- وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِىّ، - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ، إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ، إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً» (صَحِيحٌ).
- // وكان شيخنا إبراهيم – رحمة الله عليه – ينتقي صحبة أبنائه في داخل الشبكة من خيار الناس , وأشدهم ثقةً , وأحاسنهم خلقًا , وخيرهم سمعةً ليكونوا مثلهم ويقتدوا بهم وكذلك نحسبهم جميعًا والله حسيبهم , ولو أن أبناءه اكتفوا بصحبته – من أهل الدنيا - لكفاهم والله , لكنه كان يصاحبهم ويجعل غيره لهم صحابًا ليأخذوا بالخير من كل صوب.
· الفائدة الثانية: اختر لهم الرفقة الصالحة ما استطعت وعرفهم على الصالحين لتكون مطمئنًا إذ هم في أيد أمينة.
3 - بابُ (فضل حافظ القرآن):
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً» (حَسَنٌ صَحِيحٌ).
- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا» (حَسَنٌ صَحِيحٌ).
واعلم أن المراد بقوله: صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. . أي أحفظهم فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم: أكثر - منافقي أمتي قراؤها. اهـ السلسلة الصحيحة.
- // وعهدنا على بنات شيخنا – رحمه الله - أنهن من أهل المساجد والقرآن , بتحفيز ودعم من والدهم الذي كان يعمل شيخًا في المسجد محفظًا لكتاب الله ومعلمًا للتجويد , فدفع شيخنا بأهله لحفظ كتاب الله ونسأل الله أن يكون ذلك لأهل بيته عملًا وقولًا , ونرجو أن يتموا جميعًا حفظ كتاب الله كما كان يتمنى والدهم ويرجو.
· الفائدة الثالثة: أرسلهم إلى المساجد لحفظ القرآن , وابتغ بذلك الأجر من الله وأخلص النية لله , وعلمهم ثواب الحافظ وأجره , واسأل الله لهم أن يتموا حفظ كتابه والعمل به.
4 - بابُ (حسن الخلق):
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي شَقِيقٌ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يُحَدِّثُنَا إِذْ قَالَ: «لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا» (صَحِيحٌ).
- // وما علمنا على شيخنا – عليه رحمة الله - إلا كل خلق ولفظ حسن , وكذلك على أهل بيته , وما علمناه إلا طليقَ اللسان في الخير ممسكًا إياه عن الشر , وما رأيناه يعمل يومًا بعكس قول الحبيب - صلى الله عليه وسلم -: «أمسك عليك هذا» أي اللسان , فلا نكاد نسمع إلا ذكرًا ودعاءً لنا بالخير , وكلامًا مباحًا من كلام أهل الدنيا , ونسأل الله أن يجعلنا وأهل شيخنا من هؤلاء ويثبتنا على ذلك.
· الفائدة الرابعة: علمهم حسن الكلام وأبعدهم عن البذيء منه , واجعل قول أبنائك ذكرًا وصمتهم فكرًا , وهذب أخلاقهم ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.
5 - بابُ (صلاة الجماعة):
¥