تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يلفت البعض الانتباه ـ محقاً ـ إلى وجود كشف للعورات في اللباس الرياضي، وهو أمرٌ يخالف الشريعة الإسلامية. ولكن هؤلاء لا ينتبهون أيضاً إلى أن آخرين يجدون موضوع كشف العورات غير متحقق، لأن عورة "الفخذ" للرجال مختلف فيها، ويستدلون خصوصاً بالمذهب المالكي في أحد أشهر رأييه الذي يحصر العورة بالسوأتين، وطبعاً يرددون الحديث الصحيح الذي يذكر انكشاف فخذ النبي أمام أبي بكر وعمر دون أن يغطيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يغطّه إلاّ لأجل حياء عثمان بن عفان ـ رضي الله عنهم ـ والخلاف في وصف هذا الشأن معروف.

لكن مسألة الاستدلال الفقهي لا تتوقف عند "كشف العورة" بالرغم من أنها أساسية في النقاش الفقهي إذا جاز لنا تسميته كذلك ـ إذ يذهب البعض أكثر من ذلك، فيرى مسألة "الاحتراف" والتفرغ للعب ما يناقض الشريعة الإسلامية إذ الوقت "هبةٌ من الله" سوف يسأل الإنسان عنها، واللعب ليس إلاّ تصرفاً بالمباح في أحسن أحواله، وهو ما يسميه العلماء "مباح في الجزء محرم في كل" (جرياً مع الإمام الشاطبي في مقاصد الشريعة) أي أن أيَّ فعل مباح يجب أن يبقى في حدود لا تطغى على كل الفعل الإنساني، فلدى الإنسان تكاليف كثيرة، حتى لو أداها فإن إهدار "الوقت" كله في غير "المفيد" (اللعب) هو مما يناقض مقاصد التشريع وأحكامه.

لكن هذا الموقف الفقهي يجد معارضةً لدى البعض الذين يرون في "اللعب" والتدريب عليه نفعاً "مادياً" و"بدنياً"، إذ يتحول اللعب إلى مهنة "نافعة" أي إلى عمل، من جهة يخدم الفطرة الإنسانية بتقديم المتعة المباحة (بدلاً من المحرمة) والتمتع بالطيبات وهو من صميم الإطار الشرعي الإسلامي، ومن جهة ثانية يتقوى بدنياً، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف (كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم) ويزيد هؤلاء نقاشهم استدلالاً بالسؤال: أليس التدرب على ركوب الخيل والسباق جائزًا شرعاً؟ (وهو عند البعض واجب!).

في كل الموقفين احتجاجات فقهية ممكنة المناقشة، لكن يجب الاعتراف بأن التشدد في مثل هذه المسائل له خطورة أكبر بكثير من التيسير، وريثما تحلُّ المسألة فقهياً يجب التعامل بكثير من التيسير والتلطف، إذ انشداد الناس إلى هذه اللعبة (وفي هذه الأيام خصوصاً) إذا ما تم الأخذ بالموقف المانع دون حكمة واعتبار للموقف الآخر سوف يشكل انطباعاً لديهم في "تحريم" الطيبات دون مراعاة لهذا السحر الذي تشيعه لعبة كرة القدم اليوم.

وحتى لو ثبت عدم الجواز، فثمة لدى الحنفية ما يعرف بقاعدة "عموم البلوى" وهي تعني دخول بعض الأفعال تحت دائرة العفو إذا شاعت إلى درجة يصبح من العسير تجنبها، ريثما يتم التمهيد لذلك لإيجاد الظروف المناسبة، وخصوصاً الآن هناك كوارث تجتاح العالم الإسلامي في أفغانستان وفلسطين، وإحباطات إلى حدّ الانفجار في كل مكان، فمن غير المعقول أن يتم حرمان هذه الشعوب من بعض التَّرويح، ولن يكون ذلك بالطبع على حساب نسيانهم لقضيتهم.

موقف ثقافي: التغريب

بعيداً عن السياسي والفقهي، قد يجد البعض أن "كرة القدم" التي ولدت في إنكلترة أي في الغرب الأوروبي، وتعميمها على العالم هو نوع من تعميم الثقافة الغربية على العالم، فكل الألعاب التي توجد في المجتمعات تحمل طابعها الثقافي. وفي حين، يشكل السباق (الخيل وغيره) في الثقافة الإسلامية أساس الألعاب التي يشترك فيها كل المسلمين، والتي تستمد من أصل عقدي هو الاستخلاف وإقامته بـ "التسابق على الخيرات" يقوم اللعب في "كرة القدم" على أساس الاستعمار والمنطق الإمبريالي العسكري، فالمباراة تكون على شكل هجومات ودفاعات وتسديد ضربات وتحقيق أهداف، وهو أمرٌ يشير إلى العقلية الغربية الاستعمارية، وشيوعها يساعد في شيوع روح العنف، ويمكن الاستدلال لذلك بأحداث العنف التي تسود المشجعين وخصوصاً في إنكلترة بلد المنشأ!

في الواقع أجد هذه الفكرة فيها بعض المصداقية، لكنها أيضاً تهمل إمكانية أخرى لقراءة هذه اللعبة، أعني يمكن قراءة لعبة "كرة القدم" على أنها صورة التدافع الإنساني، وأن وجود "حكم" وقوانين مرعية يحول دون تحول هذا التدافع (الذي يعترف به الإسلام كأساس لعمارة الأرض واستخلافها) إلى صراع وعنف، ولذلك يمكن أن تلخص "لعبة كرة القدم" مسيرة الشعوب الإنسانية على وجه الأرض!!.

عبد الرحمن الحاج - كاتب وباحث

محبكم وابنكم وأخوكم الخبراني

ـ[أبومحمدع]ــــــــ[14 - 06 - 2010, 04:25 م]ـ

لا اقول بالمؤامرة أقول بأن عمل حكوماتنا الدؤوب على توجيه أنظارنا نحو هذه اللعبة وجعلها قضية قومية وهامة بأهمية حاجة المواطن البسيط لحقوقه البسيطة المشروعة: عمل وتعليم و رعاية صحية و سكن.

وإن كانت هناك مؤامرة فالمؤامرة تبدأ من حكوماتنا علينا.:)

إذا أردنا التدقيق في المصطلح نقول إن العالم الثالث أعطى لهذه اللعبة أكثر مما تستحق.فلا توازن عندنا في الأولويات.

أما الغرب في عصرنا هذا هم أكثر توازنا في تعاملهم مع هذه اللعبة خاصة الحكومات فهم لا يتسامحون أن يخلط الوزراء في وظائفهم فلا يحق لهم أن تلههم الكرة عن مهامهم أما عندنا فهم يذهبون للتفرج هناك حيث اللاعبون:).هم لا يسمحون أن تبدد أموال الشعب الطائلة على هذه اللعبة كل شيء عندهم بمقابل. هم يوازنون بين التكاليف و المداخيل.

بمعنى إذا كانت تكلفة مشروع ما كذا فالمنتظر من هذا المشروع ذاك الكذا ويزيد وإلا فستكون كارثة في التخطيط والتنظيم عندهم.

أما نحن فلا يهم بدد المال العام.صور للشعب نصرا وهميا لم يتحقق بعد ولن يتحقق أبدا.وعندما يفيق الشعب من الحلم يظهر مشروع آخر (ليس من اهتمامات عامة الشعب) بتكاليف أخرى ولا يهم ما بعد المشروع.المهم أن نلهي الشعب:)

ما قلته سياسة (يعني خراب بيوت:)) هناك متحفظون وهناك رافضون وهناك مؤيدون لما كتبت:)

حييتم جميعا

حييت خبراني.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير