تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - رحمة البهائم: عن قرة بن إياس ومعقل بن يسار قلا: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: والشاة إن رحمتها يرحمك الله".

9 - عدم اتخاذها منابر وكراسي لغير حاجة شفقة عليها: عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:" إياي أن تتخذوا دوابكم منابر، فإن الله عز وجل سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم".

10 - عدم استخدامه في غير سخر له

11 - عدم التفريق بين صغار الحيوان وأمهاتهم إذا كان الصغير لا يستغني عن أمه في طعامه وشرابه.

12 - عدم تحميله مالا يطيق: من جميل ما يذكر من أخلاق السلف الصالح في التعامل مع الحيوان عدم تحميله مالا يطيق. عن معاوية بن قرة قال:" كان لأبي الدرداء رضي الله عنه جمل يقال له: دمون، فكانوا إذا استعاروه منه قال: لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا، فإنه لا يطيق أكثر من ذلك، فلما حضرته الوفاة قال: يا دمون، لا تخاصمي غدا عند ربي، فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق".

13 - عدم قتله إلا لدفع ضر، أو لضرورة: إذا أضر الحيوان بالمسلم واعتدي عليه جاز قتله، ومن الحيوان ما ينهي عن قتله، ومنه ما يجوز قتله. عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" خمس من الدواب ليس علي المحرم في قتلهن جناح، الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور". وكل حيوان أضر جاز قتله.

وأما الدواب التى ينهي عن قتلها فهي النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" أربعة من الدواب لا يقتلن: الصرد والضفدع والنملة والهدهد".

من روائع حسن خلق النبي صلي الله عليه وسلم مع البهائم دفاعه عنهم، ورفع الظلم عنهم كما في الصور التالية:

في غزوة الحديبية حرنت ناقة النبي صلي الله عليه وسلم وأبت أن تمشي، وكان اسمها القصواء، فقال الناس: حل حل (أي يزجرونها لتنبعث وتقوم)، فألحت (أي لزمت مكانها ولم تنبعث) فقالوا: خلأت القصواء (أي حرنت وبركت من غير علة)، فقال صلي الله عليه وسلم:" ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل" وحابس الفيل هو الله سبحانه وتعالي، حبسه عن دخول مكة، وقصة الفيل مشهورة) ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتم إياها". وتأمل أدب النبي صلي الله عليه وسلم كيف يدفع الظلم عن الناقة ويدافع عنها.

الأدب مع البيئة

البيئة نعمة من نعم الله إذ هي مكان يتسع الجميع، وقد سخرها الله لنا ونحن فيها شركاء ولها علينا حقوق، ولا نستطيع إلا أداءهن لأن إهمالنا لآداب التعامل معها عمدا أو لعدم اكتراث أصبح من عاداتنا البيئة فكأننا موكلين باء فادها. قال تعالي:" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" (الأعراف:56).

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع ذرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كانت له به صدقة".

الأدب مع الثروة النباتية:

أ-التشجير: دعا الإسلام إلى التخضير والتشجير، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فلإن استطاع أن لا يقوم حتى يفرسها فليفعل".

ب- وقد حمى الإسلام الغطاء النباتي، والأشجار خاصة من أيدي السفهاء العابثين بالبيئة، بالنهي عن قطع الأشجار المثمرة لغير غرض. عن عبد الله بن حبشي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار".

الأدب مع المظهر العام، ثم الهواء والماء: 1 - لابد أن نعلم أن الإسلام يحرم تلويث البيئة، وكل أمر يسيء للمظهر العام للبلاد سواء برها، أو بحرها، وأن من يتعمد ذلك آثم شرعا، ولا في طرقات الناس، أو مشاربهم.

عن معاذ بن جبل رضي الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل".

2 - أما بالنسبة لتلويث الهواء فقد جعل الله سبحانه الهواء الطلق غير مملوك لأحد، فلا يجوز لصاحب مصنع قريب من الناس التي تنبعث منها روائح كريهة. لقوله صلي الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار".

3 - أما التعامل مع الموارد المائية، فيجب أن نكون خاضعين لأحكام الشرع فيها، وفي ذلك خير، وقد نهانا الله سبحانه عن الإسراف فمن محاسن الأخلاق في الإسلام الاعتدال في استعمال الماء، وفي كل الأحوال، سواء للاستعمال اللازم للنظافة، أو الطهارة، أو الزراعة المنزلية، وما سابه ذلك. والحمد لله علي نعمة الإسلام.

قصة إنفاق العبد مما يحب

أخرج الشيخان، عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنسك فلما نزلت هذه الآية:" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" (آل عمرا:96) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن الله تبارك وتعالي يقول:" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ربح! ذلك مال رابح".

كذا في (الترغيب) وزاد في صحيح البخاري بعده: وقد سمعت ما قلت، وإني أري أي تجعلها في الأقربين. فقال أبو طلحة: أفعل، يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

قيم أخلاقية في القصة ما يلي:-

1 - سرعة الصحابة في الاستجابة وتطبيقهم العملي.

2 - أن أفضل الإنفاق ما ينفقه للأهل والأقربين.

3 - حرص الصحابة رضي الله عنهم، في أعمال الخير وتدبرهم في كلام الله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير