تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن بعد أن كيان يهود قد قتل من مجندينا الكثير منذ عقد اتفاقية كامب ديفيد بلغ نحو السبعين إن لم تخني الذاكرة فضلا عن المواطنين في قصف عشوائي، وفي كل مرة يتم التعتيم على الأمر: اعتذار بارد من الطرف الآخر إن اعتذر أصلا، وتسوية داخلية سريعة لئلا يتفاقم الأمر: فرصة عمل لأحد أفراد الأسرة، تعويض مادي ...... إلخ ليسكت صاحب الحق المضطر فذلك أحسن من لا شيء، ولا تخرج أي صحيفة قومية من الصحف التي تدير المعارك الوهمية مع الجزائر وفلسطين ........ إلخ لا تخرج بأي عناوين مثيرة للحس الوطني، فالأمر غلطة وقد اعتذر الطرف الآخر وانتهى الأمر! مع العلم بأن ذلك الطرف إنما يمارس ذلك عدوانا وربما تسلية بقنص الأبرياء، في حين أن قتلى الطرف المصري في أحداث المعابر يقابلون طرفا مظلوما ضج من الشكوى وضيق الحال فتصور الثورة والاندفاع منه أمر بدهي، فعلام طول اللسان على المسلمين إن كان الشجار معهم والأدب الجم مع يهود والتماس الأعذار لهم ما أمكن وإن أساءوا الأدب ابتداء معنا؟!.

ويوم قتل الضابط المصري العام الماضي أمام المعابر خرجت الصحف بألقاب الشهادة، وقد أفضى إلى ما عمل والله يتجاوز عنا وعنه، والحط على أهل غزة وهم الذين يقصفون بأفتك ذخيرة، كما قد علم، فصار تدافعهم إلى المعابر طلبا للنجدة أمرا يتطلب تطوع قافلة من الفدائيين المصريين لصدهم عن احتلال أرض مصر الحبيبة! وأدت تلك الملحمة إلى سقوط شهيد، وهو ما سارعت جبهة علماء الأزهر مشكورة بنفيه، إذ لا يستحق من ضيق على إخوانه لقب الشهادة فحسبه أن يستغفر له المسلمون إن طاوعتهم ألسنتهم لا سيما ونحن لا نرى من جهاز الشرطة في مصر عموما إلا كل سفالة وقلة أدب مع كافة طوائف الشعب إلا أصحاب الحظوة من الأكابر أو من النصارى الذين يلجئون مباشرة إلى ماما أمريكا كلما تعرضوا لأي مساءلة عن تجاوزاتهم التي بلغت حدودا تعكس مدى ضعف وهشاشة القيادة المصرية التي تستأسد على الموحدين في الشوارع والميادين العامة ..... إلخ، على طريقة: أسد علي وفي الحروب نعامة!.

والدم الحرام حرام سواء كان المقتول مسلما بل ذميا معاهدا ولكن بتر الأمر عن سياقه، كما تقدم، وتصويره على أنه اعتداء همجي على مصر، لعبة مكشوفة، تلعبها القيادة السياسية التي تجيد كما تقدم بمعونة الإعلام ذي الصوت النشاز: استغلال تلك الحوادث الجزئية للتغطية على المصائب الكلية فالأمر لا يخرج غالبا عن فلسفة: الفلسطيني الذي دخل مع جموع المقتحمين للمعبر في شتاء 2008 وغرس العلم المصري على أرضنا مع أنه ما دخل إلا بحثا عما يقيم به أوده لما أعيته الحيلة، فنسخ كل ذلك وأحكم ما فعله إن لم تكن مسرحية مدبرة، وهو الراجح، رجحانا يصل إلى حد الظن الموجب للعمل، وفلسفة الجزائري الذي اعتدى علينا في الخرطوم ..... إلخ من المعارك المصطنعة مع إخوان الديانة في ظل تسامح كبير مع إخوان القردة والخنازير!.

واللافت في القافلة أنها: قافلة تولى كبرها أحد نصارى بريطانيا، النائب: جورج جالوي، الذي صار الآن محط الأنظار والأسماع لدوره اللافت في حشد التبرعات فضلا عن التأييد بكافة صوره، وهو ما فسرته مصر على أنه محاولة لكسب الشهرة في ادعاء غريب لعلم ما انطوت عليه الصدور، وحده عند أي منصف: حد أبي البختري بن هشام ومن سعى من قريش لنقض الصحيفة الجائرة، فثمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صنيعه، مع كونه كافرا منكرا للرسالة، وأمر بعدم التعرض له يوم بدر لكونه خرج مكرها فلم يناصب المسلمين العداء ابتداء بل أحسن إليهم ولو برسم الرحم التي كانت بينه وبين بني هاشم، فكذلك جورج جالوي بل رحمه أبعد فهي رحم إنساني فليس له قرابة في غزة ليصلها كأبي البختري!، وليس الأمر الآن داخلا في حد الاعتقادات فتلك قد فصل الرب، جل وعلا، معاقد الولاء والبراء فيها، فلا ولاء لكافر على رسم الديانة وإن كان محسنا، ولا براء من مسلم بذات الرسم وإن كان مسيئا، وإنما الأمر داخل في حد المعاملات الإنسانية التي يدخلها من التسامح ما لا يدخل الاعتقادات، وليس المطلوب من المسلمين جحد معروف من أحسن إليهم والتطاول عليه لأنه كافر!، فالمناط الآن ليس مناط كفر وإيمان لأنه ليس حربيا معلنا للعداوة بل هو ممن تطوع مشكورا فأحسن إلينا بعد أن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير