تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحين أشرق الصبح، لم يجد المسلمون أحدا منهم فازدادوا إيمانا، وازداد توكلهم على الله فسبحان الله ما أعظم فقه رسول الله صلى الله عليه و سلم و توكله على الله و مدى معرفته بأمور الدنيا و كياسته فلم يهمل أبدا مبادرة نعيم بن مسعود عليه سحائب الرحمة و الغفران بل فرح به و تفاعل معه و إستثمر مكمن القوة فيه بحكمة حيث أن الرجل عرف بالدهاء و هو على حد علم الأحزاب حليف و ما يضنون فيه السوء فأوقع بينهم ما أوقع حيث تفرقت ريحهم و دب فيهم الخذلان و الهوان و أثبطت عزيمتهم و رجعوا خائبين ... و سبحان الله العلي القدير، العليم الحكيم الذي إختار نعيم بن مسعود ليقذف في قلبه الإيمان و ليكرمه بنصرة رسوله صلى الله عليه و سلم و الصحابة الكرام إذ للرجل علم و معرفة بأركان هذا التحالف و مكامن القوة فيه و الضعف فسدد بعون الله رميته و وفق أيما توفيق ... و اليوم يعيد التاريخ نفسه فيتحزب علينا اليهود و النصارى و الفرس و من يحسبون على المسلمين فبدماء أطفال العراق و نسائها و أشرافها يرتجي الفرس القوة النووية و بعفة نساء المسلمين و حيائهن و شرف رجالهن يأمل الهمل من المتمسلمين في الشهرة و الوجاهة و بإخوان القردة و الخنازير يذبح الغرب العرب و المسلمين ... و لكن كل هؤلاء متفرقون في أصلهم و متكالبون على بعضهم متادعون و ما أعظم قول الله فيهم " تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى " الحشر 14 ... و اليوم يوجد من نعيم بن مسعود رضي الله عنه و أرضاه رجالا بين ظهرانينا من حيث المعرفة و الإدراك العميق للعلاقة بين اليهود و النصارى المبنية على المصلحة و الإبتزاز فالعلماء الأجلاء و الدعاة المخلصين و المفكرين النافذين و المختصين من فنيين و خبراء و العوام العاملين لوجه الله موجودون و مطلعون و مجتهدون و إن لم يكونوا كثرا، و ما كانت الكثرة أبدا معيارا لإنتصارنا، و محركا لآمالنا، و لكن في إعتقادي هناك حاجة إلى روح معنوية أعلى تعزز إيماننا بمواهبنا و قدرتنا على الإنجاز إلى جانب الصياغة الذكية و الجديدة في إستثمارنا لطاقاتنا و قدراتنا.

إنه من الغريب أنه دائما تراودني فكرة مفادها أن هذا التحالف الصهيوني الغربي ينتهي إذا نجحنا على الأقل في إرجاع الغرب لنصرانيته و ذلك بإصدار الكتب و ما شابه بما أن الغرب يحب القراءة و الإطلاع لأن أصل العداء بين اليهود و النصارى أساسه الدين، فاليهود يرون أن عيسى بن مريم عليه السلام "إبن زنى" و هم أيضا من صلبوه و هذا ما جلب عليهم لعنة من النصارى ضلت تلازمهم إلى أن دخل الغرب في اللادينية بثورته على الكنيسة و خدمت اليهود ظروفا مواتية ليعلوا في الأرض و ليتم الله أمرا كان مفعولا.

إن نعيم بن مسعود لما حقق ذلك الإنجاز الضخم العظيم لم يكن قديم عهد بالإسلام و لم يكن من خريجي الزيتونة أو الأزهر أو السربون و إنما كان رجلا عرف كيف يوضف موهبته و معرفته (إختصاصه) و بإخلاصه لوجه الله جاء التوفيق و النصر المبين.

إن الله عز و جل قال في محكم تنزيله عن اليهود مخاطبا النبي صلى الله عليه و سلم " و لتجدنهم أحرص الناس على حياة " هكذا دون أن يعرفها أي "حياة و كفى". و ما نحتاجه اليوم هو قول الشاعر " إنهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة". الحياة التي إرتضاها الله لعباده المؤمنين، حياة إستخلاف الله في أرضه أو بالأحرى هي حياة خير أمة أخرجت للناس المتجسدة في النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف لا مكان للسلبية و الهوان و الذلة فيها أبدا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير