعتدلين بين رام الله من جهة والأصوليين المتشددين من جهة أخرى، والدولة الفارسية تمارس كعادتها الحرب الكلامية على طريقة: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا!، فالخطابات الملتهبة والشعارات الثورية ومعسكرات إعداد المقاتلين لبعثهم إلى غزة، ووعود المساعدات الضخمة ثم: تمخض الجمل عن لا شيء فليته تمخض عن فأر، وصارت غزة حجة للعبث بأمن مصر كما وقع من خلايا المقاومة اللبنانية، التي تسللت إلى مصر، وساعدها في كسب تعاطف المصريين ودرء التهمة عنها: تخاذل الحكومة المصرية التي دخلت طور الموت السريري في تلك النازلة، في مقابل دعاية البطولة على خلفية حرب 2006 التي بدأت وانتهت دون أن يدري أحد لماذا بدأت ولماذا انتهت، ولماذا اعتذر الأمين العام بأنه لم يكن يتصور أن تحدث الحرب كل هذا الخراب!، فهي حرب حركتها أياد خارجية من فارس لتخفيف الضغط المتزايد عليها آنذاك بعد فضائح المجازر التي ارتكبتها الميليشيات الموالية لها ضد أهل السنة لا سيما في العاصمة بغداد التي قتل وهجر نحو نصف عدد سكانها من أهل السنة.

وخلال هذه الفترة مارست الحكومة المصرية ضغوطا على شبكة الأنفاق، مع أن تلك الأنفاق قد تواتر عند العام والخاص أنها ثنائية القسمة: أنفاق أمنية وهي التي يخشاها كيان يهود وأنفاق تجارية يتم تمرير المواد الغذائية منها بصعوبة بالغة وكلٌ يغض الطرف فذلك أدنى ما يجب، لو كنا نعرف معنى الواجب أصلا، فيشدد من آن لآخر ثم يتراجع الضغط ليجد الموحدون في غزة ما يأكلونه ولو بأسعار مضاعفة نتيجة تكلفة التهريب للمواد الغذائية التي صار تهريبها أشبه بتهريب المخدرات!، ثم الآن كما قال الأخ عز الدين، حفظه الله وسدده، يتم بناء جدار أنكرته مصر ابتداء ثم اعترفت من نحو أسبوعين أنها تبنيه بالفعل حفاظا على أمنها القومي!، كما ذكر وزير الخارجية المصري، فتهريب بعض المعلبات إلى غزة عبر أنفاق تعلم الحكومة المصرية ما يمر خلالها بالتفصيل فلا يمر شيء إلا تحت سمعها وبصرها فلا يوجد ما يهدد أمنها القومي في علب التونة التي يتم تهريبها عبر المعبر، ولكنها الحجة الباهتة لتبرير بناء الجدار الذي تواترت الأنباء عن قيام أمريكا بتمويله، وعموما مصر أفقر من أن تبني جدار من الطوب بينها وبين غزة!، والجدار ما بني إلا عقوبة لحكومة غزة على رفضها التوقيع على المصالحة الجائرة في ظل تصاعد لغة الحرب على لسان مسئولي كيان يهود فالحرب قادمة كما يقول أحد جنرالاتهم لا سيما بعد تعثر عملية تبادل الأسرى عدة مرات. حمى الله الموحدين في غزة وفي كل أمصار المسلمين.

واليوم تأتي قافلة شريان الحياة من بريطانيا وهي دولة نصرانية فلم تأت حتى المساعدات من دولة إسلامية!، فلا تسمح مصر بفتح المعابر إلا يوم 3 يناير الماضي لمدة ثلاثة أيام ويمن وزير الخارجية المصري بذلك على أهل غزة فذلك مئنة من عناية الحكومة المصرية بهم، و: احمدوا ربنا يا جماعة!.

ومن باب نظرية المؤامرة التي لا يستسيغها العقل، لا سيما عندنا في مصر فكل مصيبة جلت أو دقت ولو كانت انقطاع الكهرباء: يهود هم المسئولون عنها فلا كسب لأيدينا في الابتلاءات الكونية التي تحل بنا فنحن الصحابة في نسختهم المعاصرة!، ولكنها تفرض نفسها بقوة في هذا الخبر:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير