تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[غزوة الخندق .. و نعيم بن مسعود .. و كيف ننتصر؟]

ـ[إبن سليم]ــــــــ[24 - 07 - 2010, 08:02 م]ـ

بعد أن أجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النظير و هم قسم من يهود المدينة وساروا إلى خيبر أخذو على تغليب قريش و غطفان على حرب الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما يفعل اليوم أبنائهم بتحريض الغرب على الإسلام و أهله فهم لا يدخرون جهدا في التحريض على عفة المرأة المسلمة و حيائها و نقابها و سترها و لا على فلسطين و رجالها و لا على كل من رفع راية الإسلام عربيا كان أو أعجميا، فخرج لذلك رئيسهم حيي ابن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي صلى الله عليه و سلم وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد صلى الله عليه و سلم عهدا وميثاقا وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، و غطفان.

وهكذا إنطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب و ذلك في السنة الخامسة للهجرة من شهر شوال لما علم الرسول صلى الله عليه و سلم بالأمر، استشار أصحابه وقادته في الحرب وأشار الصحابة بالبقاء في المدينة، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق في مشارف المدينة، فاستحسن الرسول صلى الله عليه و سلم والصحابة رأيه، وعملوا به. كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين. واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت خمس عشر يوماً.

بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق فتفاجؤا به وقاموا إزاء المدينة شهر و لم يجد المشركون سبيلا للدخول، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل، فوجده صحيحا. وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم. ثم إن الله عز وجل وله الحمد صنع أمرا من عنده خذل به العدو.فمن ذلك أن رجلا من غطفان يقال له نعيم بن مسعود جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال قد أسلمت، فمر بي بما شئت. فقال " إنما أنت رجل واحد. فأخذل عنا ما استطعت. فإن الحرب خدعة ". فذهب إلى بني قريظة وكان عشيرا لهم فدخل عليهم وهم لا يعلمون بإسلامه. فقال إنكم قد حاربتم محمدا. وإن قريشا إن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا انشمروا قالوا: فما العمل؟ قال لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. فقالوا: قد أشرت بالرأي. ثم مضى إلى قريش فقال هل تعلمون ودي لكم ونصحي؟ قالوا: نعم. قال إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم وإنهم قد أرسلوا إلى محمد أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يمالئونه عليكم فإن سألوكم فلا تعطوهم. ثم ذهب إلى غطفان. فقال لهم مثل ذلك.

فلما كانت ليلة السبت من شوال بعثوا إلى يهود إنا لسنا معكم بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف. فاغدوا بنا إلى محمد حتى نناجزه فأرسلوا إليهم إن اليوم يوم السبت وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه. ومع هذا فلا نقاتل معكم حتى تبعثوا لنا رهائن. فلما جاءهم رسلهم قالوا: قد صدقكم والله نعيم. فبعثوا إليهم إنا والله لا نبعث إليكم أحدا. فقالت قريظة قد صدقكم والله نعيم. فتخاذل الفريقان و لما طال مقام قريش تفككت روابط جيش المشركين، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم، وجرفت مؤنهم، وأطفأت نيرانهم، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير