تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

العراق بين تهوّر بوش وتسرُّع أوباما

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 08:15 ص]ـ

بِسْمِ الله، وَالصَّلاةُ السَّلامُ على رَسولِ الله؛

العراق بين تهوّر بوش وتسرُّع أوباما

أثار خطاب الرئيس الأمريكي "باراك حسين أوباما" والذي قد ألقاهُ للدَّاخل الأمريكي قبل يومين من الآن، ردود أفعال وتساؤلات استوجبت التوقف أمامها كثيراً بل والتعليق عليها ونقدها من الشعب الأمريكي ساسة ومسوسين وعند العرب المهتمين بالساحة السياسية الأمريكية العالمية، والذي يتعلق بالشأن الفلسطيني العراقي الأفغاني خاصة، بما أن لدولة أبناء العمِّ سام يدٌ فعّالة في مصائر تلك الدول المُحتلة من قريب أو بعيد؛

فقد أعلن "أوباما" أنّهُ ينوي بشكل قاطع سحب القوات الأمريكية من العِراق بنهاية الشهر الحالي "أغسطس" فبوجهة نظره "السامية" أن المشاهد الدموية في ساحة الرافدين والتي لم تشهدها البلاد منذ عامين يَجب أنْ تتوقف وأنَّ الانسحاب سَيَسهُم في هذا عاجلاً أم آجلاً، وبهذا التصريح دفعَ نواب الكونجرس من الجمهوريين أن يعقلوا على ما قاله بتعليقٍ ساخرٍ رُغمَ تردده فيه، ودفع في نفس الوقت نواب حزبه الديمقراطي إلى حث قائدهم على سرعة التنفيذ وعدم المُماطلة، بل وازداد الأمر بين الجانبين فوسمت الجبهة الديمقراطية نظيرتها الجمهورية ورئيسها السابق بالمتهورين، مِمَّ دَفعَ الجانب الأخير إلى وسم الأول بالمُتسرّعين، وبين هذا وذاك فإن الرأي العام الأمريكي وبجانبه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه "أوباما" يُمثل ورقة الضغط الحقيقة على الرئيس بتعجيل أمر الانسحاب دونَ َترددٍ وأنه يجب ألا يلتفت للوراء، بالإضافة لمناداتهم إلى النظر في الشأن الأفغاني بنفس الجدية والرغبة والميول التي يعتزمها الرئيس تجاه العراق، أي يتم سحب القوات الأمريكية أيضاً من "أفغانستان" على غرار ما سيفعله في في بغداد وكل مُدن العراق، مما دفع بعض الأحزاب السياسية اليسارية في "كابول" إلى إعلان راية التخوّف من عزم الولايات المُتحدة الأمريكية على هذا والذي بدوره حسب قولهم سيساهم في عودة المتشددين " أُسامة بن لادن ورجاله " إلى الساحة العامة والسياسية في البلاد؛

والمتأمل في كل ما يجري الآن يدفعنا للإجابة في ثوب أسئلة إخبارية عن بعض ما تمَّ في هذا الشأن أو سيتم،

أولاً: لماذا الخروج الآن خاصة والتفكير بجدية في الأمر؟،

ثانياً: هل ترك البلاد على تلك الحالة الفوضوية الدموية ونزع إحكام السيطرة حتّى وإن كانت غير مُحكمة من المنطق؟،

ثالثاً: يرى البعض أن تفريغ العراق من الجيش الأمريكي حالياً حتّى وإن بقت له بعض القواعد تنتشر في عرض البلاد وطولها تحسباً وتأهباً للدخول في أية حرب عاجلاً أم آجلاً ويُعنى بها "الحرب مع إيران" ما هو إلا ما يُقال في المثل الشعبي " ضرب عصفورين بحجر "، فمن جانب يتم تخفيض ميزانية الجُند لصالح الاقتصاد الأمريكي ليسترد عافيته، ومن آخر يتم دعم وتقويم الجبهة الإسرائلية الشرقية لتقويد حدودها وتعزيزها على حساب القضية الفلسطينية التي لم تجد من " أوباما " سوى أقوال مثله مثل العرب تماما وآخر قول له " تخسر فلسطين كثيراً عندما تسعى إسرائيل في مد يدّ العون لها ولا تجد شريكاً حقيقاً من قبل السلطة الفلسطينة لتحقيق السلام نتيجة التنازع بين أبناء الجلدة الواحدة على الفراغ السلطوي "،

رابعاً: نجد ما آثارته وسائل الإعلام أول أمس خير شاهد على ما قدّمناه، فقد بدأت الجنود الإسرائلية في إظهار رغبتها في تقويد المنطقة من جديد إلى ما تُريد، فها هي تستفذ الجيش اللبناني بقطع بعض " الأشجار" على الحدود اللبنانية الإسرائلية، والذي بدوره أسهم في تأجيج النوايا أو على الأقل انتظار حرب جديدة تلوّح في الأفق؛

أخيراً ما بين كُلِّ هذا يقف العراق بشعبه بين أمرين لا ثالث لهما، أنه يجب عليه منذ اللحظة الاستعداد للابتعاد عن الثأر العرقي وكبح جماح التخلف الديني وتوحيد الصفوف على شكل صفٍ واحد لإيقاف نهر الدم الجار في شتّى أراضيه والتأهب لمواجهة الفوضى الخلاّقة سياسياً وشعبياً في حالة حذف الجند الأمريكي من خريطة التدخل في الشؤون الداخلية وما يولّده هذا من فراغ والذي بدوره سيدفع الطامعين لقطم التفّاحة البغدادية والذي بدوره سيولّد نزاعات شرسة لم تشهدها بلد منذ خلق الله المعمورة؛

الأمرالثاني: أن تكون هناك شروط تمنع عن أمريكا تولية من تُريد ومتى تُريد، بالطبع ستكون في هذا الأقلية على حساب الأكثرية،والذي سينصاع للرغبات الأمريكية هو المُتسيِّد فيلعبان معاً دور "النافع والمنتفع"، فلا انقطاع للبترول عنهم مادامت الجبهة التي أختيرت تعمل في صالحهم، ولا استقرار مطلقاً سيحدث مادامت الحروب الداخلية ستشتعل جرّاء هذا، فالأكراد في حالة تأهب والسنة والشعية إلخ؛

وَنبقى نحن العرب من كل حدب وصوب، ننتظر الآتي ولا نأتيه، ننتظر ماذا سيجري ولا نجري نحن، ننتظر ماذا سيحدث ولا نُساهم فيه، نتكهن ولا نضع حتّى متطلباتنا وتكهناتنا بين ما تقرره لنا الشعوب السامية الأخرى؛

لله درك يا فلسطين لله درك يا عراق لله درك يا كابول لله درك ياجولان لله درك يا جنوب لله در كل أرض هانت على حكام المُسلمين وشعوب المُسلمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير