تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وسام القتل!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 06 - 2010, 12:23 م]ـ

http://islammemo.cc/hadath-el-saa/horya-attack/2010/06/04/101336.html

ولك أن تتخيل: جندي يفترض أنه من القوات الخاصة، أي أنه يملك قدرة قتالية متميزة يهبط على ظهر سفينة ليس فيها إلا مجموعة من العزل، فيطلق النار في عشوائية تدل على الاضطراب الذي ينتاب كل الجبناء في لحظات الشدة، وأي شدة في موقف كهذا بالنسبة له؟!، والمفترض أن يكون العكس هو الصحيح، وطريقته العشوائية تشبه إلى حد كبير طريقة القوات الأمريكية التي تمهد لزحفها بغطاء ناري كثيف يدل على عدم كفاءة المقاتل فيعوض الغطاء الناري الكثيف الذي يصل إلى حد الهمجية، وقد رأينا منه صورا كثيرة في غزو بلاد الأفغان والعراق، فضلا عن قصف غزة في الحرب الأخيرة.

وهي، من جانب آخر، تدل على طبيعة النفسية اليهودية الحقيرة التي تحتقر، في تناقض غريب، كل من سواها، لا سيما المسلمين، وذلك يذكر بتصريحات أفراد عصاباتهم التي شاركت في مذابح القرى الفلسطينية، فكان التباهي بينهم بمن يقتل أكثر، فكل قتيل فلسطيني يعني إفساح المجال ليهودي ليعيش على هذه الأرض، والإشكال أن القاتل لا يشعر بأي ندم، للخلفية العقدية المنحرفة التي صيرت قتل الآخرين دينا يتقرب به إلى الله، عز وجل، فأي تأنيب للضمير يشعر به من فرغ توا من عبادة قتل الآخرين؟!، وهي العبادة التي تواترت نصوصها في العهد القديم فضلا عن التلمود الدستور الحاكم لتلك الجماعة الإنسانية المختلة.

وقد كانت هذه الحادثة فرصة مواتية لكسر الحصار، فلم يمر ككل قرار شجاع بلا ثمن من دماء أولئك الأفاضل الذين قضوا، نسأل الله عز وجل، أن يتقبلهم في عداد الشهداء، وكانت فرصة للضغط على الحكومات الباردة كالحكومة المصرية رأس حربة هذا الحصار الظالم فقد اضطرت مرغمة لا مختارة أمام ضغط الرأي العام العالمي والمحلي إلى فتح المعابر إلى أجل غير مسمى، كعادتها السيئة في امتصاص الغضب الشعبي بقرارات مؤقتة، فلا حل عندها لأي مشكلة تقريبا سواء أكانت داخلية أم خارجية، وهي فرصة، على كل حال لجمع التبرعات وإرسالها إلى أهل غزة في ظل هذا الخجل المؤقت الذي تشعر به الحكومة المصرية فلم نعتد منها إلا قلة الحياء فلن يطول هذا الخجل، والله أعلم، كثيرا، وكانت فرصة، أيضا، لأن يطلع الغرب، لا سيما الشعوب، على طرف من أخلاق ابنهم المدلل الذي زرع في رحم العالم الإسلامي ليقطع أوصاله، فيبعد جدا أن يتراجع الغرب الرسمي عن تأييد هذا الكيان اللقيط، لأن وجوده، كما يقول بعض المحللين المعاصرين، حتم لازم لشطر العالم الإسلامي فلا يلتئم أبدا فالتئام شطري العالم الإسلامي: الغربي والشرقي ولا يكون ذلك إلا بزوال ذلك الكيان، ذلك الالتئام يعني تهديد الغرب بتنامي القوة الإسلامية، فوجود هذا الكيان والتمكين له في مقابل إضعاف الدول الإسلامية التي تحيط به: خيار استراتيجي للغرب لا عدول له عنه مهما تغافل عن ذلك أصحاب أوهام السلام العادل الشامل!، وقد رصد بعض المؤرخين محاولات سابقة كمحاولة ملوك فرنسا إبان الحروب الصليبية احتلال دولة كتونس لإقامة ذلك المانع الذي يقسم العالم الإسلامي ويفصل الغرب عن الشرق لا سيما مع توالي زحف جموع المجاهدين من المغرب إلى بيت المقدس آنذاك ومشاركتهم الفاعلة في الحروب الصليبية، وهم الذين كانوا يسكنون حي المغاربةالمعروف الذي هدمه يهود بعد احتلال القدس الشرقية في 67.

والشاهد أنه لا بد من قاطع للاتصال الجغرافي للعالم الإسلامي بأي كيان دخيل لضمان إضعافه وإشغاله عن مهمته الرئيسة في تبليغ الرسالة الخاتمة إلى أمم الأرض.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير