[طرائف لغوية حديثة]
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 02:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
محاكاة لكتب طرائف اللغويين والنحويين، أحببت أن أفتح هذه النافذة، ليسرد فيها كل عضو نادرة من النوادر المتعلقة باللغة، مر بها هو أو احد المقربين منه، ولا يسمح بإيراد طرائف منقولة من كتب أو غيرها، فلا بد أن تكون الطرف حديثة كي يتحقق الغرض من هذه النافذة، ومن يدري فقد تُجمع في يوم ما لتصبح كتابا يستفيد منه آخرون، وأرجو أن تجد الفكرة منكم القبول والتأييد.
سأبدأ بسرد طرفة حصلت معي قبل أكثر من سنة:
كان لنا جار يعمل في بيع العطور، وكان ملتزما بالدين وممن يحفظون القرآن، وفي أحد الأيام طلبت منه توفير بعض نوعيات العطور، ولم يحضرها في الموعد المحدد، فمررت عليه صباح اليوم التالي وأنا ذاهب إلى عملي، فوجدته واقفا في دكانه وفي يده مصحف يقرأ فيه، فقلت له بعد السلام مداعبا: أين أنت أيها المخادع؟ والابتسامة تملأ وجهي، فرفع رأسه ونظر إليّ وقد امتلأ وجهه غضبا، وبدا أن ضغطه سيحوله إلى قنبلة انشطارية وقال بصوت عال: اتق الله يا أخي، ماذا فعلت لك؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وظل يكررها.
من هول الصدمة لم أدر ماذا أصنع، وصرت ألتفت حولي لعلي أفهم سر ما حصل، وأثناء التفاتي وقعت عيني على الصفحة التي كان يقرأ فيها، فإذا هي من سورة البقرة، وفيها قوله تعالى مخبرا عن صفات المنافقين (يخادعون الله والذين آمنوا ...... ) الآية.
عندئذ أدركت سبب غضبه، فما كان مني إلا أن قفلت راجعا، دون أن أنبس ببنت شفة، وظللت متعجبا من تلك المصادفة التي جعلتني أختار كلمة (مخادع) دونا عن باقي كلمات اللغة العربية التي تعج بها المعاجم.
بالتأكيد أنني لم أره وجهي بعد تلك الحادثة التي لا أتمالك نفسي من الضحك كلما تذكرتها.
ـ[الحطيئة]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 03:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي عماد و الحق أن صديقك قد كان حليما:)
و من تلك الطرائف ما يذكر عن الشيخ العلامة ابن باز - المفتي السابق للمملكة العربية السعودية رحمه الله - حين دعاه فاضل من أهل المدينة إلى مأدبة في بيته و معلوم أن الشيخ فاقد البصر , فلما قدم لهم الطعام حارَّا و مد الشيخ يده , أحس بألم حرارته , فقال مداعبا المضيف: أكلَ طعامُكم الأبرارَ , فخالف بين الفاعل و المفعول
فائدة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند أهل بيت قال: (أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكمَ الأبرارُ، وتنزلت عليكم الملائكة)
ـ[الخبراني]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 03:43 م]ـ
العطر ذهب لغيرك:)
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 04:09 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ,
جزيت خيراً أستاذي على هذا الموضوع القيم , أثابك الله على تلك الفكرة التي تشجع الذاكرة على الازدهار والعقل على الهروب من الأكسدة , أما عن موقفك , أرى كان يجب عليك المعاودة له والاعتذار منه أخي عماد ( ops على ألا تذكر كلمة مخادع بل تبحث في معجمك عن كلمة أخرى.
أذكر ولن أنسى ما دُمتُ حيًّا إن شاء الله , مرة في حلقة من حلقات حفظ القرآن التي كُنتُ أحضرها , وكانت من بعد صلاة العصر إلى المغرب وكان شيخنا يُسمع كلاً منّا على حِدا , ولكننا جميعاً كُنا نجلس متراصين كدائرة مركزها الأفقي الشيخ حفظه الله , وكان أحد الأخوان يقرأ قول الله عز وجل (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) آل عمران الأية 135 , المفارقة هُنا تكمُن في كلمة يصروا سأله الشيخ أسامة يصروا بالسين أم بالصاد , تخيلوا من بعد صلاة العصر وحتى صلاة المغرب ونحن في كلمة واحدة بسبب هذا الأخ , فقال للشيخ هي بالسين فقال له الشيخ وقول الله عز وجل (ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا) نوح الآية 9, فقال هي بالصاد , ففي هذا اليوم شتت الجميع ومن كان يحفظ شيئا نسينه أو ضاع منه مؤقتا وتفرع الحديث لإقناع هذا الأخ بأن الإصرار من أصرّ على عمل الشيء والإسرار من الإخفاء , وبهذا كانت طرفة عجيبة بسبب حرف توقفنا عنده كثيراً , لا إضاعة للوقت وإنما كان الشيخ أسامه حفظه الله لا يحب أن يفوّت شيئا فهذا هو الضمير وتلك هي شيم حفظة القرآن.
¥