تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زينب هداية]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 09:28 ص]ـ

جزى الله خيرا كلّ من ساهم في الموضوع، كلّ باسمه.

ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 09:40 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أيها الكرام الأفاضل على هذه التذكرة.

يمكن جعل: "لا تحزن" على وزان قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا تغضب"، فإن النهي فيه عما يستتبع الغضب من تعد وتجاوز لا عن مجرد الغضب فإن ذلك مما لا يمكن ضبطه فلا يكلف به الإنسان لعدم قدرته عليه فمن ذا الذي يرى شيئا يغضبه لا سيما إن كان غضبه ديانة كأن يغار لحرمة انتهكت ثم لا يغضب؟!، فغضبه عندئذ مئنة من الكمال لا النقصان، ولكن عليه ألا يتعدى. فيوظف غضبه توظيفا إيجابيا لإزالة ما أغضبه أو التخفيف من أثره فيكون غضبه إيجابيا على وزان الحزن الإيجابي الذي ذكره الدكتور محمد العبدة في مقاله فالباب واحد.

وأما الحزن المقعد فهو قرين الهم فكلاهما مقعد للإنسان فالحزن على ما مضى يولد في القلب حسرة، والهم لما هو آت لا على سبيل الاحتياط والأخذ بالأسباب لا يعني إلا الخوف والإحساس بعدم الأمن وهو شعور عام تقريبا في معظم بلاد المسلمين بل في معظم دول العالم نتيجة تنحية النبوة عن منصب القيادة في حياة الأفراد والجماعات، وبها وحدها ينتظم أمر كليهما، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله سلم قد أخيف في ذات الله، عز وجل، فاستعمل لداء الخوف من الأدوية الشرعية ما قد علم من سيرته، والجماعة المسلمة قد أخيفت يوم الخندق فاستعملت من دواء التوكل والأخذ بالأسباب ما قد علم حتى أذهب الله، عز وجل، عنهم الخوف، وقذفه في قلوب أعدائهم، فلم يغزوهم بعد ذلك وإنما كان المسلمون هم أصحاب المبادرة، فابتلوا بالتمكين فشكروا، بعد أن ابتلوا بالحصار فصبروا، وأبرز مثال على ذلك من واقعنا المعاصر هو حال إخواننا المحاصرين في غزة بالجدر الفولاذية التي امتدت حتى مياه المتوسط لقطع أي منفذ لهم ولو بحريا!، فهم الآن في دور الابتلاء بالخوف الذي يلزم معه الصبر، ولا يستطيع أحد أن يقول لهم: لا تحزنوا!، وإنما يقال: اصبروا وصابروا ولو أصابكم القرح والحزن فقد أصاب القوم قرح وحزن مثله بل أعظم، فكيان يهود قد عاش في الحرب الأخيرة حزنا وهلعا تبددت معه أوهام الأمن والقوة العسكرية التي لا تصنع شيئا في يد خائف، وأما من نكل عن نصرتكم فإن سنة الله، عز وجل، قد جرت فيه، بأن عومل بضد مراده، ومصر أبرز مثال على ذلك، فقد خذلت بل شاركت ولو بالسكوت، وما حملها على ذلك إلا تجنب الحزن والخوف، فأصيب بضدهما على كافة الأصعدة الجماعية والفردية، ومن يعيش في مصر الآن يدرك طرفا من نعمة الأمن والسعادة التي باتت حلما!، لا سيما وقد طلبناها في غير مظانها، فلم نطلبها من مشكاة النبوة، وإنما آثرنا سلامة عاجلة أعقبها ما نحن فيه من عقوبات، وأعظم عقوبة على النفس: الحزن والخوف، فلو جمعت الدنيا بيد حزين حزن القنوط والهلع، لا حزن الأشراف الذين يحزنون لمعالي الأمور فينتج حزنهم من أجناس العمل الصالح ما يجعله في حقهم منحة مع كونه في ظاهره محنة فذلك هو الحزن وإلا فلا، لو جمعت الدنيا بيد حزين خائف من الصنف الأول ما التذ بها طرفة عين، فكيف ولا دنيا أصلا بيده، والحزن واليأس قد أحاط به؟!، ومن حين نازلة غزة فقد كثير من الناس نعمة الأمن، فكان أهل غزة مع نزول القذائف على رءوسهم أكثر اطمئنانا منهم، وإنما هي أحوال نفسية فلا تستجلب بالوسائل المادية، فالقلوب بيد مقلبها يقلبها كيف شاء بقدرته وحكمته فيهب من شاء الأمن والسعادة ولو كان في ضيق وشدة، ويبتلي من شاء بالخوف والحزن ولو كان في سعة ورخاء، فالغزي، وأكاد أجزم والله أعلم، أكثر طمأنينة من اليهودي مع الفارق الهائل في الوسائل المادية ولكنها كما تقدم ليست مناط المسألة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير