تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كأنّ الحروفَ مكتوبة على وجل ٍ أو خجلٍ أو حتّى خوفاً من شيء ما غامض، هذا بالنسبة للعنوان أمَّا الموضوع ذاته، فقد كشفت أركانه لنا عدة أمور، منها الاختناق بالحب إن كان نبيلاً بل والموت به دنيا والحياة به آخرة، والموت به دُنيا ودين إن كان حُباً يتكشف منه الإغواء وتتولد منه المعصية والرذيلة في كل أركانه، ولكي نفرّق بينهما يُمكننا القياس على ما قالته الأخت معاني مع التعليل على ما أتت به، فالحب ليس نقمة إن لم يخرج عن الحب في الله، أنت تحب زوجتك في الله أنت تحبين زوجك في الله أنت تحب الخلائق في الله أنتِ تحبين الخلائق في الله، فما خرج عن هذا فهو اتباع للهوى وأيُّ نوعٍ من هذا يكون له دلائل عظيمة الأثر كالوقوع في المعصية بجميع أنواعها، وكما نشاهد جميعاً هؤلاء الذين يُعدِّون الزنا وهي من المحرمات الصريحة حباً، أفهل يستوي هذا مع ذاك،

الحب الحقيقي ما كان لله وفي الله فإن أحببت أحببت فيه لهذا تكون كل خطوة منك وفعلة ونظرة مخافة لله، المشكلة الحقيقة تكمن في استخدامه هل فيه دنس هل فيه مقدمات للزنا هل وهل وهل، إن لم يكُن كذلك فأنت مع الصفوة، لأنه أمرٌ جليلٌ ويحمل أهم مقومات الحياة، خلقت الدنيا بالحب أوجدنا الله فيها برحمته بالحب وإلا لكنّا في النار بعد فعلة أبونا آدم عليه السلام، نتيجة ارتكاب معصيته لكن حب الله لنا ورحمته سبقت إلينا، أمرٌ آخر، الأخت وجع الواقع قصدت، ومن خلال رؤيتي البسيطة يُمكنني القول، أنَّ هؤلاء الذي يتبعون هواهم على اليقين، أليس هناك عبَّاد المادة"بكل أنواعها نقوداً وذهباً" وهناك عبّاد النساء وهناك عبّاد الشهوات، وهذه هي الحقيقة الواقعة في الآية الكريمة "أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ" وعلى هذا فإن لفظتها آلهة البغض لم تكُن محل استشكال مطلقاً إن وضعناها في محلها الصحيح وبفهما الصحيح،

الأستاذة: وجع الواقع: راق لي كثيراً ما نُثر هنا لا لأن الحب هو عنوانٌ لثناياه إنما لأن تلك الأمور الصغيرة من المسكوتات في عالمنا العربي الإسلامي، والتي يختلط فيها الطالح بالصالح والحابل بالنابل، حتى كدنا نكره كل الأشياء التي تدور حولنا، فلم نعد نعرف غير القبح لأن الجمال محرم، وغير الكره لأن الحب مُحرّم، ولم نعد نعرف غير الكذب لأن الصادق مُجرم وغير الأقنعة لأن صاحب القناع الواحد غريب وشاذ، صورٌ كثيرة لو تكلمنا عنها لمتلء الأفق.

جزيتِ خيراً على هذا الموضوع القيّم جعله الله في ميزان حسناتك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير