أُمَّة دولة زكابونيا المتحدة
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:47 م]ـ
بِسمِ اللهِ وَالصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ، خَير مَن أقلتُه بيداء وأظلَّته سماء؛
(كل عام وأنتم بخير كل عام بل كل لحظة وأنتم إلى الله أقرب، بلّغكم الله رمضان وزادكم إحسان)
إنَّ الأمم لا تُعرف بعلم التنجيم أو بصبغة التواكل وهيمنة الكسل والتّمني دونَ العَمل والعَمل دونَ الفكر، ولا تُعرف بالقوة والضعف مستوطن في جسدها ولا بالوجاهة والحضارة وهي متأخرة تأخراً دينياً وعلمياً وثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً، ولا تُعرف بالفصاحة وأهلها لا يجيدون سوى القول دونَ العمل، ولا تُعرف بالأمانة وكل ركنٍ فيها فيه تكمن الخيانة، ولا بالصدق والكذب منتشر انتشار النار في الهشيم؛
أمَّا في دولة زكابونيا فالأمر مختلف جداً جداً جداً هلمّوا معي لنتقرب سوياً منها ومن شعبها؛
أُمَّة دولة زكابونيا المتحدة،
تقع: في الجزء الجنوبي الشرقي الشمالي الغربي للكرة الأرضية، على خط طول " غير مُعرَّف حالياً " وعلى خطِّ عرض " مثل أخيه غير مُعرّف حالياً "، فعلماء البيئة والجولوجيا والديمجرافيا حتّى عملاء شركات الاتصالات و"سائقي الميكروباص " حاولوا أخذ إذن من ملك الأمّة ووزيره أو حتّى عامل القصر" من أجل أن يتم حصر ورصد وتمشيط ومسح المنطقة التي تقع فيها عاصمة "زكابونيا المُتحدة " إلا أن كل الجهودات باءت بالفشل منذ ألف سنة تقريباً، أجيال من المهندسين والعلماء ما استطاعوا أخذ الإذن حتّى وقتنا هذا،
لهذا فإن دولة زكابونيا وشعبها " غير معروفين لدى العالم "؛
أمَّا مساحة دولة زكابونيا: فهي في الربع الخراب من العالم " أي مكان ليس فيه حياة أو باعث على الفأل لوجود حياة "،
أمَّا عن السكان الأصليين فإليكم نبذة عنهم؛
يرجع أصلهم إلى سام بن نوح " شعب سامي "، أطوالهم ما بين المتر والمترين، لونهم في حقيقة الأمر هُم على عدّة ألوان " القوقازي- الأصفر - الأحمر - الأخضر - الرمادي - الأسود - الأبيض - البنفسجي " وبهذا فإنهم ينتمون إلى كل الألوان الطبيعية، كما أنهُ يُقال عندما أراد أحد المستكشفين التقاط صورة لهم من قمر اصطناعي لدولة متقدمة ما، أبهرته صورهم فظن في بداية الأمر أنهم ليسوا ببشر وأنهم كائنات فضائية أو أعشاب بحرية أو ربما حشائش برّية؛
نظام الحُكم في دولة زكابونيا:
يَحكم الملك إلى أن يشاء الله فلا يحق لأحد منازعته أو مطالبته بالنزول عن كرسيه نسبة لوفاء الشعب والأمّة، حتّى هو لا يُفكر في هذا مطلقاً فهو الأنسب دائماً وهو الأصلح دائماً هو هو دائماً هو؛
دستور الدولة:
المادة رقم واحد: مَن خاف سَلِم
2: من غشَّ كثيراً جني كثيراً
3: من كذب صادق مصدوق مصدّق
4: من سرق زدناه حماية
5: من أبلغ عن سارق أو قاتل حبس مكانه
6: من صدق كُذّبَ وعوقب باتهامات كثيرة منها أنّهُ مجنون أو يُبالغ أو "مزودها حبتين "
7: لا يحق للمواطن أن يشهد في المحكمة بالحق إنما بالزور فهو المُعتمد.
وبهذا فإن النقاط السبع هي دستور دولة زكابونيا وعليه فإنها تُشبه عجائب الدنيا السبع لهذا التفّت دولٌ حول هذا الدستور كثيراً وعقدوا لأجله الندوات وعادت الغزوات ونكّست الرايات وأقيمت الصلوات.
طبائع الناس في دولة زكابونيا:
لا تختلف كثيراً عن دستورهم، فالخوف والاستسلام والكذب والنّفاق والخيانة والنذالة والهرج والمرج والمجون والأنا والدونية والنرجسية شيم أصيلة مؤصلة فيهم، والصدق والأمانة والشجاعة والطيبة وقول الحق وصون العرض والخوف على الأرض شيم شاذة فيهم ومن يعرفون فيه تلك الشيم فهو هالكٌ لا محالة أو ليلزم داره أو ليفارق الدولة بأكملها؛
التعليم في الدولة والنمو الحضاري والاقتصادي:
يشهد تطوراً ملحوظاً دائماً فالنوم والكسل وعدم استخدام العقل والاعتماد على الغير والجهل والتخلف من مقومات هذا التقدم، فتجدهم في شتّى مناح الليل والنهار فوق القمة، مترفين إلى حدِّ الملل وفقراء إلى حدِّ الكلل، يقولون مالا يفعلون، يقدِّمون في المشاريع التي تساهم في تحريك عجلة التمنية ولا يتفاعلون، أمام النتِّ جالسون، في غرف الدردشة تائهون، في المنتديات مقفهرون عند المواضيع الهادفة متأففون يولّون وجوههم كلمة طيبة لا يقولون، في المواضيع التافهة أول من يحضرون ويعلقون، لهذا التعلم والتعليم والتطور والتطوير في أعلى قمم" مجرّة درب اللبانة ".
أخيراً شعار دولة زكابونيا:
الحمدُ لله الذي خلقنا عبيداً وإنّا على هذا لمجبولون، وعليه فإنهم أحبوا لفظة العبادة لله وهذا لا ضير فيه ولكنهم لم يفرقوا كثيراً بين عبادتهم لخالقهم وعبادتهم لأشياء كثيرة في دولهم.
(نصيحة: إن أردت أن تخرج من دولة زكابونيا حاول أن لا تكون مثل شعبها هذا وابحث جدياً عن كل نقطة ذكرتها هل هي فيك أم لا فإن كانت فيك فبادر بتغيرها وإن لم تكُن فاحمد الله ولا تلتفت تقدَّم ولا تخف فأنت على حق)
(أخرى: دولة زكابونيا ليس لها وجود على الخريطة وإن كانت فهي أمتنا العربية، وهذا الاسم ما هو إلا من صنيعة نفر من مثقفي العرب الأحرار، أخي / أختي: لا تكُن / لا تكوني / زكابونياً / زكابونية)؛
نسأل الله أن يطهرنا من الزكابونيا ومن دولتها وأن يرزقنا العيش في مكان ليست فيه الزكابونيا ولا أهلها.
¥