تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 06 - 2010, 11:08 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة/ زهرة متفائلة، بارك الله لك

موضوع رائع .. رائع، يمس قلب الحياة الاجتماعية التي نبهنا إليها الإسلام، ودعا إلى التسامح والصفح والاعتذار عند الخطأ، والعفو عند المقدرة.

الأخت الفاضلة / ينابيع الهدى

لقد ازداد الموضوع قوة بقصتك الجميلة.

أتذكر أنني منذ شهور قليلة، احتد النقاش بيني وبين أحد زملائي في العمل، لخطأه في العمل، وبعد عودتي للمنزل علمت أني أخطأت في حقه وكان لابد من استخدام اللين والرحمة معه فأخذت أبحث عن هاتفه، فلم أجده معي، وانتظرت اليوم التالي وفي الصباح عندما جاء بادرته بالاعتذار الذي أزال كل ما كان بنفوسنا وأحسست بالراحة والاطمئنان ..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: فصيح البادية

جزاك الله خيرا على التعقيب، وبارك الله فيكم على هذا الدعاء الطيب، وأحسن الله إليكم لسردكم هذه التجارب القيمة التي تدعم الموضوع، جعله الله في موازين حسناتكم، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.

وهنا إضاءة / قصتين ذكرهما الأستاذ: جاسم المطوع الاستشاري الاجتماعي:

يقول ...

أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال لاحظت رجلاً قد تغير وجهه، ونزلت دمعة من عينه علي خده، وكنت وقتها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم، وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني علي انفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟ قلت له: لا والله! فقال: إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه لا يسمع كلامي، ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه فاسدة، كما أنه لا يصلي ولا يحترم أمه، فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة على السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل، ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني؟

هل أستمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة؟ وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل؟

قلت له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد، وإن ما عمله ابنك خطأ ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيماً في سلوكه، فرد علي الرجل قائلاً: أنا أبوه أعتذر منه؟ نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه!

قلت: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما علي المخطئ أن يعتذر، فلم يعجبه كلامي، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول، وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً ففرحت لفرحه، وقلت له: ما الخبر؟

قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت ورمي رأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه. ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل، فإني لن أعصيك أبداً.

وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة، نعم إن الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً، بل إن النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم في إحدى الغزوات كان يساوي بين الصفوف، فوضع عصاه في بطن أحد الصحابة ليساوي وقوفه مع بقية الصف، فطلب هذا الصحابي أن يقتص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي فعلته، فكشف النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن بطنه وأعطاه العصا ليقتص منه، ولكن الصحابي انكب علي بطنه يقبله، فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم: لم فعلت ذلك. فقال أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك، واستشهد الصحابي في تلك المعركة.

إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ، وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر .. هذا ما كنت أقوله في أحد المجالس في مدينة بوسطن بأمريكا وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء وهو د. وليد فتيحي، فحكي لي تعليقاً علي ما ذكرت قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك، فوقع الكتاب خطأ علي وجه الطفل وجرحه جرحاً بسيطاً، فقام واحتضن ابنه واعتذر منه أكثر من مرة حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا، فلما ذهب به إلي غرفة الطوارئ في المستشفي لعلاجه وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح؟ يقول: كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني، ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح.

ثم قال د. وليد معلقاً، أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه، وحدثني صديق آخر عزيز علي وهو دكتور بالتربية بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به ثم اعتذر منه فعادت العلاقة أحسن مما كانت عليه في أقل من ساعة.

فالاعتراف بالخطأ والاعتذار لا يعرف صغيراً أو كبيراً أو يفرق بين أب وابن أو أم و ابنتها

والله الموفق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير