ولا شكَّ أن هذا لمقتضى الحكمة، فلولا أن هناك حكمة تقتضي أن لهذه اليد مجاري معيَّنة؛ ولهذه اليد مجاري خاصَّة لم يخلقها الله هكذا.
المهم من كلِّ هذا أن نبيِّن به أن لله علينا نعماً ماديَّة بدنيَّة في هذا الطَّعام، سابقة على وصوله إِلينا ولاحقة.
ثم إن هناك نعماً دينيَّة تتقدَّم هذا الطعام وتلحقه، فتُسمِّي عند الأكل؛ وتحمد إِذا فرغت. فإن الله تعالى يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشَّربة فيحمده عليها، ورضى الله غايةُ كلِّ إِنسان، فمن يُحصِّل رضى الله عزّ وجل؟ فنحن نتمتَّع بنعمه، فإِذا حمدناه عليها رضي عنَّا، وهو الذي تفضَّل بها أولاً.
وهذه النِّعمة ـ وهي رضى الله ـ أكبر من نعمة البدن.
ما ظنُّكم لو لم يشرع الله لنا أن نحمده عند الأكل والشُّرب؛ فإننا لو حمدناه لصرنا مبتدعين وصرنا آثمين. لكنه شرع لنا ذلك من أجل أن يوصلنا إلى رضاه، أسأل الله أن يحقِّق ذلك لنا جميعاً.
فهذه نعمة عظيمة لا يُدركها الإِنسان إلا عند التأمل.
وأيضاً: عند تفريغ وإخراج هذا الذي أكلناه وشربناه يحصُل لنا نعم جِسْميَّة وحسيَّة، شرعيَّة ودينية.
فالنِّعم الحسِّية فيما لو احتقن هذا الطَّعام أو الشَّراب في جسمك ولم يخرج؛ فإِن المآل الموت المحقق، ولكنه بنعمة الله يخرج.
ولو احتقنت الرِّيح التي جعلها الله تعالى لتفتح المجاري أمام ما يعبر منها من الطَّعام والشَّراب، فلو أنها انسدت ماذا يكون؟ ينتفخ البطن ثم يتمزَّق فيموت الإنسان، وكذلك البول.
إِذاً؛ فَللَّهِ علينا نعمة في خروجه، وفي تيسيره نعمة كبرى، والحمد لله، نسأل الله لنا ولكم دوام النعمة، فإِذا أردت حبسته وإذا أردت فتحته، ومن يستطيع أن يفتح المكان حتى ينزل البول لولا أن الله يسَّر ذلك، وكذلك متى شئت، فقد تذهب وتبول وليس في المثانة إِلا ربعها، أي أن المسألة ليست إجبارية وقد تحبسه وهي مملوءة؛ ولكنك تستطيع أن تتحمَّل.
فهذه من نِعَمِ الله، ولا يعرف قَدْرَ هذه النعمة إِلا من ابتُليَ بالسَّلس، أو الحصر، نسأل الله السلامة.
وكذلك بالنسبة إلى الخارج الآخر فيه نِعَمٌ عظيمة، ومع ذلك هناك نِعَمٌ دينيَّة مقرونة بهذه النِّعم البدنية، فعند الدخول هناك ذكر مشروع يقربك إِلى الله، وعند الخروج ذكر مشروع يقربك إلى الله عزّ وجل.
فتأمل نعم الله عليك، فهي سابغة وشاملة واسعة دينية ودنيوية، وبهذا تعرف صدق هذه الآية، قال تعالى: " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ".
والله الموفق
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 03:19 م]ـ
مشكور أخي طاوي ثلاث
صحيح نعم كثيرة ولكن قليل من العباد شاكرين
صدقت أخي الزيز، بارك الله فيك
لقد سرني مرورك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
جزاك الله خيرا، نصائح قيمة، وموعظة تستدعي منا الوقوف حولها، جعلها الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، وثقل الله بها صحائف أعمالكم، ونفع بكم الأمة الإسلامية / اللهم آمين.
و لكم مثله أختنا الكريمة
مشاركة في نافذتكم القيمة هذه وخاصة حول النقطة الأولى من مشاركتكم
مما يسر صاحب الموضوع إثراء موضوعه بالمشاركات القيمة، فبارك الله فيك أختنا الكريمة، لقد سرتني المشاركة، و سرني مروركم
حفظ الله الجميع و أسبغ عليهم نعمه ظاهرة و باطنة
ـ[همبريالي]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 04:34 م]ـ
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد من بعد الرضى
لك الحمد كما نقول ولك الحمد خيرا مما نقول
شكر الله لك أخي طاوي
وذكرك فيمن عنده
""من لايشكر الناس لا يشكر الله""
...
خالص مودة همبريالي وتقديره
...
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذ طاوي ثلاث
وجعل هذا التذكير في موازين حسناتكم.
أيضا الإكثار الإكثار من سجود الشكر،
فهي من أيسر ما يكون .. ولها مفعول السحر
ـ[فتون]ــــــــ[23 - 07 - 2010, 06:51 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى
أخي طاوي ثلاث أشكرك على هذا النقل المميز
والشكر موصول لك أيتها الزهرة على ما نقلتيه
إذا لم تتجرع خطر الحروب و لم تذق طعم وحدة السجن و لم تتعرض للوعة التعذيب
فأنت أفضل من 500 مليون إنسان من سطح الأرض