[بين إعصارين]
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 10:14 ص]ـ
[بين إعصارين]
إنه الليل .. وهي الوحيدة التي معي، هذه الشمعة تفني جسدها، تذوب شيئاً فشيئاً، أصبح حجمها صغيراً! تكادُ تفنى ..
والغيم والمطر والريح أحالت السماء حالكة السواد فقط كي أُبصر ما حولي في الغرفة، أُحرّك أجهزةً يقتلها الماء عن النافذة التي أخشى أن تسلبها الريح – هي الأخرى – منها جسدها!.
تلك الشمعة ذَوَتْ كغصن هشيم، وتركتني مُحاطاً بالغيم والمطر والريح والظلام، لكنها كانت – بلا شك – نوراً.
بين إعصارين تتولد الأفكار وتتغير المعطيات، وتطغى بعض الآراء، وتفشلُ بعضها، ويبقى الحُكْم حيث لا مجال لصمت.
لم أفِق بعد من (جونو) يا (فيت)!
مازالت أحداثه ماثلةً أمام عيني مشاهداً مصورةً عشتها بنفسي، وها أنت تكرر نفس المشاهد لكن بنكهة خاصة ..
بين إعصارين، تتهافت الحكايات العتيقة – هُنا - وتنساق الأحداث شريطاً نادراً تظهر عليه علامات القدم فالكتابة تحت ضوء شمعة تسقط حسّاً وتنميقاً بديعاً من ظلال الحروف خِلتُ بادئ الأمر أني كتبتُ مرتين!
بين إعصارين آليتُ على نفسي أن أحتفظ بشيء من المتشابهات من الذكرى والألم رغم الهول والرعب. مما جعلني أتيقن من شيء واحد إن استطعت لملمة أجزائه لكفى، هو أن كل لحظة تحت وطأة إعصار هي ذكرى وذاكرة لغد.
فمن ترقّب للسماء والنظر إليها ببصر الفحص والتأمل إلى الاستماع إلى (معزوفة) المطر والاستمتاع بها، إلى ترقب الوادي في الحارة الصغيرة وها هو يصل إلى بدايتها، إلى دخوله، ولهفة خلف لهفة تختلس النظر إلى مقداره .. ها هو يتسرّب إلى البيت شيئاً فشيئاً، إلى السيارات وهي ترجف في مواقعها بلا حدود – تماماً كذات أرواح في مطر -.
إلى الماء المنساب بين بيتين لا يفصلهما سوى مترين، لكنهما يصبحان ميلين بعد تحول الانسياب إلى الانجراف بماء مرعب.
هي نقطة الضعف فما يمكن أن نوصله بين بيتين متجاورين ليصبح مستحيلاً رغم وداعة الماء قبل أقل من ربع ساعة، سبحان الله!
ـ[الخبراني]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 10:55 ص]ـ
أعانك الله يا سراجنا
كلام جميل جدا
هل يمكنك أن توافينا ببعض الصور
وفقك الله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 12:19 م]ـ
دون هذه المشاركة:)
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 12:37 م]ـ
بورك فيك أيها الخبراني ..
أرفقت بعض الصور في مشاركة سابقة، والآن أنتقي أجمل الصور
وسأرفقها .. هنا بإذن الله.
أيا يزن، شرفٌ لي حضورك ..
وقد دوّنتها ..