سئل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا:
فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.
وقال بعض السلف:
من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سره أصلح الله علانيته.
وقد قال الشاعر واصفا هذه الدنيا:
هي الدار دار الأذى والقذى ..... ودار الفناء ودار الغير
فلو نلتها بحذافيرها ...... لمت ولم تقض منها الوطر
أيا من يؤمل طول الخلود ..... وطول الخلود عليه ضرر
إذا أنت شبت وبان الشباب ..... فلا خير في العيش بعد الكبر
وأرجو أن تسمحي لي أختي العزيزة: الباحثة بوضع هذه القصة التي أعجبتني ومفادها:
في يوم من الأيام
كان هناك رجل مسافر في رحلة مع زوجته وأولاده
وفى الطريق قابل شخصا واقفا فسأله
من أنت؟
قال:
أنا المال
فسأل الرجل زوجته وأولاده
هل ندعه يركب معنا؟
فقالوا جميعا
نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء
وأن نمتلك أي شيء نريده
فركب معهم المال
وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر
فسأله الأب: من أنت؟
فقال:
أنا السلطة والمنصب
فسأل الأب زوجته وأولاده
هل ندعه يركب معنا؟
فأجابوا جميعا بصوت واحد
نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب نستطيع أن نفعل أي شيء وأن نمتلك أي شيء نريده
فركب معهم السلطة والمنصب
وسارت السيارة تكمل رحلتها
وهكذا قابل أشخاص كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا
حتى قابلوا شخصا
فسأله الأب
من أنت؟
قال
أنا الدين
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد
ليس هذا وقته؟!
نحن نريد الدنيا ومتاعها
والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا
و سنتعب في الالتزام بتعاليمه
و حلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام
و و و وسيشق ذلك علينا
ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها
وفجأة وجدوا على الطريق
نقطة تفتيش
وكلمة قف
ووجدوا رجلا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة
فقال الرجل للأب
انتهت الرحلة بالنسبة لك
وعليك أن تنزل وتذهب معي فوجم الأب في ذهول ولم ينطق، فقال له الرجل
أنا أفتش عن الدين ...... هل معك الدين؟
فقال الأب
لا
لقد تركته على بعد مسافة قليلة
فدعنى أرجع وآتى به
فقال له الرجل
أنك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل
فقال الأب
ولكنني معى في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة
والاولاد
و .. و .. و .. و
فقال له الرجل
أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا
وستترك كل هذا
وما كان لينفعك إلا الدين الذى تركته في الطريق
فسأله الأب
من أنت؟
قال الرجل:
أنا الموت
الذى كنت غافل عنه ولم تعمل حسابه
ونظر الأب للسيارة
فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه
وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الاولاد والمال والسلطة
ولم ينزل معه أحد
قال تعالى:
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
وقال الله تعالى:
كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
أسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعا / اللهم آمين.
والله الموفق
أختي الحبيبة الزهرة المتفائلة
ما أروع ماأضفته من قصص وعبر
شكراً لك غاليتي وبارك الله فيك
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[04 - 06 - 2010, 03:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجعلها في موازين حسناتك
وأكتفي
(الدنيا ثانية فأجعلها فانية)
وثقل موازين حسناتك دائماً بالشكر والاستغفار
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة
شكراً لك وبارك الله فيك أخي الخبراني
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[04 - 06 - 2010, 03:43 ص]ـ
حكاية من كتاب مكاشفة القلوب لأبي حامدٍ الغزالي حجة الإسلام, رحمه الله
مرّ عيسى عليه السلام بشاب يسقى بستاناً , فقال الشاب لعيسى , سل ربك أن يرزقني محبته مثقال ذرة , فقال عيسى: عليه السلام , لا تطيق مقدار ذرة , فقال: نصف ذرة , فقال سيدنا عيسى عليه السلام , يارب ارزقه نصف ذرة من محبتك , ومضي عيسى عليه السلام ,
فلما كان بعد مدة طويلة مرّ بمحمل ذلك الشاب , فسأل عنه , فقالوا: جُنّ , وذهب إلى الجبال , فدعا اللهَ عيسى عليه السلام , أن يريه إياه , فرآه بين الجبال فوجده قائماً على صخرة شاخصاً طرفه إلى السماء , فسلم عليه عيسى عليه السلام , فلم يرد عليه , فقال أنا عيسى , فأوحى اللهُ تعالى إلى عيسى: كيف يسمع كلام الآدميين من كان في قلبه مقدار نصف ذرة من محبتي , فوعزتي وجلالي لو قطعته بالمنشار لما علم بذلك ,
فسبحان رب العزة , ونأسف ممن يشتري المتاع القليل بالمتاع الأبدي الكثير , ونعجب ممن يترك الحب الحقيقي ويفضل عليه حباً مزيفا , بارك الله فيك أستاذتنا الباحثة على هذا النهل المبارك , جعله الله في موازين حسناتك , وأسعدك في الدارين آمين.
وأسعدك الله وأنالك ما تشتهي في الدنيا والآخرة أخي الكريم نور الدين
مرور رائع وإضافة مفيدة
بارك الله فيك