[شاردة المقام والرحيل]
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[10 - 06 - 2010, 10:09 م]ـ
الحمد لله وبعد
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن يقيموك فالراحلون هم
المقام والرحيل
كلنا نولد أغرابا حتي ولو ولدنا في أوطاننا وبين أحضان أمهاتنا
ودائما نبكي أو نتباكي علي القديم وربما يكون الجديد أحسن حالا منه لكنه طابع الألفة والمؤانسة
يذهب بنا التفكير للحظات مضت من حياتنا ونبتسم حين نذكرها ونتذكرها بكل شوق وحنين إليها وكأنها أفضل لحظات حياتنا وربما كان في هذه اللحظات من الأسي ما نتعجب أن كيف صبرنا عليها وقتنا
قاتلك الله أبا الطيب تحضر معي بكلماتك في لحظات عصيبة
خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى ... لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا
كتبت علينا أقدارنا ونحن لا محالة مسطروها كما كتبت
نتذكر صبانا ولهونا وقلة أفهامنا مع براءة الطبع وطيب الخلق فنقول لو أنا ظللنا علي تلك الحالة في براءة الحال وانعدام الهم
ثم نحمل بعض الهم في شبابنا وتخلتف همومنا فمنا .. ومنا ... ومنا
نصحب من نصحب وقتها ونعيش مع صحبنا وصحبتنا كأنها فوق الهدم مهما تعاورتها معاول الزمن وبعد فترة ... نلتفت فإذا من صحبنا وإليهم ملنا أضحوا كانوا وكنا
وتمر عجلة السنين ونزداد للهموم حملا وأغلبنا في هذا الوقت يختار الشريكة أو تختار الشريك وربما تثمر هذه الشركة وتزداد الهموم أكثر وأكثر ونئن تحت وطأتها وتتعاظم الهموم وتتكابر لو رأتنا نئن ونرزأ فيزداد تشعبها وكلما رأتنا نزداد ألما تزداد وطأة
تبرز لنا كوات نتنفس منها فمنا من يوفقه الله ويراها فيزيدها اتساعا
ومنا من لا يراها ولا يأبه بها فيزداد رزؤه
ومنا من يراها لكنه يسدها بأقدامه فيظل طيلة عمره أسير الندم
ومع كل هذا يبرز دور الصحب والصحبة
ورغم أن كل واحد منا يسطر ملحمته بيده لا يشركه فيها أحد
إلا أن تسطير هذه الملحمة لا يكون إلا بالصحب والصحبة
ربما تتبدل أدوارهم ربما يتلاشون أو يضعفون يأتي آخِرون فيضغون علي الأولين
وربما يأتي من بعدهم من يطغي علي طغيانهم
لكن يتبقي أبدا الوفاء هو الحاكم علي البقاء والانتهاء
فنأتي إلي ما بدأت حديثي به
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن يقيموك فالراحلون هم
غفر الله لي ولكم
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 03:15 ص]ـ
الحمد لله وبعد
الإخوة الذين مروا علي شاردتي ولم يعلقوا
أيعني هذا أنها لم ترق لكم
لعلكم تردون علي سؤالي
وشكرا
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 06:14 ص]ـ
أما أنا فقد راقت لي هذه المقالة يا أبا همام .. غفر الله لك ..
أنت بها تتوغل في معان خاصة بالنفس الإنسانية نادراً ما يتطرق لها ..
ـ[نور القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2010, 08:09 م]ـ
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن يقيموك فالراحلون هم
بارك الله فيك .. شاردة رائعة وما أجمل براءة الأطفال التي تنسينا هموم الدنيا
بالتوفيق وبانتظار مقال آخر ..
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[14 - 06 - 2010, 08:45 م]ـ
أخي أبو همام، بارك الله لك
صدقت فالإنسان يعيش وتمر عليه السنون .. ولكن يتبقي أبدا الوفاء هو الحاكم على البقاء والانتهاء
ـ[المراغي]ــــــــ[14 - 06 - 2010, 10:59 م]ـ
أخي الكريم أبا همام ..
كلماتك الجميلة تروق لكل إنسان، فهي تلامس شغاف القلب، وتعزف على أوتاره ..
فالفطرة التي فطر الله الناس عليها، تستميل الناس إلى الوفاء على ما عهدوه ممن استمالهم
بحب منه أو حكمة أو موقف نبيل أو لمسة حانية ..
ومع كل فقرة في هذا الموضوع تجد بيت المتنبي تتردد أصداؤه:
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارهم فالراحلون هم!
شكرا على هذا الموضوع الجميل.
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[03 - 08 - 2010, 06:14 ص]ـ
أما أنا فقد راقت لي هذه المقالة يا أبا همام .. غفر الله لك ..
أنت بها تتوغل في معان خاصة بالنفس الإنسانية نادراً ما يتطرق لها ..
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[03 - 08 - 2010, 06:14 ص]ـ
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن يقيموك فالراحلون هم
بارك الله فيك .. شاردة رائعة وما أجمل براءة الأطفال التي تنسينا هموم الدنيا
بالتوفيق وبانتظار مقال آخر ..
أحسن الله إليكم
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[03 - 08 - 2010, 06:15 ص]ـ
أخي الكريم أبا همام ..
كلماتك الجميلة تروق لكل إنسان، فهي تلامس شغاف القلب، وتعزف على أوتاره ..
فالفطرة التي فطر الله الناس عليها، تستميل الناس إلى الوفاء على ما عهدوه ممن استمالهم
بحب منه أو حكمة أو موقف نبيل أو لمسة حانية ..
ومع كل فقرة في هذا الموضوع تجد بيت المتنبي تتردد أصداؤه:
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارهم فالراحلون هم!
شكرا على هذا الموضوع الجميل.
شكر الله لك