[متاع الغرور]
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 06 - 2010, 10:45 ص]ـ
.
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه " وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ".
تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن.
أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك.
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم.
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك.
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر! فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها
مجال الرّيح بعدك والقبر! كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل!.
وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل!.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري.
وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول الحمى من قارب الفتنة
بعدت عنه السلامة.
ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
ورب نظرة لم تناظر!.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين.
فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة.
فإن الهوى مكايد.
وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه! واذكر حمزة مع وحشي.
واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النفس وبدء الهوى
طموح العين.
فصل حالة القلب مع العبادة
أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة.
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب.
ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء.
فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى.
فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء.
نسأل الله معز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم.
من كتاب صيد الخاطر لأبي الفرج علي بن الجوزي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 06 - 2010, 02:42 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: الباحثة عن الحقيقة
جزاك الله خيرا، بالفعل موضوع مؤثر، يحمل في طياته الكثير من الدروس والعبر والمواعظ، جزيت ِ الجنة عليه، ورزقك السعادة في الدارين، وجعل الله كل الدرر التي وضعتها هنا من كلام ابن الجوزي ـ رحمه الله تعالى ـ في موازين حسناتك يوم تلقينه، وكتب الله لكِ الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
وهذه مشاركة متواضعة في نافذتك الجميلة هذه:
سئل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا:
فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.
وقال بعض السلف:
من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سره أصلح الله علانيته.
وقد قال الشاعر واصفا هذه الدنيا:
هي الدار دار الأذى والقذى ..... ودار الفناء ودار الغير
فلو نلتها بحذافيرها ...... لمت ولم تقض منها الوطر
أيا من يؤمل طول الخلود ..... وطول الخلود عليه ضرر
إذا أنت شبت وبان الشباب ..... فلا خير في العيش بعد الكبر
وأرجو أن تسمحي لي أختي العزيزة: الباحثة بوضع هذه القصة التي أعجبتني ومفادها:
في يوم من الأيام
كان هناك رجل مسافر في رحلة مع زوجته وأولاده
وفى الطريق قابل شخصا واقفا فسأله
من أنت؟
قال:
أنا المال
فسأل الرجل زوجته وأولاده
هل ندعه يركب معنا؟
فقالوا جميعا
نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء
وأن نمتلك أي شيء نريده
فركب معهم المال
وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر
فسأله الأب: من أنت؟
فقال:
أنا السلطة والمنصب
¥