[وراء الشمس ..]
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[16 - 07 - 2010, 01:40 م]ـ
المصدر: http://www.ahrar-pal.info/ar/index.php?act=Show&id=758 (http://www.ahrar-pal.info/ar/index.php?act=Show&id=758)
التفريغ:
أصدقاء الإنسان الدولية
(منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان)
تقرير بعنوان:
" وراء الشمس "
نزع الحرية وتغييب الحقوق،
واقع الأسرى الفلسطينيين
في سجون الاحتلال الإسرائيلي
في عام 2009
أعد هذا التقرير:
فؤاد الخفش (باحث) وغسان عبيد (حقوقي)
فيينا، 6 شباط (فبراير) 2010
رقم الوثيقة: P/ME/805/10/Ar
* مقدمة
شموع على الطريق، الشموع التي تحترق، شهداء مع وقف التنفيذ، المنسيون أو أسرى الحرية كلها مسميات يطلقها الفلسطينيون على أسراهم، تعكس جزءً من واقع الحال الذي يعيشه هؤلاء في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
قد يقول قائل لم يشهد عام 2009 حدوث وفيات مباشرة (1) بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هذا صحيح نسبياً من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية كان عام 2009 من أسوء الأعوام التي قضاها الأسرى في سجون الاحتلال على الإطلاق، فإدارة السجون الإسرائيلية مارست أساليب جديدة ضدهم؛ تبغي في مجملها تحقيق هدف رئيسي ألا وهو تحطيم نفسية الأسير وزيادة الضغط النفسي والجسدي عليه، ومواصلة احتجازه في أجواء غاية في الصعوبة، أو إخراجه جسدا بلا روح، بحيث لا يستطيع الإنسان العيش والاستمرار في الحياة ضمن هذه الأجواء، التي تُرسم وتوضع خططها التدميرية من قبل طواقم متخصصة. وقد تعدى الأمر عقاب الأسير وتدمير نفسيته ليصل إلى عائلته وأسرته من خلال سياسات تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية كأن تحرم الأسير من زيارة ذويه لفترات طويلة جداً.
ولا زالت الحركة الفلسطينية الأسيرة تسطر أمثلة إنسانية؛ قل نظيرها في التاريخ، في الصبر ومكابدة المعاناة؛ في ظل ظروف مأساوية اضطُر خلالها عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين لتحمل أسابيع متواصلة بل أشهر عديدة، يرزحون تحت التعذيب وسياط جلادي الإحتلال في أقبية التحقيق، ويتجرعون القهر سنوات مديدة على أيدي السجانين وأفراد "الشاباص" في السجون. وإننا لنعتقد جازمين أن مجرد قدرة الأسير على تحمل تلك الظروف وبقائه إنساناً ليمثل معنىً عظيماً في عملية الدفاع عن الحق في الحياة.
من خلال هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز الانتهاكات التي تُمارس بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ونوضح أشكال هذه الانتهاكات وأثرها على الأسرى وعائلاتهم وذويهم. كما أننا لا نستطيع الحديث عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال من دون الحديث عن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير، لأنها كانت حديث الساعة على مدار العام في السجون وخارجها.
ويتم التركيز في هذا التقرير على الأسرى الفلسطينيين الذين يراد لهم التهميش من قبل سلطات الاحتلال، ونقصد بالتحديد أسرى منطقة القدس وأسرى المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر، لما لهؤلاء الأسرى من أهمية ودور خاص، وبسبب ما يتعرضون له من معاملة قاسية ومعاناة كبيرة، ولأن سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عنهم ضمن اتفاقات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين.
ونسلط الضوء هنا كذلك، على الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، وما يتعرضن له من انتهاكات، وبالذات بعد إتمام إتفاق خروج أسيرات فلسطينيات مقابل تقديم معلومات عن جندي إسرائيلي محتجز لدى فصائل فلسطينية.
ونتحدث عن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال؛ مع ازدياد الحالات المرضية وإصابة أكثر من 18 حاله بمرض السرطان، وعن الاعتقال الإداري ودوره في تدمير الأسرة والمجتمع وتحطيم نفسية المعتقل، وكذلك عن أسرى العزل وما يعانونه من صنوف وألوان العذاب.
ويلاحظ التقرير أثر الانقسام على الحركة الفلسطينية الأسيرة؛ هذا الانقسام الذي أدى إلى إضعاف قضية الأسرى من نواح متعددة، الأمر الذي دفع مصلحة السجون الإسرائيلية وجهاز المخابرات الإسرائيلي إلى تصعيد انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين؛ بعد أن تفردت بهم، وقيامها بفصل أسرى أكبر فصيلين فلسطينيين عن بعضهم البعض، وتماديها بالتضييق عليهم وعقابهم.
¥