[أذن من طين وأذن من عجين]
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[25 - 06 - 2010, 08:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حتما لم يحصل في مدينة أفلاطونية فاضلة.
دخل المعلم غرفة الصف، ألقى التحية على طلابه وهو يدق بأوراق الأمتحان المرتبة على الطاولة ليثير انتباه الطلبة. وزّعها عليهم، وبدورهم شمروا عن سواعدهم وأطلقوا العنان لأقلامهم لتخربش الإجابات
حاول أحد الطلبة أن يقتنص إجابة من زميل مجاور له. إلا أن ذا الجوار نبه المعلم بطرقات على الطاولة بأطراف قلمه عن سلوك " القناص " ما كان من المعلم إلا أن أعطاه " أذن من طين وأذن من عجين .. !
في زاوية أخرى من الصف أفترش" راعي البراشيم " براشيمه لمحه المعلم ثم سرعان ما صرف عيناه عنه، وأعطاه " عين من طين وعين من عجين " في حين رفع صوته وأنذر طالبا مد يده ليرفع قلمه الذي سقط على الأرض متهما إياه بمحاولة الغش
تمر الدقائق ويقرع الجرس ويخرج المعلم من غرفة الصف محتضنا الأوراق، يصادفه العامل وهو يحمل سجل الاحتياطي ليوقع على إحدى الحصص، تظهر علامات الغضب على وجهه ويرفض التوقيع ويتوجه إلى مكتب المدير متذمرا شاكيا من نصابه حصصه وفوق كل ذلك يضاف إليه حصص احتياطي يوميا. لم يرد عليه المدير، وأعطاه " أذن من طين وأذن من عجين ".لتفت المعلم الغاضب خلفه ووجد أن العامل يلحقه كظله بالسجل فلم يجد بُدا من التوقيع. في تلك الأثناء دخل أحد المعلمين متذمرا مما تذمر منه ذاك المعلم. انزعج المدير لانزعاجه وطلب من العامل الذهاب إلى الحصة بدلا عنه!
خرج المدير قبل نهاية الدوام الرسمي متجها إلى المديرية وفي يديه قائمة مطالب. دخل القسم المختص. قرأ الموظف المسؤول مطالبه. وبسرعة ضوئية كتب " مع عدم الموافقة " ووقع. حاول المدير المهزوم نفسيا شرح ظروف المدرسة لكن الموظف أعطاه " أذن من طين وأذن من عجين "
تخلل شرحه واعتراضه دخول مدير مدرسة مجاورة. وقف الموظف مرحبا، استلم الأوراق منه ووقع عليها دون أن يعرف مضمون الطلب.
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 06 - 2010, 08:40 ص]ـ
على صِغر هذه الأقصوصة، إلا أن الفكرة (مركّزة) بشكل واضح في ارتباط وثيق بالواقع الذي يحمل في طياته سواداً وبياضاً ..
بارعة،عزي إيماني ..
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[25 - 06 - 2010, 02:18 م]ـ
الأخت الفاضلة/ عزي إيماني
بارك الله لك، أصبت الواقع المؤلم الذي تعيشه مدارسنا بصفة خاصة.
واسمحوا لي بعودة أخرى (للتعليق)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 12:59 م]ـ
جزيت خيراً على هذه الحكاية الرمزية مع إني اشعر إنها ناقصة
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 01:13 م]ـ
على صِغر هذه الأقصوصة، إلا أن الفكرة (مركّزة) بشكل واضح في ارتباط وثيق بالواقع الذي يحمل في طياته سواداً وبياضاً ..
بارعة،عزي إيماني ..
أين يكمن البياض؟
شكرا لتواجدك، واطرائك
بورك فيك
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 01:13 م]ـ
الأخت الفاضلة/ عزي إيماني
بارك الله لك، أصبت الواقع المؤلم الذي تعيشه مدارسنا بصفة خاصة.
واسمحوا لي بعودة أخرى (للتعليق)
ليته يكون قاصر على المدارس فقط!!
شكرا لك، في انتظار عودتك
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 01:16 م]ـ
جزيت خيراً على هذه الحكاية الرمزية مع إني اشعر إنها ناقصة
جزيت أضعافه وبارك الله فيك
ماذا ينقصها .. ؟
أسعد بتوجيهكم.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 08:06 م]ـ
في عالم القصة , تكون بعض الإشارات كافية لاستحضار الغائب أو المنقوص فيما نكتب أو فيما نقرأ , وهذا يتوقف على عاملين الأول , امكانات الكاتب وكيفية توظيف تلك الدلائل الرمزية والتي تجمع بين ما هو ظاهر للعيان من رسم ومعنىًّ وبما هو من المجاز كما أشرت, والعامل الثاني , المتلقي فبين فردٍ وآخر تتفاوت درجة الفهم بتفاوت درجة الثقافة والإلمام المعرفي , وبين هذا وذاك يتيه الإبداع إن كانت نظرتنا للعمل على أنه منقوص لا على أنه أشبه للكامل والكمال لله , مع الأخذ في الاعتبار بمكمن التقصير الذي لا يقارن ببقية الصور الجلية في العمل الأدبي هذا بوجهٍ عام , أما بوجهٍ خاص في قصتك أختي الكريمة , فإنه قد حدث فيها استطراد نتيجة تخلل الرمزية المجازية أحداثها الأربعة , العامل المدرس , المدرس المدير , المدير الموظف , المدير الثاني الموظف , نجحتِ تارة في إظهار رسالتك من خلال الصور القليلة التي رسمها قلمك لتعبّر عن واقعٍ يتخلله النفاق المهني والضمير المهني مجتمعين وهذه هي أجادتك الأدبية الجلية والتي لا يمكن إنكارها , وتارة أخرى حدث الإخفاق حين كان لنفس الانتصار المجازي لحرفك برمزيته , حيث عممّ الأمر وهذا الذي نجح سالفاً في رسم صورة واضحة لقارىء القصة الواقعية تلك المؤلمة والتي نجحت كما قلتُ , صدم مؤخراً بتيه الرمزية وهو الشق الثاني والذي أدى بدوره بلصق حالة من الإبهام على القصة ككل فتاه المعنى المراد. لدى القارىء دون الكاتب ,
أبدعتِ أخيّة وآسف على الإطالة.
¥