يا ربي ذنبا أصبتُه فحُرمتُ رزقي!
ـ[الخبراني]ــــــــ[11 - 06 - 2010, 03:24 م]ـ
ياربي ذنباً أصبتُه فحُرمتُ. . . . رزقي!
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رِزقٌ يكتبه الله لك، و فَرَحٌ أراد الله أن يدخله عليك ..
و لكنك حرمتَ نفسك منه!!
حرمتَ نفسك يوم أن عصيتَ الله ..
و إنا لله و إنا إليه راجعون.
روى الحاكمُ في صحيحهِ من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
:
[لا يَردُّ القَدَر إلا الدعاء، و لا يزيدُ في العُمُرِ إلا البِّرُ، و إن الرجُل ليُحرمَ الرِزقَ بالذنبِ يصيبه]
فيا لقسوة الإنسانِ على نفسه، و يا لضعفه أمام هواه
يسوقُ اللهُ له رِزقاً فيدفعه العبدُ بذنبه و قلة إدراكه.
لكن لا يأس و لا قنوط ..
لا تيأس و أنتَ تدعو من له مقاليد السموات و الأرض و مالك السموات و الأرض و ما بينهما ..
لا تيأس فإن اليأسَ كُفرٌ = لعلَّ اللهُ يغني عن قليلِ
لا تيأس و النبي صلى الله عليه و سلم يقول
[من لَزِمَ الاستغفار، جعل الله له من كل همٍ فَرجا، و من كل ضيقٍ مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب].
فإن أذنبتَ فاعلم أن الله غفورٌ رحيم و قد يردُّ الله لك رزقكَ الذي حرمكَ إياه و يجعلُ فيه خيراً كثيراً.
فتاةٌ:
حُرمتْ من رجلٌ مستقيم تقدّم ليها فأذنبتْ ذنباً؛ فقدّر اللهُ أمراً جعله ينسحب
فلا زالتْ تستغفر الله لعلّ الله أن يتوب عليها
عسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنه = له كل يومٍ في خليقته أمرُ
و رجُلٌ
كان يملك كثير مال و يعيش في هناء، لكن غرتْه تجارة الأسهم؛ فدخل فيها دون أن يراعي هذا حلال و هذا حرام
فابتلاه الله و ذهب ماله و أصبح يشكو الندامة ..
و هذه عائلةٌ فقيرة
أتى إليها أحد المشايخ بمالِ صدقة، فلمّا اقترب من الباب سمع صوتُ الغناء يلجلج في البيت
فذهب بماله و قال: والله لا أعطيهم مالاً يستعينون به على معصية
فحُرموا من رزقهم بسبب المعصية
و غيرها من القصص الكثير التي تبيّن أثر المعصية في ذهاب الأرزاق
و لا عجَب فالرزّاق سبحانه يقول
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} الشورى
فالحمد لله الذي يعفو عن كثير و إلا لأهلكتنا ذنوبنا ..
قال ابن القيّم في كتاب الداء و الدواء:
" و
قد رتّب اللهُ سبحانه حصولَ الخيراتِ في الدنيا و الآخرة و حصولَ الشرورِ في الدنيا و الآخرة في كتابهِ؛ على الأعمالِ ترتّب الجزاء على الشرط، و المعلول على العِلة، و المُسبب على السبب، و هذا في القرآن يزيد على ألْفِ موضع " أ هـ.
و ربما كان في المَنعِ خيراً، فلولا المنع لمَا ألححتَ على الله بالدعاء.
ربما أنك كنتَ تدعو الله بالرزق، فلمّا رزقك الله ثم عصيتَه سبحانه رُفِعَ ذلك الرزق، فأصبحتَ أشدَّ ما تكونُ حاجتك له ..
ففي دعائكَ الأوّل لم تتذوقْ حلاوة الرِزق و إنما كنت تلعقُ مرارة الحِرمان
أمّا في دعائكَ الثاني فأنتَ تدعو و قد ذقتَ الحلاوة ثم حُرمتَ منها
فدعاؤكَ سيكون أقوى، و تضرعك أشدّ، و إظهار الفقر و قلة الحيلة و الذُل ستكون أعظم.
و لا تيأس أن يردَّ اللهُ لك ذلك الرِزق و قد يزيد فيه ..
سألتُ الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام الحرم المكي السؤال التالي:
في الحديث [و إن العبدَ ليُحرمَ الرزقَ بالذنب يصيبه]
سؤالي:
هل يعود ذلك الرزق إذا تاب و استغفر صاحبه، أم أنه يُحرمُ منه طول عمره؟؟
فأجاب فضيلته - حفظه الله و بارك الله فيه و في علمه -:
إ
ذا أصلحَ العبدُ ما بينه و بين الله أصلحَ اللهُ له كل شيء
و قد يعود له نفْس ذلك الرزق أو يخلفُ الله له خيراً منه، و قد يكونُ الخيرُ في غيره.
فلا تيأس و لا تجزع
و الزم الاستغفار، و أكثر من قولك " لا حول و لا قوة إلا بالله "
فقد قال عنها ابن تيمية - رحمه الله -: " و ليكثرَ العبدُ من قول لا حول و لا قوة إلا بالله، فإن بها يُحملُ الأثقال، و يُكابدُ الأهوال و يُنال رفيع الأحوال "
و إني لأرجو الله حتى كأنني = أرى بجميلِ الصَبرِ ما اللهُ صانعُ
فاللهم اعفُ عنا و اغفر لنا إسرافنا في أمرنا و لا تحرمنا ارزاقنا بذنوبنا يا أرحم الراحمين.
ـ[فتون]ــــــــ[12 - 06 - 2010, 01:43 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[الخبراني]ــــــــ[12 - 06 - 2010, 12:07 م]ـ
شكرا فتون على المرور
ـ[ساري في نهاري]ــــــــ[12 - 06 - 2010, 01:07 م]ـ
أشكرك حبينا على هذه اللطائف و جعلها في ميزان حسناتك
اللهم اجعلنا لك ذاكرين أواهين منيبين
اللهم حبب إلينا الإيمان و زينه في قلوبنا و كره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان و اجعلنا من الراشدين
و النبي صلى الله عليه و سلم يقول
[من لَزِمَ الاستغفار، جعل الله له من كل همٍ فَرجا، و من كل ضيقٍ مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب].
الحديث ضعيف و الأجدر أن يروى بالتمريض لا بالجزم
اللهم اغفر ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته
جزاك الله بكل حرف حسنة إلى عشرٍ إلى مئةٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ و الله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم
¥