تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مَاذا لَو تََمرَّدتَ

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[12 - 07 - 2010, 02:28 م]ـ

مَاذا لَو تََمرَّدتَ

ألا تسأل هذا السؤال حتى لو همساً!!

ألا تجهر به إن كنت من هؤلاء الشجعان!!

ألا تفكر كيف الوصول إلى دربه والعيش معه!!

أتعرف أن أي سبيل يؤدي إلى الخوف أنت صانعه

وبالتالي تعلم أنك لست مسلوب الإرادة!!

وتعلم أن قدرك لا يُمكن لأحدٍ أن يَمسّه؛

إلا الله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد!!

إذن ماذا لو تمرَّدتَ

أو بمعنى أحرى: لماذا لا تتمرَّد؛

تلك الصورة المفقودة في نهج حياتنا ونمط الشخصية المسلمة العربية بوجه خاص والعربية الإنسانية بوجه عام , مبنيّة ٌ مِن واقع فعلي؛ تمثلت في عدة قواعد لا شواذ فيها؛

أولاً: الإنسان حرٌ في ذاته حرٌ في الذوات الأخرى بما مُنحَ مِن سلطة مُطلقة مِن قبل الله عز وجل في حالة جلب المنفعة لنفسه ولغيره؛

ثانياً: الإنسان حرٌ في ذاته مُقيَّدٌ في ذوات الآخرين إن جلب المنفعة لنفسه دونهم؛

ثالثاً: الإنسان مقيدٌ في نفسه مُقيدٌ في الآخرين إن كان العجز هو الحبل الموصول بينهم؛

رابعاً: الإنسان مسوق من قبل غيره فتكون منفعته أو ضرّه بين يدي من ساقه.

وكي لا يحدث استغلاقٌ , وحتى لا أضرب عميقاً في دروب أمانيّ , فتظنون أني أناقش أحلاماً لا مكان لها إلا في فلوات خيالي , دعونا نقترب أكثر من الفكرة لتكون من واقع ملموس محسوس سقفه السماء وشمسه تلك الواقعة في درب اللبانة وأنجمه الزهرة وسهيل وقمره الداخل في مدار الجاذبية الأرضية , أمَّا عن نهاره وليله مع اختلاف التوقيت فعند كل منكم الآن نهارٌ وعند الآخر ليل , أو عند كليكما الاثنين معاً إن كان هناك غسق أو شفق لغروب أو لشروق.

يقولون أن أعظمَ فاتحٍ في التاريخ خرج من أمة مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ كان الفاروق رضوان الله عليه , والبعض يقول بل هارون الرشيد رحمة الله عليه , وهناك رأيٌ ثالث يقول أن مُحمداً بن أبي عامرٍ الأندلسي الملقب بالملك المنصور هو حامل هذا اللقب لأنه غزواته تخططت الخمسين غزوة دون هزيمة تُذكر , فيرد أحدهم متمسكاً برأيه أن نورَ الدين محمود آل زنكي وصلاح الدين الأيوبي يتقاسمان هذا

وإن نظرنا إلى القياس نجد أن مشكلتنا الحقيقة ليست في التصنيف أو مَن أعظم مِن مَن , أو مَن فتح أكثر مِن مَن أو مَن غزى أكثر مِن مَن , إنما في أنفسنا نحن القاصرة وعقولنا الآفلة , حيث أن كل الأشياء عندنا مبنية على مبدأ "الأفضل والأسوأ"؛

لكن فكرة أن يكون هناك الأفضل فالأفضل أو الأسوأ فالأسوأ,

تلك معضلة ذكية لا يعرفها أكثرنا جيداً إلا قليلاً رحمهم الله

, كيف: الأمرُ في غاية اليسر بعيداً عن التعقيد والسفسطة.

أمير المؤمنين الفاروق وهو ثاني خلفاء خاتم الأنبياء والذي بموته فتحت أبواب الفتنة على مصرعيها في تلك الأمة التي مزقت بسبب الفتن ومازالت , ما يُنسب إليه من فتوحات هي الأعظم والسبب , أنها محت ممالك الفرس المترامية , ودكت معاقل الروم في الشرق العربي , لهذا قد كانت معارك فاصلة , والأكبر من هذا فتح بيت المقدس (يسر الله للأمة من يعيده) , وبهذا إن كان أبا حفص رضي الله عنه هو الأفضل , فلا يعني هذا أن بقية الأمراء والسلاطين والملوك بتعدد غزواتهم وفتوحاتهم لا شيئا , إنما وفقهم واستعملهم الله جميعاً للإسلام منذ المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام , وحتى آخر ملك عادل أو سلطان ناصر لهذا الدين قد كان , إنما هم جميعاً كحلقة تحيط كوكباً من كل جوانبه فلا يدخل شهاب إلا واحترق ولا يدخل نجمٌ إلا واندثر , فهم الحلقة والإسلام الكوكب ولكل منهم فضل أنعم الله به عليه مع حفظ المكانة والمنزلة دنيا وآخرة للسابقين الأولين.

نعود من تلك اللمحات السريعة ونقول , إن تمردنا ليس تمرداً سياسياً وليس هذا هو المُراد , إنّما قمتُ بربط هذه الأشياء ببعضها البعض لنعلم أن تفرد هؤلاء رضي الله عنهم جميعاً ورحمهم , ليس تفرداً قد جاء من الهواء وحل في خواء , إنما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير