[ما من مؤمن إلا و له ذنب يعتاده ...]
ـ[الخبراني]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 12:08 م]ـ
[ما من مؤمن إلا و له ذنب يعتاده ...]
وطلب الوصول إلى حالة السّلامة الكاملة من الذّنوب، وهذا محال.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسَّاء، إذا ذكر ذكر "
إسناده صحيح رجاله ثقات - السلسلة الصحيحة 2276
لأنّ جنس الذّنب لا يسلم منه بشر، وكون المؤمن يجعل هذا غايته فهو يطلب المستحيل،
إلاّ أن يجعلها غاية مطلوب منه تحقيق أقرب النّتائج إليها.
فالله تعالى خلق الإنسان في هذه الحياة وجعل له أجلاً يكتسب فيه الصّالحات،
فمن قدم على الله بميزان حسنات راجح فهو النّاجي إن شاء الله تعالى، بغضّ النّظر عمّا وقع فيه من السّيّئات إذا كان موحّداً.
ومن يرى نصوص الكتاب والسنه يدرك بجلاء أنّ مراد الله تعالى من العبد ليس مجرّد السّلامة من المخالفة،
بل المراد بقاء العلاقة بين العبد وربّه بمعنى:
أن يطيعه العبد فيُؤجر، ويذنب فيستغفر، وينعم عليه فيشكر، ويقتّر عليه فيدعوه ويطلب منه، ويضيّق أكثر فيلجأ ويضطر ..
وورد أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم لولا أنّكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر الله لهم) أخرجه مسلم في التّوبة.
ولهذا كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع سلامته من الذّنوب يكثر من أن يستغفر.
فينبغي أن لا يشغل العبد نفسه في الحرص على الكمال والسّلامة من الذّنوب لأن هذا شيء محال ..
فيقع به في الفتور واليأس .. إذا ظنّ أنّ هذا غاية التّديّن وهدف الالتزام بالدّين ..
فلنتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: (سدّدوا وقاربوا وأبشروا) رواه البخاري في صحيحه.
فإنّ فيه معنىً لطيفاً يقطع الطّمع على المؤمن أن يبلغ حقيقة التّديّن والقيام بحقوق الله تعالى،
بل المطالبة أن يسدّد العبد وأن يقارب فكأنّ الإصابة غير ممكنة ..
ولكن كلّما كان سهم العبد أقرب إلى الإصابة فهو أقرب للسّلامة ..
إذا وطّن العبد نفسه على التّوبة من الذّنب كلّما وقع فيه سكنت نفسه عن التّطلّع للوقوع في الخطأ ..
أو أضعفت أثر الذّنب في النّفس، فالتّوبة لا يقوم بوجهها شيء من الذّنوب والخطايا بالغاً ما بلغ ..
إذا صدق العبد فيها، وذاق قلبه حرقة النّدم وألم الحسرة من زلّة الذّنب.
وإذا عرف ربّك منك تكرار التّوبة وتعاهدها فلا أثر لذنبك بعد ذلك أبداً.وإذا عرف إبليس منك كثرة التّوبة وتعاهدها قنط وأيس منك.
فأهلِك إبليس بتعاهد التّوبة في كلّ وقت وإن كثرت، فإنّ الله لا يملّ منها كما يملّ ابن آدم ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنّ رجلاً أذنب ذنباً فقال: أي ربّ أذنبت ذنباً فاغفر لي،فقال: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثمّ أذنب ذنباً آخر، فقال: ربّ إنّي عملت ذنباً فاغفر لي، فقال: علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي، ثمّ عمل ذنباً آخر فقال: ربّ إنّي عملت ذنباً آخر فاغفر لي، فقال الله تبارك وتعالى: علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به، أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء) أخرجه البخاري.
ـ[العتيق ب]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 01:42 م]ـ
كلام صحيح أخي لكن لا يجعل هذا عذرا لانتهاك حرمات الله .... مع العلم أن ذنوب المقربين هي غير ذنوب الفجار ... والمؤمن ينظر إلى ذنبه مثل الجبل يكاد يقع عليه .. والمنافق كأن ذنبه ذبابة تكون قبل وجهه فيقول لها هكذا ... اللهم رحمتك.
ـ[الخبراني]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 03:15 م]ـ
كلام صحيح اخي لكن لايجعل هذا عذرا لانتهاك حرمات الله .... مع العلم ان ذنوب المقربين هي غير ذنوب الفجار ... والمؤمن ينظر الى ذنبه مثل الجبل يكاد يقع عليه .. والمنافق كأن ذنبه ذبابة تكون قبل وجهه فيقول لها هكذا ... اللهم رحمتك.
كلامك جميل وأنا معك وهو الصحيح
ولكن أنا لم ألتمس لمن يفعل المعاصي عذرا!!!!؟
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 03:38 م]ـ
أحسنت الإختيار يا خبرانى
رّب ذنب يورث فى القلب ذل أفضل من عبادة تورث فيه كبر
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[10 - 07 - 2010, 02:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد
فالنصوص الشرعية مليئة بالأحاديث التي فيها الترغيب والترهيب والمبينة لفضل الله وحلمه. إلا أنه لكل مقام مقال, وليس كل ما يعلم يقال. فالناس في مذاهبهم وإدراكهم طرائق قددا, فهناك القانط الذي لا تزيده نصوص الترهيب إلا قنوطا, وهناك الآمن من مكر الله فلا تزيده الأحاديث التي فيها بيان فضل الله وسعة رحمته إلا تماديا في باطله. لأن من الناس من إذا سمع مثل هذا الحديث اتكل, وبقي على ما هو عليه من الزلل. ولذلك حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل " وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا" قال معاذ أفلا أبشر الناس فقال رسول الله " لا تبشرهم فيتكلوا"
وليس هذا من كتم العلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بكتم ما كان سببا للاتكال. فالمقصود أنه إذا علمنا حال بعض الناس أنهم قد يتكلون على أعمالهم بسبب بعض النصوص فإننا لا نذكرها لهم, وكذلك الحال إذا جهلنا حالهم لأنه قد يكون بينهم من هو كذلك.
قال علي رضي الله عنه: "إن الفقيه حق الفقيه هو الذي لا يُقَنِّطُ الناس من رحمة الله, ولا يرخص لهم في معصية الله."
فالإنسان يستطيع بالنصوص الشرعية أن يقنط الناس من رحمة الله, أو يرخص لهم في معصية الله.
والمؤمن ينبغي أن يكون بين الخوف والرجاء فإذا وقع في معصية غلّب جانب الخوف , وإذا مرض وخشي الموت غلب جانب الرجاء. فالخوف والرجاء للمؤمن كالجناحين للطائر.
فمثل هذا الحديث لا ينبغي أن يساق في كل محفل, ويوضع بين يدي من يجهل , كما أنه لا ينبغي كتمه على كل حال. فالعاقل يقدر المصلحة في ذلك فليس العاقل هو الذي يعرف الخير من الشر بل هو الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرين.
وأرجو ألّا أكون أطلت.
¥