الثالث: أن تكون نظرتها نظرة غضب وتوتر مما حدث وهنا لا تحتاج إلا إلى اعتذار وتبرير يسير.
الرابع: أن تكون نظرتها نظرة تحسر على آنية القهوة الخزفية وهنا لن تحتاج إلا لشيء من التبرير واعتذار فقط.
وأيا كان موقفها ستجد أن المبررات لهذا الحادث الصغير غير مطلوبة طلبا لازما بل تذكر في معرض الاعتذار فقط وهذا يعطيك إشارة عن فكر المصاب بالتبرير فور وقوع الأخطاء وحينها ستعلم أن هذا الشخص لا يعتذر لك بل يعالج تأنيب الضمير الذي يعيشه في هذه اللحظة.
متى تكون المبررات مطلوبة ويلزم عرضها
المبررات لا تعرض بل تطلب فلو سألت عبد الله أختُه عن الأسباب لم يكن في يده إلا التبرير ولكنه بطلب المخاطب وهنا يصبح الوضع مقبولا والتبرير مطلوبا.
أيها المبررون
كثير من الناس لا يهمه تبريرك بقدر ما يهمه اعتذارك فكثير من الناس يزداد غضبه من المصاب بالتبرير بمجرد سرد المبررات مما يجعل المخاطب ينصرف عنه تماما ولا يعول عليه في شيء وعلى العكس فلو أن المبرر قدم اعتذاره فقط دون التبرير لما تطور الوضع إلى الأسوأ لذا يكفيك عناء البحث عن مبررات متخيلة كلمة اعتذار بأربعة حروف أو خمسة توفر عليكم طاقة التفكير والبحث عن مبررات.
كل الناس تخطئ وهذا ليس عيبا لأنه من طبيعة البشر ولذلك شرع الاستغفار عن الذنب وعرف الاعتذار عند الخطأ.
أعلم أن ما قلته لا يضرب على الوتر الحساس وهو تأنيب الضمير ولكن عقلية التبرير تدعو إلى المزيد من الأخطاء حتى يغرق فيه المبرر ولات حين مندم
اعلموا أن التبرير يقودكم إلى استحلال المحرمات وانتهاك المحظورات وأن تبريركم لأنفسكم لا يعذركم عند الناس فدائما هناك شخص يراكم مخطئين ولا يمكنكم أن تكونوا محقين دائما.
ماذا نفعل إن واجهنا مبررا
الأفضل تجاهله تماما حفاظا على الحالة النفسية من التعكير وارتفاع ضغط الدم أو إسكاته تماما بإخباره أنك غير محتاج لذكر المبررات.
أمثال شهيرة
برر آدم عليه السلام لنفسه بوسوسة الشيطان الأكل من الشجرة المحرمة فاستحل أكلها طمعا في الملكية أو الخلد فلو سلم من التبرير لما خرج من الجنة.
برر إبليس لنفسه الامتناع عن السجود فجنى على نفسه جناية الدهر
برر أحد ابني آدم لنفسه قتل أخيه فأصبح من النادمين
بررت ثمود لأنفسهم قتل الناقة فهلكوا
هذه أمثال لما يمكن أن يحدثه التبرير من مصائب على المصاب به فهل من معتبر
والمتأمل في حال الأمة اليوم يجد أن عقلية التبرير سيطرت على كل الطبقات وما وصلنا إليه من حال متردية إلا بسبب انسياقنا وراء المبررات التي نقتل بها الضمير كلما استفاق ونسكن بها الشعور بالألم ومن هذه المبررات الشهيرة الخوف والعجز مما جعل الأمة متجمدة في مكانها فلا تكاد تستثار همم الناس إلا بدم يراق ولكن حاليا حتى هذا لم يعد ينفع.
الخلاصة: المبرر لا يُخترع بل يقع ولا يغني عن الاعتذار وليس الاعتذار ذلا بل هو نبل ولكن اللئام لا يفهمون والأغبياء لا يفكرون في العواقب.
ـ[المجيبل]ــــــــ[22 - 06 - 2010, 11:30 ص]ـ
بارك الله فيكم أستاذ محمد
كلمات هامة تجعل قارئها يراجع مواقفه ويشخص حالته، أتمنى ألا تكون الحالة مستعصية وأن يكون هناك أمل في الشفاء.
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 06:45 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذ محمد
كلمات هامة تجعل قارئها يراجع مواقفه ويشخص حالته، أتمنى ألا تكون الحالة مستعصية وأن يكون هناك أمل في الشفاء.
جزاكم الله خيرا
أذكر مرة في عملي عندما حدث خطأ من أحد الزملاء أثار غضبي فما إن واجهته حتى قابلني باعتذار مباشر دون أي تبرير.
كان في نفسي كلام كثير لم أستطع قوله لأني لم أجد له حاجة بعد اعتذاره فقد أنهى المسألة مباشرة.
وأتخيل لو وقع في التبرير كم كان سيتطور الأمر.
كذلك في الدراسة عبثت مرة فاستدعاني الأستاذ وفي عينيه غضب شديد فلما سألني عن سبب عبثي لم أجد جوابا غير الاعتذار
الحقيقة تعلمت من هذا الموقف أن الاعتذار كفيل بتجنيبك العواقب فقد هدأ الأستاذ وقال: لماذا تجعل نفسك في موقف تضطر فيه إلى الاعتذار يا بني.
المهم أن لا نقع في التبرير وأن نمنع المبرر من ممارسة هوايته
ـ[المجيبل]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 09:16 م]ـ
أتذكر عندما كنت في العمل كان في قسمي موظفان يتأخران كثيرا، الكبير منهما أكبر مني سنا وقد كرهني من أول يوم أصبحت مسؤولة عنه وكان كلما سألته عن سبب التأخير تظاهر بالمرض، وكان يهمل عمله بحجة أنه يحتاج لدورة تدريبية في الخارج، أما الثاني فكان يسبقني ويقول أني مخطئ وأستحق العقوبة، ثم يعمل على إنجاز العمل المتأخر عن طيب نفس.
لما حان وقت التقويم السنوي كتبت للأول: كثير التأخر بسبب مرضه الدائم مما يؤثر سلبا على أدائه، ورغم طول خدمته ما زال يحتاج إلى توجيه وتدريب. أنصح بعرضه على المجلس الطبي العام.
وكتبت للآخر: مهذب وعلاقاته طيبة مع جميع العاملين يؤدي مهام عمله كاملة حتى وإن تأخر في بداية الدوام. أنصح بإلحاقه بدورة تدريبية لتطوير أدائه.
ترى هل كنت ظالمة؟
¥