[شيء عن الأصمعي]
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 04:21 م]ـ
كنت قد انتقيت بعض أخبار الأصمعي في بعض التراجم فأحببت أن أشارك فيما أنتقيته لنفسي لتعم الفائدة.
الأصمعي هو الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب، لسان العرب، أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع
ولد سنة بضع وعشرين ومئة.
قال الأصمعي: قال لي شعبة: لو تفرغت لجئتك.
وقال ثعلب: قيل للأصمعي: كيف حفظت ونسوا؟ قال: درست وتركوا.
وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
وقال محمد بن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مئتي بيت، ما فيها بيت عرفناه.
وقال الشافعي: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي
وقال أبو داود السنجي: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله عليه السلام: "من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار".
وقال نصر الجهضمي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث، كما يتقي أن يفسر القرآن
وقال أبو العيناء: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل ابن الربيع، فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قلت: جلد، فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلدا، فأمر بإحضار الكتابين، وأحضر فرسا، فقال لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا، وضع يدك على موضع موضع، قال: لست ببيطار، إنما هذا شيء أخذته من العرب، فقال لي: قم فضع يدك، فقمت، فحسرت عن ذراعي وساقي، ثم وثبت، فأخذت بأذن الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء، وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، فأمر لي بالفرس، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته ..
وكان ذا حجة في المناظر
يروى أنه سأل الكسائي بحضرة الرشيد، في قول الشاعر:
قُتِل ابنُ عفَّانَ الخَلِيفةُ مُحْرِما ... فدعا فلم أرَ مِثْله مخْذولا
فقال الكسائي: كان محرما بالحج.
فقال الأصمعي: فقول الآخر:
قَتَلُوا كِسْرى بِليْلٍ مُحْرِما ... فَتولَّى لم يُمتَّعْ بِكفنْ
أكان محرما بالحج؟! فقال الرشيد للكسائي: يا عليّ، إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي. قوله محرما كان في حرمة الإسلام. قال الأصمعي: ومن ثم قيل مسلم محرمٌ أي لم يحل من نفسه شيئا يوجب القتل وقوله محرما في كسرى يعني حرمة العهد الذي كان له في أعناق أصحابه.
وكان الرشيد يسميه شيطان الشعر.
قال عيسى بن إسماعيل: رأيت رجلاً يقرأ على الأصمعي، فيغلط فلا يغير عليه، فقلت له: مالك لا تُغيِّر عليه؟ فقال: لو علمت أنه يفلح لغيرت عليه.
قال الأصمعي: رآني أعرابي وأنا أكتب كل ما يقول فقال: ما تدع شيئا إلا نمصته. أي نتفته. وقال له بعض الأعراب وقد رآه يكتب: كل شيء ما أنت إلا الحفظة تكتب لفظ اللفظة. وقال له آخر: أنت حتف الكلمة الشرود.
مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومئتين. ويقال: عاش ثمانيا وثمانين سنة، رحمه الله.
وقد أثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة.
وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة، وأكثر تواليفه مختصرات، وقد فقد أكثرها، فرحمه الله رحمة واسعة.
ـ[الحطيئة]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 05:02 م]ـ
رحمه الله , و أحسن إليك
و كفى بثناء الإمام أحمد تزكية للرجل
و ليتك أخي أطلت النفَس - و قد أمكنك ذلك - فيما تصديت له؛ فقد أعجبني عرضك , لولا القصر!
ـ[همبريالي]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 07:23 م]ـ
هو الأديب الألمعي رحمه الله
***********
جزاك الله خيرا على انتقائك
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 07:26 م]ـ
رحمه الله , و أحسن إليك
و كفى بثناء الإمام أحمد تزكية للرجل
و ليتك أخي أطلت النفَس - و قد أمكنك ذلك - فيما تصديت له؛ فقد أعجبني عرضك , لولا القصر!
أشكرك أخي أبا مليكة على هذا المرور
خشيت السآمة على القارئ من الإطالة. ولعل حفظ شيء من عيون أخبار السلف, وذكرها في المناسبات خير من الإطالة التي ينسي آخر الحديث أوله.
ـ[المراغي]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 10:24 م]ـ
أخي الكريم أبا عبدالعزيز ..
غفر الله للأموات وبارك في الأحياء.
أنا مع أخي أبي مليكة في أن الموضوع لا شك سيعجب كل قارئ، حتى أولئك الذين لا يعرفونه، طالما أن الحديث عن الأصمعي ..
فمواقفه حلوة وكلامه فيه من الحكمة والتندر كثير.
كنت أتمنى أن تجعل الموضوع على مراحل وتركت خبر وفاته لآخر جزء.
فشكرا لك على الموضوع وبارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[12 - 07 - 2010, 12:13 ص]ـ
أخي الكريم أبا عبدالعزيز ..
غفر الله للأموات وبارك في الأحياء.
أنا مع أخي أبي مليكة في أن الموضوع لا شك سيعجب كل قارئ، حتى أولئك الذين لا يعرفونه، طالما أن الحديث عن الأصمعي ..
فمواقفه حلوة وكلامه فيه من الحكمة والتندر كثير.
كنت أتمنى أن تجعل الموضوع على مراحل وتركت خبر وفاته لآخر جزء.
فشكرا لك على الموضوع وبارك الله فيك أخي الكريم.
بارك الله فيك أخي أبا عبدالله. ما ذكره أخونا أبو مليكة جعلني أفكر في عرض ترجمة للمُبَرَّزين من علماء اللغة, ثم كان مروركم سببا لأن تكون تلك الفكرة عزيمة.
لعلي في المستقبل آخذ عَلماً من أعلام اللغة, ونذكر من خبره ما تُشحذ به الهمم. وترتقي به النفوس إلى أعالي القمم.
لكن هل المناسب أن نجعل ذلك على مراحل أو نذكر أكثر ما نقف عليه في مشاركة واحدة.
وإن أذنتوا لي أن أجعل مقدمة في المشاركة القادمة عن أهمية القراءة في سير المتقدمين, وذكر بعض ما ألِّف في هذا الباب.