تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نكتب حتّى نموت أو لتعود (مدينة بيسان المحتلة)

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[26 - 05 - 2010, 05:35 ص]ـ

تحيا فلسطين

نكتب حتّى تعود أو لنموت , والفرق بين تقديم الموت في العنوان وتأخيره في باطن الموضوع , كالفرق بين السلام الحرب أو الحرب السلام , بتنا عاجزين عن أداء ركعة واحدة في المسجد الأقصى مسرى آخر الأنبياء , فلسطين تلك الأرض المقدسة مهد الأنبياء وزهرة مدائن الدنيا , فوجدتُ وجوب تعلم التأريخ وحفظه كما يحفظ القرآن والشعر والأدب , وأن تأخذ فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام المحتلة المغتصبة , حقها في قلوبنا وعقولنا أكثر فأكثر , فلا يكفي تعليق صورة لمسجد قبة الصخرة , ويحسبه الجهلة أو هؤلاء الذين لم يدرسوا حتى تاريخ بلدتهم التي يقيمون فيها المسجد الأقصى , ومن هنا يبدأ التهويد , ومن رحم الجهل والخمول يولد الضياع وتدخل فلسطين بتاريخها إلى طي النسيان , كما دخلت الأندلس وباتت بعد عمرانها وتهذيب أهلها وتعليم عقولها مجرد كلمة , كلمة فحسب " الفردوس المفقود " , وهذا هو دورنا الحقيقي في الحياة حفظ ما يجب حفظه بل والإلحاح فيه والتذكير به دائماً من الأمور المستحبة , وإلا سنجد أنفسنا مع الوقت لا نفرق بين كلمة فلسطين على الخريطة الحقيقة , واسرائيل على الخريطة المزيفة , بعيداً عن الديباج المرصع , إن إعادة نشر وإظهار ما تم سلبه هو بمثابة بث الأمل في نفوس أهلنا بتلك الأراضي المقدسة , بل وفي أنفسنا , وإلا فكفانا كلاماً وكفانا شعراً وأدباً مالم يصب في بوتقة القضية الفلسطينية قضيتنا الفلسطينة , لهذا فإن ذلك الملف كُتب بإذن الله ولن أتركه ماحييت , أو حتى تعود لنا فلسطين , وفي إيجاز إن شاء الله سأستعرض معكم تلك المدن الفلسطينة والقرى التي دنست ودمرت من قبل هؤلاء الصهاينة , تحيا فلسطين تحيا فلسطين تحيا فلسطين.

مدينة بيسان المحتلة

تقع مدينة بيسان في القسم الشمالي من فلسطين، في الزاوية الجنوبية الشرقية منه، عند التقاء دائرة عرض 32.30 شمالاً، وخط طول 35.30 شرقاً، وقد ساهم الموقع الجغرافي لمدينة بيسان في النشأة الأولى للمدينة، لأنها نشأت فوق أقدام الحافة الغربية للغور، ويعد سهل بيسان حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل مرج ابن عامر غرباً، وتبعد عن القدس 127 كم، ونابلس 36 كم، وجنين 33 كم، كما تشرف على ممر وادي جالود إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج بن عامر وكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر وكانت معبراً للغزوات الحربية، ولهذا كانت بيسان تتصدى لهذه الهجمات من خلال موقعها كحارس على خط الدفاع الأول من المناطق الزراعية الخصبة في سهل مرج بن عامر والسهل الساحلي لفلسطين، واستمرت المدينة بعد نشأتها في جذب الطرق إليها حيث ارتبطت بشبكة مواصلات هامة,.

وحملت بيسان الاسم الكنعاني (بيت شان) وتعنى بيت الإله شان أو بيت السكون، أما الاغريق فقد سموها سكيثوبوليس وحملت اسماً آخراً وهو نيسا.

وكان هناك اتصال بين شان ومصر، حيث عثر على فخار من بيت شان في مصر، وهو الفخار ذو الأيدي المموجة، ويعود تاريخه إلى عصر ما قبل الأسر المصرية ومع الزمن حوّر اسمها وأصبح بيسان؛

بيسان عبر التاريخ

يعود تاريخ المدينة إلى العام 4000 قبل الميلاد، كما دلت الحفريات التي جرت في الفترة بين عامي 1925 - 1933 في موقع تل الحصن.

وقد تعاقبت على هذه المدينة العديد من الأمم التي أسهمت في تراوح الحياة في المدينة بين الازدهار والانحطاط.

في القرن الخامس عشر قبل الميلاد دخلت بيسان تحت الحكم المصري وأصبحت من أقوى المواقع المصرية في أسيا، ومازالت أثار المصريين القدماء ظاهرة للعيان هناك.

في القرن الرابع قبل الميلاد خضعت للحكم اليوناني وأصبحت من أهم المدن الفلسطينية ثم دخلت تحت الحكم الروماني وأصبحت مدينة بيسان زعيمة المدن العشر "ديكابولس" ومركزاً تجارياً هاماً تمر القوافل التجارية منها في طريقها إلى الأردن، ومازالت الآثار الرومانية ماثلة للعيان مثل المدرج الروماني في تل الحصن وقناطر الجسر الروماني فوق سيل الجالود كما أصبحت بيسان في العهد البيزنطى مركزاً لابرشية كان لممثلها دورٌ بارز في مجمع نيفية الديني، مازالت آثار هذا العهد قائمة في دير يتألف من ثلاث غرف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير