تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مدة قصر الصلاة في السفر]

ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[03 - 08 - 2010, 06:04 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[مدة قصر الصلاة في السفر]

سؤال:

قرأت في بعض الساحات التي لا تنتمي لأهل السنة والجماعة الخلاصة التالية حول موضوع الصلاة في السفر ... وقد طلب مني أحد الإخوة بيان رأي أهل السنة والجماعة في هذه المسألة ..

وقد قال الباحث في خلاصته:

يدل ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الثابتة على بقاء حكم قصر الصلاة في السفر مهما كانت مدة المكث، إذ الأصل الأخذ بالعام على عمومه والمطلق على إطلاقه ما لم يرد دليل صالح للاستدلال يخصص ذلك العموم أو يقيد ذلك الإطلاق، ولم يأت القائلون بخلاف هذا القول بما يصلح للحُجة وينهض للاستدلال؛ عدى بعض الأحاديث الضعيفة والآثار الواهية وبعض الأدلة التي لا تدل على الموضوع لا من بعيد ولا من قريب. هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الجواب:

أما السؤال الذي أوردته أقول:

هذه المسألة - وهي مدة قصر الصلاة في السفر - اختلف فيها أهل العلم على أقوال كثيرة تصل إلى أكثر من عشرين قولا وسأذكر أهمها:

1) إذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه يتم الصلاة.

وهذا مذهب الحنابلة.

واستدلوا بحديث جابر - رضي الله عنهما -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة صبيحة رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج ....

رواه البخاري (2505) ومسلم (1216).

قال الشيخ ابن عثيمين في رسالة قصر الصلاة (ص50) في رد هذا القول:

أما وجه منعهما شرعا: فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة في حجة الوداع عشرة أيام ... وأقام بها في غزوة الفتح تسعة عشر يوما، وأقام بتبوك عشرين وكان يقصر الصلاة مع هذه الإقامات المختلفة.

وأما وجه منعها عرفا: فإن الناس يقولون في الحاج إنه مسافر، وإن كان قد سافر أول ذي الحجة، ويقولون للمسافر للدراسة إنه مسافر للدراسة في الخارج، ونحو ذلك.ا. هـ.

2) إذا نوى الإقامة أربعة أيام فأكثر فإنه يلزمه الإتمام لكن لا يحسب منها يوم الدخول ويوم الخروج.

وهذا مذهب الشافعية والمالكية.

واستدلوا بأنه مروي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.

3) إذا نوى الإقامة أكثر من خمسة عشر يوما أتم وإذا نوى دونها قصر.

وهذا مذهب الحنفية، وهو قول الثوري والمزني.

واستدلوا بما روي عن ابن عباس وابن عمر أنهما قالا: إذا قدمت بلدة وأنت مسافر وفي نفسك أن تقيم خمسة عشر يوما فأكمل الصلاة.

4) أنه يقصر ما لم ينو الاستيطان أو الإقامة المطلقة.

وهذا ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن صالح العثيمين.

ودليلهم في ذلك:

- إطلاق الأدلة كقوله تعالى: " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ".

قال الشيخ محمد العثيمين في الشرح الممتع (4/ 533):

فقوله تعالى: " إذا ضربتم في الأرض " عام يشمل كل ضارب، ومن المعلوم أن الضرب في الأرض أحيانا يحتاج إلى مدة.ا. هـ.

- حديث أنس - رضي الله عنه - قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجع إلى المدينة. متفق عليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على القائلين بالتحديد (24/ 137):

وأيضا فمن جعل للمقام حدا من الأيام: إما ثلاثة، وإما أربعة، وإما عشرة، وإما اثني عشر، وإما خمسة عشر فإنه قال قولا لا دليل عليه.ا. هـ.

والله أعلم.


مجرد مشاركة من مجرد إنسان

المسافرون لهم ثلاث حالات:
الأولى: أن ينووا الإقامة المطلقة في بلاد الغربة كالعمال المقيمين للعمل، والتجار المقيمين للتجارة، ونحوهم ممن عزم على الإقامة إلا لسبب يقتضي نزوحهم، فهؤلاء حكمهم حكم المستوطنين من وجوب الصوم وإتمام الصلاة وغير ذلك.

الثانية: أن ينووا إقامة لغرض معين غير مقيدة بزمن، فمتى انتهى غرضهم عادوا إلى أوطانهم كمن قدم لمراجعة دائرة حكومية، أو لبيع سلعة أو شرائها، فهؤلاء حكمهم حكم المسافرين على المذهب، وحكاه ابن المنذر إجماعا، لكن لو ظن هؤلاء أن غرضهم لا ينتهي إلا بعد أربعة أيام ففيه خلاف سيأتي في الحالة الثالثة.

الثالثة: أن ينووا إقامة لغرض معين مقيدة بزمن، متى انتهى غرضهم عادوا إلى أوطانهم، فقد اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال:
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير